ترحيلات أبوزعبل

ترحيلات أبوزعبل

ترحيلات أبوزعبل

 العرب اليوم -

ترحيلات أبوزعبل

عمرو الشوبكي

حين نشرت فى أكتوبر 2013 رسالة أحد أساتذة الجامعة المرموقين يقص فيها ما جرى لابنه الذى استشهد فى عربة ترحيلات أبوزعبل، ضحية الإهمال والتسيب وعدم احترام حقوق الإنسان، كنت قبلها فى مثل هذا اليوم من العام الماضى قد نشرت مقالاً بعنوان «دولة مبارك التى لم نصلحها»، أشرت فيه إلى كارثة سقوط 37 ضحية كانوا محتجزين فى عربة ترحيلات سجن أبوزعبل، كدليل على أن قضية إصلاح الدولة مؤجلة منذ ما يقرب من 40 عاماً.

فقد حاول الإخوان الانتقام من الدولة والتمكين منها وفشلوا فشلا ذريعا، ثم سقطوا سقوطا مدويا، وجاء نظام جديد لم يضع حتى على سلم أولوياته أى مسار إصلاحى من أى نوع، فكل شىء يُدار بالطريقة القديمة لأننا فى حرب ضد الإرهاب، ولأن على الشعب التحمل، ولأنه أيضا لا يوجد أى مشروع سياسى إصلاحى بديل.

ترحيلات أبوزعبل هى نموذج صارخ للإهمال والفوضى وغياب المحاسبة للمسؤولين عن تلك الجريمة، والمؤسف أن البعض يقايض ضحايا الشرطة بالضحايا المدنيين، ويميز بين الدم المصرى الواحد، ولا يعتبر أن أى ضحية تسقط هى مسؤولية الدولة طالما لم تحمل السلاح ولم تحرض أو تمارس العنف.

ترحيلات أبوزعبل صادمة لأن الدولة هنا مستأمنة على هؤلاء المحتجزين، وتلك قيمة لا يعرفها حقيقة إلا المؤمنون بدولة القانون حقيقة، فهؤلاء الضحايا لم يختطفهم تنظيم أو جماعة يمكن أن تفعل بهم ما تشاء، إنما أوقفتهم الدولة بمقتضى القانون واحتجزتهم لحين محاكمتهم، فكانت النتيجة قنابل مسيلة للدموع ألقيت على عربة مغلقة فسقط كل هذا العدد من الضحايا.

رسالة والد أحد ضحايا هذا الحادث منذ عام كانت مؤلمة وذات دلالة، حين قال: «ابنى شريف جمال صيام، (29 سنة) يعمل مهندسا بشركة أورانج للاتصالات، هو أحد القتلى الـ37 فى حادثة سجن أبوزعبل. وحالة شريف تعد نموذجا صارخا يجسد كل صور إهدار حقوق الإنسان، وشريف ليس إخوانيا (ولا أنا أيضا) ولكن لظروف سكننا بمدينة نصر قرب رابعة تم القبض عليه ظهر يوم الفض (الأربعاء) من شارع أنور المفتى الذى يقع خلف طيبة مول، وفى صباح يوم الأحد (الساعة السادسة) بدأت رحلة الموت بحشر 45 سجينا فى سيارة ترحيلات لا تسع أكثر من 24 فردا، وصلت إلى السجن العسكرى بأبوزعبل فى الساعة السابعة إلا الربع، ثم تركوا السيارة مغلقة عليهم لمدة عشر ساعات فى فناء السجن، وحسب رواية بعض الناجين (8) فإن السجناء، وهم مكبلون بالقيود، بدأوا يتساقطون إما مغشيا عليهم أو صرعى بعد ساعة واحدة من توقف السيارة فى فناء السجن، وجاء الختام المروع لهذه المأساة بهجوم شنه ضباط المأمورية ومجندوها بالغاز على السيارة دون سبب معروف حتى الآن، حيث تم الإجهاز خنقاً بالغاز على من لم يمت باختناق الزحام وانعدام التهوية».

أذكر أن والد الشهيد شريف جمال صيام (وهو أستاذ جامعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة)، كتب لى رسالة أخرى عقب هذه الرسالة ينعى فيها بكل وطنية الشهيد اللواء نبيل فراج، وتحدث باحترام عن أهمية دور الشرطة وتضحيات رجالها رغم مصابه الأليم ومسؤولية الشرطة عنه.

رحم الله كل ضحايا الإرهاب والإهمال وانعدام الإنسانية.

 

 

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترحيلات أبوزعبل ترحيلات أبوزعبل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab