كاتبان وكتابان

كاتبان وكتابان

كاتبان وكتابان

 العرب اليوم -

كاتبان وكتابان

عمار علي حسن

يبدع «على عيد هارون» كثيراً من ألوان الشعر؛ العمودى والتفعيلة والعامى، وينعم بموهبة ظاهرة تجعل الكلمات طيعة أمامه، وتمكنه من التقاط الصور المبهرة، وتتيح له أن يعزف بالحروف موسيقى سلسة تجرى بين أبيات قصائده ووصلاتها العامرة بالمعانى والجمال.

جاء إلىَّ يوم مناقشة روايتى «السلفى» فى «ورشة الزيتون» وأهدانى كتاباً منزوع الغلاف، جمعه بعد طول تردد، وطبع منه على نفقته الخاصة نسخاً تعد على أصابع اليد، حتى يتيح لبعض من اختارهم أن يقرأوا ديوانه ومطالعته بسهولة ويسر. مد الديوان إلىَّ مبتسماً وقال:

- سأكون سعيداً لو أعجبك وكتبت كلمة عنه.

وأخذته منه، ووضعته على الرف الخاص بالوارد حديثاً وتحت القراءة فى مكتبتى، وما إن التقطته ذات ليلة حتى راق لى وجذبنى بشدة، وكانت روحى فى هذه اللحظة تواقة إلى فيض من عذوبة الحنين، فوجدت فيه بعض ما كنت أصبو إليه. نحن هنا أمام شاعر يتفاعل مع الحالى والسارى والطارئ والعابر بقدر ما يتأثر بالراسخ والمقيم والثابت والمستقر، فيراوح بين هذا وذاك فى قصائد تواكب الأحداث التى مر بها الوطن، وأخرى عن مواقف إنسانية تتجاوز الأزمنة والأمكنة.

هذا ديوان يستحق القراءة، ويحجز لصاحبه مكاناً بين أبناء جيله من الشعراء، ويشى بأن صاحبه، إن صقل موهبته الطازجة بمطالعة تجارب كبار الشعراء وامتلاك القدرة على الإتقان والتجويد، سيكون له موقع متقدم فى دنيا الشعر وعوالمه الحافلة بالجمال.

(2)

منذ رحيل كاتبنا الكبير الأستاذ أنيس منصور، لم أقرأ عبارات شاعرية مكثفة، كل منها تنطوى على حكمة سابغة وقيمة إنسانية عميقة وتفاعل خلاق مع حركة الحياة، إلا بقراءة ما يكتبه الصحفى والأديب الأستاذ «سلطان الحجار».

كتابات «الحجار» المكثفة هى همسات شجية عميقة، تنأى عن كثير من السائد والمألوف والمعلب، وتبتعد عن الترهل والتطويل الممل، عبر نصوص تليغرافية مختزلة، لكنها متسعة الرؤية، ومفتوحة على تأويلات متعددة، وتتوزع على الكثير من الآراء والحكم والتصورات والطقوس والفلسفات والروابط الإنسانية وطرائق العيش والفهم والتعامل.

يتميز الكاتب فى هذا النوع من الكتابة بشكل لافت، ليمنحنا «كبسولات» فى كل شىء وكل معنى؛ السياسة والمجتمع والتاريخ والدين والسمات البشرية والحالات النفسية، علاوة على نصائح موزعة فى اتجاهات عديدة.

فى كتابه الأخير «يوميات صعلوك» ينهمر قلم «الحجار» بمئات العبارات المركزة التى تحوى رسائل لنا وعنا ومنا، عبر فن رائع رائق، قد تناقض بعض مقولاته بعضها، وقد تحوى حكماً قاسياً، أو انطباعاً عابراً، لكنه فى كثير من الأحيان يصيب كبد الحقيقة، وفى كل الأحوال يثير الخيال، ويعبر عن المتاهة التى يدور فيها الإنسان طيلة حياته وهو يتقلب على أشواق إلى الحرية والجمال والحق والعدل.

هذا الكتاب يحتاج إلى قارئ واعٍ متأمل يملأ الفراغات بين الكلمات والسطور، ويفتح القوس على امتداده ليفسر ما قرأ، ثم يفهمه ويعيه ويستفيد منه فى حياته. 

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاتبان وكتابان كاتبان وكتابان



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab