حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى.. وأشياء أخرى

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى.. وأشياء أخرى

 العرب اليوم -

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى

بقلم - عمار علي حسن

قد يسمع كثيرون عن أسماء بعض الوزراء وقت رحيلهم.. فما أُخذ من صلاحيات الوزير أمر يدركه الكل، لذا لا يعول الناس عليه كصانع سياسة أو متخذ قرار نافذ، إنما «موظف إدارى كبير» أو «كبير موظفين» لا يشغله سوى الاستمرار، وعلاقته بالإعلام محسوبة وباهتة، لذا لا يلتفت إليه أحد إلا وقت الأزمات.

(2)

مهما جرى، فأنا مطمئن لمعدن المصريين. مرت على مصر نوائب، وأصابها وهنٌ، حتى ظن أعداؤها أنها على شفا الموت، ثم لم تلبث أن قامت قوية كالعنقاء من تحت الرماد. أعرف أن النائبة الآن كبرى، أنهكت أمتنا، لكن هذا الشعب لا يموت أبدا، سيعود ويكتب التاريخ من جديد، لأمة يجب أن تحيا حرة مكتفية.

(3)

من أسوأ الوظائف التى تقوم بها «دولة» ما عبر التاريخ الإنسانى كله، أن تجعل فقيرا أو معدما يقاتل بضراوة فقيرا أو معدما مثله فى سبيل مصلحة من يمصون دماء الاثنين، ويسرقون أموالهما، أو يطمعون فى ثروات بلدهما. إنه مشهد قبيح جدا هجاه بحق المفكرون والأدباء والفنانون فى كل زمان ومكان.

(4)

من الصعب أن نطبق «قانون المصادفة» على توالى حرق الكنائس، لكن من اليسير أن نتيقن من أن المصريين جميعا، مسلمين ومسيحيين، قادرون على عبور أى محنة تضع وحدتهم فى اختبار، ويُفوّتون أى فرصة على «عدو» للوطنية، بل للإنسانية، يريد أن يصنع أزمة اجتماعية أو يثير فتنة طائفية أو يحقق هدفًا سياسيًا من باب الحرق والقتل والخراب.

إن قلوبنا قد انفطرت لحادث كنيسة أبوسيفين المروع. والشىء الوحيد الذى يصبرنا هو أنه، وكالعادة، شارك مسلمون من أهل الحى مع إخوانهم المسيحيين فى محاولة الإطفاء.

‏(5)

الحقيقة التى لا مراء فيها أن قلق المصريين على مياه النيل مشروع، وإن تعاملوا بصخب وانفعال مع الأمر، فهذا حق طبيعى وتصرف مفهوم ومسؤول.

الناس يصبرون، لكن هذا الصبر الجميل الطويل هو ما تريده إثيوبيا، وتراهن على الوقت والصمت.

(6)

أسعدنى رحيل د. طارق شوقى، الوزير المغترب عن واقعنا.. هذا العابر كان بين مكتبه ومدرسة المنيرة الإعدادية ثلاثون خطوة، ولو زارها، واستمع إلى المدرسين والتلاميذ لكفانا تجاربه، لكنه لم يفعل. بقى طوال الوقت يعيش فى عالم افتراضى ملىء بصور ورسوم بيانية ملونة يعرضها على مدارس متهالكة.

انتقدته بشدة وحِدّة وقت أن كان فى منصبه، وتوديعه على هذا النحو لا يقصده، فقد راح، إنما هو رسالة إلى د. رضا حجازى الذى جلس مكانه، لعله ينتبه ويجتهد ويصلح ما أفسده سلفه. وهذا لن يتم إلا بمراجعة «المنظومة» الحالية، وقد يكون عقد مؤتمر قومى للتعليم أمرًا بات واجبًا فى الوقت الراهن، على أن تكون مخرجاته ملزمة.

(7)

من المضحك المبكى تلك الصور والفيديوهات والإطلالات المزيفة لـ«يوتيوبرز» يزعمون أن مياهًا تتدفق الآن أنهارا فى صحرائنا الغربية. العجيب أن بعضهم ينسب هذا لعلماء مثل رشدى سعيد، وخبراء مثل د. هايدى فاروق. يا للسذاجة التى تظن أنها ستخدر الشعب، فماء الصحراء آتٍ من النيل، فإن جف سيجف معه، لا قدر الله.

(8)

من خطورة الـ«سوشيال ميديا» أن هناك من يتبادل عليها أكاذيب. والذين يتلقونها لا يشغلهم التحقق منها، بل يُروّجونها باطمئنان غريب. فى ضوء هذا، جاءنى فيديو يزعم أنه لوزير التعليم الجديد وهو يخطئ فى قراءة آية قرآنية خطأ مضحكًا. انزعجت قبل التحقق من فيديو الوزير، لأن من لا يحسن النطق لا يحسن التفكير.

(9)

من يراجع كتب الجماعات السياسية الإسلامية يجدها قد وقعت فى خطأ شديد، وهو أنها وضعت الفكرة أو الهدف، ثم بحثت فى النص القرآنى والنبوى والفقهى والسيرى عما يبررها، أى وضعت النتائج قبل المقدمات. هذا العيب موجود أيضا عند متطرفين مسيحيين ويهود.

(10)

إذا كان من طعن سلمان رشدى ينفذ فتوى الخمينى قبل ٣٦ عاما بقتله بعد «آيات شيطانية» فهو أغبى من على وجه الأرض، فقد أيقظ اسم الرجل من نوم طويل وأعطاه قيمة لم تمنحها له نصوصه. أما إذا كان يريد بالحادث صناعة دعاية سلبية ضد إيران خصوصا الآن، فهذا استغلال سياسى معروف، وقد يفضح.

فى العموم، فإن قتل رجل ليس معه سوى قلمه هو عمل أخرق، فالرأى يواجه بالرأى، والفكر بالفكر، والإٍسلام يقر نصه المؤسس وهو القرآن، حرية الاعتقاد والتعبير، وينتصر لهما.

(11)

حين صعد العقاد ليلقى كلمة بمناسبة فوزه بجائزة الدولة التقديرية عام 1959 فى حضور الرئيس عبدالناصر قال: «تلك هى جمهورية الفكر، خير قرين لجمهورية الحكم».. فى اليوم التالى، ذهب التلفزيون إلى بيته ليقول كلمة بهذه المناسبة فقال: «أشعر بالامتنان. فهذه الجائزة أخذتها من الشعب على يد الحكومة».

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab