طالبان أمام امتحان

{طالبان} أمام امتحان

{طالبان} أمام امتحان

 العرب اليوم -

طالبان أمام امتحان

بقلم - بكر عويضة

إذا كان الاسم في حد ذاته، «طالبان»، يستحضر على الفور لحظة امتحان سوف تواجه جموع طلاب العلم، ذات يوم، في كل مكان، ومن مختلف الثقافات، فربما أجدر بقيادات حركة تحمل هكذا سم، إثبات أنها أعدت نفسها جيداً لاختبار يواجهها فيما العالم كله، تقريباً، يراقب أداءها باهتمام شديد، خصوصاً جوار أفغانستان القريب منها جغرافياً، أولاً، والمشدود إليها بحكم الانتماء الديني، ثانياً. أول وأهم سؤال يتعيّن على قيادة «طالبان» وقد أُتيح لها فرض تمام سيطرتها على أفغانستان بالتمام والكمال؛ هو التالي: هل يكون الانتصار الذي تحقق لها هو المفتاح كي تحكم البلاد بروح تستند إلى مبادئ التسامح، والعفو عند المقدرة، فيسود العدل بين العباد، بلا تفريق بين رجال ونساء، أو عرق وقبيلة، أم أن انتصارها يعني غير ذلك؟
أوائل التصريحات التي أعقبت دخول قوات «طالبان» كابل، أكدت أن قيادات الحركة تريد حقن الدماء، وأنها ليست بصدد مطاردة خصومها بقصد تصفيتهم دموياً. بيد أن مظاهر الفوضى التي أعقبت هرب الرئيس الأفغاني السابق، واقتحام العاصمة، إضافة إلى علامات الهلع التي علّت وجوه الكثيرين، ناهيك من محاولات تعلق شبان بطائرات أميركية في مطار كابل، أملاً في الصعود إليها، والهرب، كل هذا يشي بأن هناك خوفاً بيّناً.
معروف لكل دارس ومتابع أن قدر أفغانستان أراد لها الخضوع لمراحل من النفوذ الأجنبي تعددت عبر الأزمان، ومن ثم قُدِر لشعبها الطيب أن يغرق في دوامات حروب، دفع خلالها الكثير من غالي الأثمان، منذ زمن الصراع الإمبراطوري بين بريطانيا وروسيا على مناطق النفوذ في آسيا الوسطى، وإطلاق صفة «اللعبة الكبرى» فيما يتعلق بسيطرة أي من جيوش الإمبراطوريتين على أفغانستان. ضمن هذا السياق، تقول موسوعة الإنترنت «ويكيبيديا» إن «اللعبة الكبرى بدأت في 12-1- 1830، عندما كلف اللورد إلينبورو، رئيس مجلس التحكم في الهند، اللورد ويليام بينتينك، الحاكم العام، بإنشاء طريق تجاري جديد إلى إمارة بُخارى»، وتضيف أن «بريطانيا اعتزمت السيطرة على إمارة أفغانستان وجعلها محمية، واستخدام الإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية الفارسية، وخانات خيفا، وإمارة بُخارى، كدول عازلة بين الإمبراطوريتين».
قديمة هي القصة، إذن، أقدم كثيراً من انزلاق الاتحاد السوفياتي إلى وحول حرب أفغانستان الأهلية خلال سبعينات القرن الماضي، ثم مجيء قوافل «المجاهدين» من كل فج عميق، لإخراج السوفيات وردهم على أعقابهم، وهو ما تحقق لهم فعلاً، إضافة إلى نجاحهم - قبل الخروج النهائي لأفواج من حملوا اسم «الأفغان العرب» من الأراضي الأفغانية - في وضع أسس تنظيم «القاعدة»، الذي سيشكل، لاحقاً، أساس قيام حركة «طالبان»، ونظام حكمها، بزعامة المُلا عمر. تُرى، هل إن قرار الرئيس جورج دبليو بوش شن ما سُمي «الحرب على الإرهاب»، رداً على جريمة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، أخذ في الاعتبار احتمال أن تنتهي أطول حرب أميركية خارج الولايات المتحدة، على النحو الذي شاهده العالم في فيتنام، عندما سقطت سايغون عام 1975، وتكرر في كابل مجدداً قبل أيام؟
يبقى أن أختم بالقول إن صورة سايمون جنكنز، الكاتب الصحافي المتميز، المتولي رئاسة تحرير «التايمز» البريطانية بين عامي 1990 و 1992، وقبلها صحيفة «إيفننغ ستاندرد» مدة عامين أيضا، أصرت أن تطل عبر المشاهد التلفزيونية طوال متابعتي تطورات استيلاء قوات «طالبان» على كابل مساء الأحد الماضي. لماذا هو تحديداً؟ لأنه أحد أبرز أصوات الاعتراض على أي نوع من التدخل البريطاني، أو الأميركي، أو الغربي، بشكل عام، في شؤون دول العالم، عموماً، في كل أنحاء الأرض، وفيما يتعلق بالدول العربية أو الإسلامية، خصوصاً. لماذا مستر جينكنز؟ كان يجيب، إذا سُئل، بما مضمونه؛ دعوهم يخوضون حروبهم كيفما شاؤوا، إنها حروب لن تنتهي أبداً. ولكن ماذا عن المصالح؟ سوف أسأل هنا، وأجيب من فوري؛ حسناً، ذلك حديث يطول، سواء بشأن كابل أو غيرها.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبان أمام امتحان طالبان أمام امتحان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab