ناظم الزهاوي والحلم البريطاني
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

ناظم الزهاوي... والحلم البريطاني

ناظم الزهاوي... والحلم البريطاني

 العرب اليوم -

ناظم الزهاوي والحلم البريطاني

بقلم:بكر عويضة

مذ عرف العالم موجات هجرة البشر الحديثة، سعياً وراء حياة أفضل، أخذ تعبير «الحلم الأميركي» يرافق كل مُهاجر من ديار الأوطان إلى منافي الاغتراب، يطمح في تحقيق النجاح في دروب المَهاجر. صحيح أن التعبير في حد ذاته، هو من نحت آباء أميركا المؤسسين للولايات المتحدة، الذين أرادوا منه، في الأصل، إذكاء الروح الوطنية، واستنهاض عزائم الأميركيين في بناء بلادهم، بعدما حصلت على الاستقلال من المحتل البريطاني (1776)، ليس بتشييد ناطحات سحاب فقط، وإنما بتحقيق أعلى درجات الازدهار والنمو الاقتصادي. لكن الصحيح أيضاً، أن التعبير أصبح عالمياً فارتبط بأحلام مهاجري شعوب الأرض كافة، ليس إلى أميركا وحدها، بل أينما ولّوا وجوههم، وحيثما حط بهم القدر، فوضعوا حقائبهم، ونشأ بالتالي حلم أسترالي، وآخر كندي، وثالث أوروبي، ومن رحم الأخير وُلد حلم بريطاني، على ضفاف نهره الشهير عالمياً باسم «التيمس»، نمت أشجار نجاح كثيرة غرسها، وروى جذورها بعرق كدهم، مهاجرون كثر، من أطياف وأعراق عدة، واحد من أبرزهم المهاجر العراقي ناظم الزهاوي.
ربما، مع صدور عدد «الشرق الأوسط» اليوم (الأربعاء) يكون ناظم الزهاوي قد غادر، أو دُفع إلى مغادرة موقع رئيس حزب «المحافظين» البريطاني. سبب ذلك ما تتابع طوال الأسبوع الماضي من تفاصيل تتعلق بوضع السجل الضريبي للرجل. لكن، لا البقاء في المنصب، ولا المغادرة، يشكل نهاية المطاف لمن يمتلك مثل طموح الزهاوي وعزيمته. تشير تلك التفاصيل إلى احتمال الوقوع في مطب، أو الأصح «جرم» التهرب، عن قصد مسبق، من دفع مبلغ الضرائب المستحق لخزينة الدولة. الطريف في الأمر، إذا كانت فيه ثمة طرافة، أن نظام بريطانيا الضريبي يتيح للمواطن، إذا وفر مستندات تسند مزاعمه، أن يتجنب تسديد ما أمكن تجنبه من ضرائب «Tax Avoidance»، وفق الوصف القانوني. لكن النظام ذاته يعاقب بشدة، والعقوبة ربما تقضي بالسجن، كل مُدان بجريمة تهرّب متعمد من الضرائب «Tax Evasion»، كما تعرف قانونياً. في الحالة الأولى، إذا لم تتوفر مستندات تبرر التجنب، يمكن التوصل إلى تسوية بين سلطات الضرائب والفرد المعني، فيُصنف ما ارتكب كمخالفة، ويلتزم من جانبه بتسديد غرامة، ومن ثم يُغلق الملف.
هذا ممكن جداً، وبهدوء تام، عندما يكون الفرد عادياً، أما إذا كان المعني يشغل موقعاً في الدولة، فمن المستحيل أن يمرّ الحدث بلا ردود أفعال. كيف، إذنْ، والحال أن ناظم الزهاوي يجلس في موقع رئيس الحزب الحاكم، ولعل الأسوأ من ذلك - منصب رئاسة الحزب إداري أكثر منه سياسي - أن تسديد الزهاوي غرامة لمصلحة الضرائب، تردد أنها تقترب من خمسة ملايين جنيه إسترليني، تم في حين كان يشغل موقع وزير الخزانة، في حكومة بوريس جونسون، الصيف الماضي، بينما كان بسطاء الناس، ولا يزالون، في معاناة يومية مع تزايد ارتفاع مستويات غلاء المعيشة في مختلف مجالات الحياة. من جهته، ينفي الزهاوي ارتكاب أي مخالفة عن قصد، وبنيّة التهرب من دفع المُستحق عليه من ضرائب، وهو أكد مراراً أنه «واثق بتصرّفه بشكل مناسب طوال الوقت»، ومن ثم، فإن سلطات الضرائب قبلت التوضيح من جانبه بأن ما وقع «إهمال غير مقصود».
ريشي سوناك، رئيس الوزراء، المنتمي هو أيضاً إلى أسرة مهاجرة، ويُعد واحداً من أمثلة نجاح الحلم البريطاني، حسم الأمر، أول من أمس، فطلب من سير لوري ماغنوس، مستشار الحكومة المستقل، مباشرة التحقيق في ملابسات الموضوع بقصد إطلاع نواب مجلس العموم، والناس كافة، على تفاصيل ما جرى. ومن جهته، رحّب الزهاوي بالإجراء، وأبدى استعداده للتعاون التام مع سير ماغنوس. بالطبع، سوف تؤثر نتيجة التحقيق سلباً على مستقبل الزهاوي سياسياً، فيما لو انتهت إلى أنه تعمد التلاعب ضريبياً. لكن الأبعد، وربما الأسوأ، من التأثير السلبي عليه في الحقل السياسي، يتمثل في أن بقعة سوداء ستشوه سجل المهاجر العراقي ناظم الزهاوي، بعد سجل نجاح شمل تسلم حقائب وزارية عدة، منها حقيبة التعليم، وحقيبة ملف لقاح التطعيم ضد فيروس «كورونا»؛ فوزارة المالية، وصولاً إلى رئاسة حزب «المحافظين». عندما هاجرت أسرة الزهاوي من عراق صدام حسين، لم يكن ناظم قد تعدى مرحلة الصبا بعد، لكن حُسن حظه أتاح له أن يكبر، ويتعلم، وينجح، في مجتمع لن يجبره على التجنيد الإجباري، إنما ليس فوق المساءلة القانونية فيه أحد، أي أحد.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناظم الزهاوي والحلم البريطاني ناظم الزهاوي والحلم البريطاني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab