أسرار تنوء بها ظهور

أسرار تنوء بها ظهور

أسرار تنوء بها ظهور

 العرب اليوم -

أسرار تنوء بها ظهور

بقلم - بكر عويضة

بدت الصدمة فوق قدرة كثيرين على التصديق؛ لذا لم أندهش حين زعق صوت صديقة صارخاً عبر الهاتف، يخبرني أنها لم تصدِّق، حتى إنها قفزت «I JUMPED UP»، عندما سمعت الاسم. الصديقة، التي عُرف عنها بين أصدقائها الكثر رباطة الجأش، وسعة الاطلاع على نحو يوفر لها شعور حدسٍ «HUNCH» يتوقع الحدث، فلا تُفاجأ كثيراً، حين تقع أحداث غير متوقعة؛ كانت تناقش معي وقع مفاجأة الكشف عن اسم هيو إدواردز، باعتباره المعنيّ بفضيحة شُغِلت الناس بالتساؤل عمن هو «بطلها»، بعدما جرى إخفاء اسمه عنهم بضعة أيام. مستر إدواردز مذيع في هيئة «بي بي سي» يتمتع، عن جدارة واستحقاق، بمكانة النجم الذائع الصيت، وهو موضع احترام وتقدير في كل أنحاء بريطانيا، وربما خارجها أيضاً. قد تفسر تلك المكانة سر أن يُصدم كثيرون، كنتُ واحداً منهم، بفعلة هيو إدواردز، لكنها، بالتأكيد لن تكشف عن كل الأسباب الكامنة وراء إقدام مَنْ هم في مكانته على فعل كهذا.

رغم ذلك، واضح أن القصة تكشف، من جديد، حجم معاناة الأشخاص الذين تنوء ظهورهم بأسرار ذاتية يخشون يوماً إن انكشفت لغيرهم، فسوف تثير من ردود الفعل ما يؤثر سلباً على غيرهم، وخصوصاً بين أقرب الناس إليهم، وتحديداً داخل عائلاتهم، والأصدقاء المقربين منهم، أو الزملاء العاملين معهم. يزداد الأمر سوءاً في حال أن السر المفضوح يقترب من درجة وزر، أو ذنب، أو إثم، وبالتالي قد تمسي الحكاية مجرد لهو عابر، لكنها تصبح وقد دخلت قائمة الفضائح، التي ربما يصعب على عوام الناس نسيانها، ومن ثم التسامح مع مرتكبها. أيضاً، سوف تتعقد المسألة أكثر عندما يكون المعنيّ بها في موقع رسمي. معروف أن حرية كل شخص يدخل مضمار العمل العام، تبدأ في التقلص منذ يبدأ نجم ذلك الفرد في الصعود، وإذ يسطع الاسم في فضاء الشهرة إلى حد انبهار الآخرين بما تحقق له، أو لها، من نجومية؛ فإن حدود حريته، أو حريتها، الخاصة تضيق إلى الحد الذي لن يُطاق أحياناً؛ لما يتسبب به من ضيق للشخص ولأسرته.

ضمن ذلك السياق، فإن قصة نجم «بي بي سي» اللامع ليست غريبة، بل إن فضائح عدة تتعلق بعدد من مشاهير ونجوم المجتمع البريطاني، كانت حين أُزيح الستار عنها، أخطر، وأسوأ، على نحو يفوق كثيراً فِعلة هيو إدواردز. بيد أن الذي أعطى المفاجأة وقع الصاعقة، وجعلها في مرتبة الاستثناء، هو أن هيو ذاته ليس ممن يتوقع الآخرون منهم فعلة كتلك رغم ما قد تبدو عليه من تفاهة، قياساً بأفعال غيره.

انكشف السر حين نشرت صحيفة «الصن» خبراً يقول إن «بي بي سي» أوقفت نجماً بين مذيعي الأخبار على شاشتها، للتحقيق في اتهام يقول إنه عرض على مراهق مبلغاً من المال لقاء صور فاضحة للفتى. ربما يوافق البعض، أن الحكاية ليست تستحق كل الذي أثارت من ضجة، ولا حتى أن توصف بأنها فضيحة، خصوصاً أنها حصلت قبل أربع سنوات، بل إن الشاب المعنيّ نفسه أصر أن المذيع لم يرتكب أي فعل أحمق معه. إنما قد يرفض آخرون هكذا تخفيفاً للمسألة، من منطلق أن الشخصية القدوة، إذا خُدشت فلن تستعيد وهجها مجدداً. ممكن، إنما في أول المطاف وآخره، يظل المؤكد هو أن القصة أكدت كم ترهق بعض النفوس أسرارٌ تنوء بها الظهور، رغم أن ما تبدي الوجوه يظهر للناس أن كل شيء على أفضل ما يُرام!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار تنوء بها ظهور أسرار تنوء بها ظهور



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab