الطلاق والأطفال

الطلاق والأطفال

الطلاق والأطفال

 العرب اليوم -

الطلاق والأطفال

بقلم : الدكتور وليد سرحان

الأصل في حياة الطفل أن ينشأ في أسرة مع والديه ويتلقى الرعاية في جو من الراحة والهدوء والمحبة والمشاركة بين الزوجين، ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، فقد يحدث مشاكل بين الزوجين وقد تكون عابرة بسيطة وقد تشتد وتتكرر، والأصل أيضاً أن تبقى هذه الخلافات بعيدة عن الأطفال، ولكن للأسف على الأغلب يتم اقحام الأطفال في الخلافات بشكل مباشر أحياناً وغير مباشر في أحيان أخرى، ويتسلل إلى الأطفال شعور بالخوف من سماع كلمة الطلاق تتكرر، وقد لا يفهموا معناها وحسب أعمارهم وقد يسمعوا تهديدات مثل أنا سآخذ الأولاد ولن تريهم أو لن تراهم، هذه الأجواء المشحونة لها آثار سيئة على تطور الطفل النفسي والاجتماعي وأداؤه الدراسي، وفي كثير من الأحيان لا يحدث الطلاق خوفاً على الأولاد دون الاكتراث أن ما يعيشه الأطفال في النزاعات المتكررة قد يكون أكثر خطراً عليهم من الطلاق .

عندما يتم الاتفاق على الطلاق فالأصل أن يكون بعيداً عن الأطفال وبهدوء، ويتم اعطاءهم القرار النهائي بأننا (ماما وبابا) ان نكون معاً ولكنكم ستكونون مع ماما وبيت جدو وأنا سآتي لزيرتكم وآخذكم كل يوم جمعة وليس هناك مشكلة أبداً ستواجهكم وحياتكم ستكون تمام.

ثم يكون الالتزام ولا يستغل أي من الوالدين الطفل في التجسس على الطرف الآخر أو ابتزازه، ليكون طلاق بأقل درجة من الأضرار.

أما الطلاق الفوضوي المزعج والذي يأتي بعد سلسلة طويلة من المشاكل ولا تتوقف المشاكل بالنسبة للأطفال بعد حدوثه، فضرورة ضخم لأنه يصبح هناك خلافات على مواعيد زيارة الأطفال لوالدهم أو والدتهم، وتصبح الزيارة مصدر خوف ورعب وقلق وينشأ الطفل في حياة لا تدل على أي اماح أو أي مستقبل.

أما إذا كان الطلاق هادئ وأصبح الأطفال قادرين على إعادة تنظيم العلاقة مع الوالدين والأسرتين دون دلع أو استغلال للمواقف ودون ابتزاز ومشاكل فإنه من الممكن أن ينشأ الأطفال بصورة طبيعية بعد فترة قصيرة عن الاضطراب لا تزيد عن بضعة شهور.

هناك أخطاء شائعة بعد الطلاق مثل أن يأخذ الأب الأطفال ليوم في الأسبوع ويغدق عليهم من المال والهدايا والملابس دون حساب ودون داعي، وبالتالي تصبح الأم مصدر التربية والرفض والعقاب، والأب مصدر المكافأة الدائمة الغير مدروسة وغير المناسبة وافساد جهد الأم، انتقاماً منها عن طريق تخريب تربيتها للأطفال، وهذه جريمة بحق الأطفال وتربيتهم مستقبلهم.

أن تدخل أسرة الأم وأسرة الأب يجب أن يكون إيجابي دائماً ويحمي الأطفال من آثار الخلافات وآثار الطلاق السيء، وأن يصححوا المسار كلما شعروا بالمشاكل، لا أن يكونوا محرضين على استمرار الاشتباكات قبل وبعد الطلاق دون اكتراث للأطفال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلاق والأطفال الطلاق والأطفال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab