نوال الزغبي والتحدي الكبير

نوال الزغبي والتحدي الكبير

نوال الزغبي والتحدي الكبير

 العرب اليوم -

نوال الزغبي والتحدي الكبير

سليمان أصفهاني

لاشك أن التحديات الفنية في الوقت الحالي كثيرة ومتشعبة وغير تقليدية، في ظل ظروف أساسًا استثنائية يشهدها الوطن العربي منذ أعوام و أي مبادرة تحت الأضواء باتت مرفقة بمسؤوليات جمة تقع على عاتق الفنان، خصوصًا مع غياب العامل الإنتاجي السخي عن الأجواء بفعل ضائقة اقتصادية تتجول في هذه الدولة أو تلك، وتحديدًا بعد الأزمة المالية العالمية.
وأمام كل ما يجري على ارض الواقع، أطلت الفنانة نوال الزغبي بالبوم غنائي كامل يحمل عنوان "مش مسامحة"، واختارت الأصعب فيما كان أمامها أن تعالج الاستمرارية بأغنية منفردة، لكن يبدو أن ثمة تحد سعت إلى بلوغه للتأكيد أن هناك فارق بين الأضواء العابرة والنجومية النابعة من صلب الشارع الشعبي العربي العريض.
التحدي كان مع أغنية "يا جدع" التي كانت بوابة العبور بالألبوم الكامل نحو الانتشار، حيث شكلت أرضية خصبة جذبت الاهتمام إلى مضمون العمل الذي حرصت نوال على تدعيمه بالتنويع، فيما بدت مختلفة عن ما قدمته في الماضي بشكل تام، وكأنها قصدت القيام بنقلة نوعية في ظل التحدي الملقى على عاتقها، وربما تكون مبادرتها بنظر البعض غير استثنائية كونهم على مسافة بعيدة من الساحة الفنية، لكن من يعلم بالكواليس وما تخفيه في متاهاتها يدرك أن ما فعلته تلك الفنانة مؤخرًا هو تفعيل للحركة الخاصة بإنتاج الألبومات الغنائية في أوج الجمود الذي تشهده الأجواء الغنائية العربية، خصوصًا أن معظم الفنانين يعتمدون في الوقت الحالي على أرشيفهم الفني دون الدخول في مغامرة ممكن أن تكلفهم كثيرًا، وبالتالي لا عائد مالي لها أمام موجة القرصنة التي تجتاح سوق الألبوم، مع الإشارة إلى أي خطوة في هذا المجال تعتبر رهانًا على الفن وليس في سبيل الفوز بالأرباح المالية.
نوال تحدت وغامرت في الأزمة وتجاوزت حدود الخوف من المبادرة لاقتناعها أن ثمة خلفية شعبية تنتظرها، ويمكن الاعتماد عليها فسارعت إلى تجديد نجوميتها بنكهة مختلفة وعصرية وصلت إلى الناس بلا مقدمات، وهي أكدت عبر البوم "مش مسامحة" أن وهجها مازال في المقدمة ولم يتراجع إلى الخلف، فيما بدا محتوى ذلك العمل قادرًا على تحريك الفضول والتواصل عن قرب مع الأحاسيس ولحظات الفرح والعشق والتمرد على الأحزان التي باتت تسكن أيامنا بلا توقف.
نوال الزغبي تحدت وربحت المرحلة الأولى من الرهان قبل أن تكر سبحة الرواج الخاصة بالبوم أغنياتها الجديدة، لاشك أنها ستسلك طريق المراحل المقبلة بنفس البراعة لان شرارة خطوتها الجديدة عكست اتجاه المسار الذي ممكن أن تتجه نحوه نجومية طالما وصفت بالذهبية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوال الزغبي والتحدي الكبير نوال الزغبي والتحدي الكبير



GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

شكاية فنية موضوعها الإقصاء والتهميش   

GMT 06:37 2022 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

انفلات ممثل محبط

GMT 08:24 2022 الأحد ,14 آب / أغسطس

نجاة «سيدة القصيدة العربية»

GMT 19:47 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 07:59 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 08:06 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

أحمد زكي

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab