نجاة «سيدة القصيدة العربية»

نجاة «سيدة القصيدة العربية»

نجاة «سيدة القصيدة العربية»

 العرب اليوم -

نجاة «سيدة القصيدة العربية»

بقلم - طارق الشناوي

قبل ساعات احتفلت إذاعة الأغانى بعيد ميلاد نجاة، واستعاد الجمهور عشرات من الأغانى والقصائد مع الصوت الملائكى (سيدة القصيدة العربية)، الصوت الذى وصفه الشاعر الكبير كامل الشناوى بـ(الضوء المسموع)، وهو أصدق توصيف لقيثارة السماء.نجاة تضع حاجزا خرسانيا ولا تسمح للإعلام بالاقتراب، منذ بدايتها أقامت هذا الدرع الفولاذى الذى يحميها من تلصص (الميديا)، بين الحين والآخر ربما تسمح وباقتضاب برسالة سريعة، وليس أكثر، ولهذا فلن تجد فى المكتبة بكل الأنماط المسموع والمرئى والمقروء، ما يشفى غليلك، لو راجعت خريطتها الغنائية ستكتشف أنها أكثر مطربة فى زمانها أجادت اختيار الكلمة واللحن، وهكذا عاش لها رصيد ضخم يتنفس الحياة.

آخر مرة تناولت (الميديا) صورة لها فى لقطة بعيدة لسيدة مرتدية نقابا، قالوا إنها نجاة، كيف تأكدوا؟ رغم أنها ترتدى، على حد قولهم، غطاء كاملا للوجه، نجاة لم ترتد حجابا ولا نقابا، ولو كانت هى هذه السيدة التى هرعت بمغادرة العمارة الشهيرة بـ(الشربتلي) فى شارع البرازيل بحى الزمالك، فهى كعادتها منذ نحو 30 عاما، وربما أكثر، تحرص على إخفاء وجهها حتى لا يتعرف عليها أحد.

شاهدتها ليلة رحيل الموسيقار محمد عبدالوهاب عام 91 فى منزله الذى يبتعد عن منزلها، نحو 7 دقائق فقط سيرا على الأقدام، كانت ترتدى عباءة مغربية، تخفى جزءا كبيرا من وجهها، وحرصت على ألا أتبادل معها حوارا، حتى تطمئن أن لا أحد كشف سرها، شاهدت أيضا نجاة بعدها مرة أو اثنتين خارجة من أسانسير العمارة، تقطن، كما أتذكر، فى الطابق الخامس، بينما كنت فى طريقى للطابق الأول، لمقابلة السيدة كوثر شفيق، أرملة المخرج عزالدين ذوالفقار، كنت بصدد تأليف كتاب عن حياة المخرج الكبير، وكانت أيضا تتخفى عن الأنظار، وكعادتى حققت لها ما تريد، فلم أطل النظر إليها.

آخر مرة شغلت نجاة (الميديا) قبل نحو خمس سنوات، بعد عودتها للساحة الفنية فى أغنية (كل الكلام) تأليف عبدالرحمن الأبنودى وتلحين طلال، وهو اسم الشهرة للأمير خالد بن فهد بن عبدالعزيز.

لم تعقب نجاة بشىء عن الأغنية ومنحت فقط الموسيقار يحيى الموجى حق الحديث، فهو الذى تولى مسؤولية التوزيع والتنفيذ والتسجيل فى أحد استوديوهات اليونان.

الأغنية أخرجها تليفزيونيا هانى لاشين، واستعان ببعض مقاطع من أفلامها القديمة، وعندما التقته كما قال لى لم تكن ترتدى الحجاب، لكنها لم تتحمس للتصوير، وبعد أيام من تداول الأغنية طلبت إيقاف عرضها أو حتى إذاعتها.

أتذكر أننى تلقيت منها اتصالا هاتفيا مع مطلع الألفية الثالثة، وكانت تلك المكالمة تعنى لى الكثير من التقدير، وتعددت بيننا بعدها مكالمات متقطعة، تناثرت وقتها فى الصحافة أخبار عن استعدادها لتسجيل القرآن الكريم، نفت تماما مجرد التفكير، طلبت منى ألا أكتب على لسانها نفيا للخبر، رأيها أن الخبر سيموت مع الأيام، والتكذيب المباشر سيمنحه حياة، وهذا هو ما حدث بالضبط ومات الخبر.

ظلت العلاقة بيننا دافئة نتواصل بين الحين والآخر تليفونيا، حتى سجلت عنها حلقة فى برنامج (حكايات فنية)، كنت أقدمه فى (سى بى سى إكسترا)، تناولت أغنيتها الجديدة (كل الكلام)، واتصلت بها لأخبرها بموعد الحلقة، فقالت: (ياريت تلغيها)، أكدت لها أنها بعد أن تشاهدها، تطلب إعادتها، وهو قطعا ما لم يحدث، لم نعد نتواصل منذ ذلك الحين، لكنى لا أترك أى فرصة تفوتنى إلا وحلقت مع الضوء المسموع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاة «سيدة القصيدة العربية» نجاة «سيدة القصيدة العربية»



GMT 06:37 2022 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

انفلات ممثل محبط

GMT 19:47 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 20:15 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الناس العزاز في حياة نوال الزغبي

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:02 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025
 العرب اليوم - ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

GMT 04:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

قصف متفرق على أنحاء غزة والاحتلال ينسف مباني في جباليا

GMT 18:10 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab