الثقافة العراقية تكرم الشاعر سعد ياسين بسبب الأشجار لا تغادر أعشاشها

الثقافة العراقية تكرم الشاعر سعد ياسين بسبب "الأشجار لا تغادر أعشاشها"

الثقافة العراقية تكرم الشاعر سعد ياسين بسبب "الأشجار لا تغادر أعشاشها"

 العرب اليوم -

الثقافة العراقية تكرم الشاعر سعد ياسين بسبب الأشجار لا تغادر أعشاشها

بقلم ـ حامد عبد الحسين حميدي

 برعاية السيد فرياد راوندزي احتفت وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف في جلسة أقامها مركز والدراسات والبحوث لمناسبة صدور المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر (الأشجار لا تغادر أعشاشها)، بحضور نخبة من الأدباء المبدعين والأكاديميين في قاعة عشتار في مقر الوزارة

واستعرض الدكتور علي شمخي الذي أدار الجلسة جوانب ومحطات مهمة من حياة وتجربة الشاعر ومنجزه الإبداعي والمدن العربية والأجنبية التي أحتفت به والجوائز التي حصدها عبر مسيرته الشعرية الحافلة ، قرأ بعدها الشاعر نماذج من قصائده التي حظيت بإستحسان الحضور.

 و قدم الأستاذ الدكتور خضير درويش أستاذ النقد الأدبي الحديث دراسة نقدية بعنوان "الرمز وتمظهرات الإبدال اللفظي في  الأشجار لا تغادر أعشاشها" قال فيها: "في مقاربة سيميائية للعنوان الأشجار لا تغادر أعشاشها  بوصفه نصًا اعتباتيًا موازيًا ، أستطيع القول إن الشاعر بانتقائه لهذا العنوان الذي هو في الأصل عنوانٌ لواحدٍ من نصوص المجموعة استطاع أن يجعل هذه العنوان مشيرًا سيميائيًا يشي بدلالات نصوص مجموعته كلها.

وفي تحليلنا للعنوان بمستوياته المختلفة ابتداءً بالمستوى المكاني نجد من العلامات ما يشير الى الثبات والتجذّر ويُستشَفُّ ذلك أولا : من اختيار الشاعر للفظ ( الأشجار) والابتداء به ، فالشجرة ثابتة وثبوتها متأتٍ من تغلغل جذورها في التربة بعيداً ، ويتجلى الثبات ثانياً في الفعل المضارع المنفي ( لا تغادر) أما على المستوى الزماني ففي هذا الفعل المضارع المنفي ما يشير إلى دلالة الثبات في الزمن الحاضر امتداداً الى الزمن الأتي.

وأضاف لقد كان الشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف موفقًا في اجتراح رموزه الشعرية كما كان كذلك في تشكيلاته اللغوية على مسويات الإبدال اللفظي وهذا ما اسهم بالارتقاء في تشكيلاته الشعرية على المستوى الفني لنصوصه الشعرية.

   كما وتحدث خلال الجلسة عدد من الأساتذة الباحثين والنقاد وهم دكتور نادية هناوي ود . بيان العريض ، علوان السلمان ، وناظم القريشي ، وأحمد فاضل وأحمد البياتي متناولين كل من زاويته جانباً من جوانب الابداع في المنجز الشعري للشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف.

  وقالت نادية هناوي  في دراستها النقدية بعنوان "قصيدة النثر وتضافر الطبيعي في الإنساني قراءة في المجموعة الشعرية الأشجار لا تغادر أعشاشها" إن هذه المجموعة الشعرية تستكمل ما بدأه الشاعر سعد ياسين يوسف في مشروعه المتموضع حول ثيمة الأشجار كعنصر بنائي أساس ومرتكز وظيفي لا حياد عنه في عالم الشعر وتدشّن ذلك المشروع لتكون الرابعة بعد مجموعاته ( شجر بعمر الأرض) عام 2002 و( شجر الأنبياء)عام 2012 و( أشجار خريف موحش) عام 2013.

ولعل ما يميز هذا المشروع أنه يراهن على اتخاذ الثيماتية الشجرية أرضية موضوعية لا بديل عنها للصوغ الشعري وهذه المراهنة ليست يسيرة كما يتراءى للوهلة الأولى لأنها تستدعي اشتغالًا فنيًا ذا خصوصية شعرية لا ترتكن إلى المعتاد من التعامل مع ثيمة الأشجار ولا تسلم بأطروحة التعاطي المعهود مع أوصافها ودلالاتها بل تغادره إلى آفاق غير محددة من التأمل المتجلي في عوالمها بسحريتها ولا نهائيتها مما تعكسه كل جزئية نباتية فيها وكل مفصلية ملموسة قد ينتقيها الشاعر ليسلط عليها الضوء الشعري كاشفا عن مخبوءاتها وعارفا بأسرارها مستخلصا منها رؤى جمالية جديدة وصورا فنية متحفزة ونامية.

وأضافت ولما كانت البنيتان أعني المائية والصلدة مهيمنتين على فضاء القصيدة إلا إن كلتيهما امتازتا بأنهما منسابتان انسيابا يبدو معه تأثير إحداهما في الأخرى جليا وما ذلك إلا لكونهما انداحا ضمن مكونية وجودية أساسها الطبيعة حيث لا شجر بلا ماء ولا ماء من غير شجر ومن هنا يغدو الماء والشجر مجتمعين ككينونة واحدة منهما تتشكل الحياة وبهما تبدو كلوحة تستمد جماليتها الوجودية من الأشجار والإنسان معًا.     

ولعل هذا هو السبب الذي انحاز بقصيدة النثر عند الشاعر سعد ياسين يوسف نحو طغيان المكانية أنسنة وتشجيرا لتحتل موقعًا مركزيًا في نصوص المجموعة حتى لا نكاد نطالع نصًا إلا ويبهرنا حضور المكان الذي يلف العناصر الشعرية بافتنان ومغالبة تجعل الشجرة كيانا حاضراً بالشموخ وصورة ناطقة بالسكون ومرأى يلفه البهاء ومظهرا كله امتلاء سواء في امتداد أغصانها التي بها امتداد الحياة أو في تبرعم فروعها التي منها تنبعث إمارات الخصب والولادة. 
أما الناقد علوان السلمان فقد بدأ مداخلته النقدية بمقولة لنيتشة أن الفن هو الانتقال من إرادة النفي إلى إرادة الإثبات ، لتحويل مفارقات الحياة وتداعياتها إلى ظاهرة فنية وجمالية ، لأن الفن الجمالي المستفز للذاكرة حالة من التسامي الذي تهيمن عليه مؤثرات معرفية و نفسية تسهم في تجاوزه والخروج ببناء مشهدي وإن المجموعة الشعرية " الاشجار لا تغادر أعشاشها " التي نسجت عوالمها أنامل الشاعر سعد ياسين يوسف  تنبثق نصوصها من موقف انفعالي يتكيء على حقول دلالية زمانية مكانية حدثية ثنائيات ضدية مع تكثيف العبارة وعمق المعنى فهو قد  يقتصر على السطر بلفظة واحدة بجنوح الشاعر صوب التكثيف للتعبير عن اللحظة الانفعالية لتحقيق الذات موضوعيا مع التركيز على الفكرة المختزلة في لغتها بوحدة موضوعية مكتنزة بطاقة دلالية كاشفة عن ذات محتضنة  للحياة في موجوداتها كافة.

 إن الشاعر في قصائدة يبوح بوحا أقرب إلى حوار الذات  فيستنطق المكان بصفته دالٍ إشاري متشعب باحداثه التي أجتمعت حول بؤرة مركزية وخيوط النص محققة وحدة موضوعية بسرد شعري للمواقف وللحظات بأحداثها فالخطاب الشعري عند الشاعر سعد ياسين يوسف يتعاطى المحفزات الانسانية عبر علاقات جدلية منحتها دينامية حركية  وقوة تعبيرية  احتضنت ظواهر نفسية وحققت تأثيرها الوجداني بقوة  اللمسة الجمالية  التي هي قمة التأثير والتأثر.

في صومعةِ العشقِ الصوفي . هكذا هي الأشجار تمتزج مع العاطفة ، مع الجمال لتمنح القصيدة ثيمتها الخالدة عند شاعرنا د . سعد ياسين يوسف في عديد قصائد ديوانه الأخير " الأشجارُ لا تغادرُ أعشاشها " ، الذي نحتفي به هنا اليوم كعلامة فارقة في الشعر الحديث كرّس فيها الشاعر الشجرة أيقونة الحياة ورمزها حيث احتل هذا الرمز البهيج المدهش جميع صفحاته البالغة حتى آخر قصائده 118 صفحة وحملت إبتكاراً وريادة قل مثيلها ، إذ لا تجد شاعراً خصّ الخضرة بالذات وهي الشجرة كل نصوصه حتى أضحت سمة له  فلا عجب أن نطلق عليه ( شاعر الأشجار)  فقد منحها شرفا كبيراً في ديوان الشعر العربي الحديث.    

وتحدث الناقد ناظم ناصر القريشي متداخلا خلال الجلسة قائلًا إن الشاعر سعد ياسين يوسف لا يكتفي برسم الصورة الشعرية بجمالياتها فحسب بل يرسم  الصورة الشعرية بطريقة الفن التشكيلي  مرسخا فينا معاني الشجر وما يرمز اليه ولذلك كلما رأينا شجرة تذكرنا شاعرنا الدكتور سعد ياسين يوسف إذ انه جعلنا نقرأ أفكاره من خلال الأشجار.

  وأختتم مداخلته بالتأكيد كثيرون هم الذين يكتبون الشعر ، ولكن الشاعر الحقيقي هو الذي ينقلك من أفق الشعر الى أفق التأويل ولذلك لدى الشاعر صور تصيب المتلقي بوابل الذهول والدهشة.

أما الناقد أحمد البياتي فقد قال "أحار من اين أبدأ للحديث عن  الشاعر المائز سعد ياسين يوسف الذي امتلك ناصية الحرف و جعلنا نسوح في ميادين عدة ونحن نلج بساتين شعره فهو شاعر امتلك قدرة فائقة في عملية توظيف المفردة الشعرية وجعلها تتسامى  حينما نقرأ له نجد هناك الكثير من التأويلات للمفردة التي يضمنها في نصه الشعري مما يخلق تأثيراً في المتلقي أذ  لايوجد شاعر له القدرة على إمتلاك مشاعر المتلقي إذ لم يكن ممتلكا  للوصف والتوظيف الشعري للمفردة الوقادة المتوهجة".

لذلك فأن الشاعر سعد ياسين وكما قرأته لا يكتب وفق ما يتداخل في ذاته وأعماقه الإنسانية وذاته الرؤيوية فحسب وإنما يكتب على وفق طريقة تجعل المفردة تتلألأ وكأنها نجمة لامعة في سماء أفق المتلقي ، مضفيًا سمات البهجة والتساؤل والتأويل في المفردة عند المتلقى.

كما انه استطاع ان يفعّل المفردة الشعرية لبناء الصورة الشعرية في بناء تكاملي للنسيج الشعري للقصيدة ، وكان مستطيعاً بمستوى عالٍ من الرقي لجعل المفردة في نصوصه الشعرية ناطقة لا ساكنة لذلك حين نقرأ للشاعر سعد ياسين يوسف نجد في مفرداته الشعرية الكثير من الرؤى والتأويلات التي تقودنا الى بساتين لغته الشعرية الجميلة ونحن نملأ سلالنا بالثمار اليانعة من صوره الشعرية الراقية.

واستعرضت الدكتورة الكاتبة بيان العريض في مداخلتها خلال الجلسة فصولا من مما شهدته من النشاط الشعري  للشاعر سعد ياسين يوسف في سبيعينات القرن الماضي يوم كانا معا في كلية الآداب مشدّدة على ان تمسك الشاعر بحبّ الأشجار واعتمادها ثيمة لقصائده منذ بداياته الأولى وأنها كانت شاهدة على ذلك  الحبّ وقالت "لقد استوقفني عشقه للشجر  ففي عام 1987 حينما كنا زملاء في نفس القسم  وفي حديقة كلية الآداب جامعة بغداد أردت التقاط  صورة  معه فوافق وطلب بلطفه المعهود من مصور الكلية صباح أن يُظهر قامة شجرة السرو التي خلفنا بالكامل ففعل وحينما جلب لنا الصورة مطبوعة في اليوم الثاني بنسختين أستغرب زميلي الشاعر سعد وقال للمصور أين الثالثة ، فبُهت المصور وقال واحدة لك والثانية لبيان ، فردّ عليه زميلي سعد ياسين يوسف وقال : ألم ترَ الشجرة ثالثتنا ، وبالفعل طبع المصور نسخة ثالثة وجلبها لي وانا ما زلت أحتفظ بها ، وأختتمت مداخلتها بالتأكيد.

فيما كرمت بعدها الوزارة الشاعر والدكتور خضير درويش ، والدكتور علي شمخي الذي أدار الجلسة بشهادات تقديرية قدمها الدكتور رياض محمد كاظم مدير مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة ، جرت بعدها مراسم توقيع المجموعة وتقديمها للحاضرين.

    يذكر أن وزارة الثقافة التونسية كانت قد احتفت بالشاعر دكتور سعد ياسين يوسف من خلال جلسة أقامتها له في بيت الشعر التونسي في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة العراقية تكرم الشاعر سعد ياسين بسبب الأشجار لا تغادر أعشاشها الثقافة العراقية تكرم الشاعر سعد ياسين بسبب الأشجار لا تغادر أعشاشها



GMT 13:34 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 13:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 10:58 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 14:20 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:12 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 09:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab