فلسطين بين رمضان والفصح  المجيد

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

 العرب اليوم -

فلسطين بين رمضان والفصح  المجيد

سارة السهيل
بقلم : سارة السهيل

وسط البهجة التي تغمر قلوب الفلسطينين بشهر رمضان المبارك ، والذي تترجمه الزينات والاضواء بالشوارع ، وحرصهم على الوفاء بعاداتهم وتقاليدهم الرمضانية ، حيث الإفطار الجماعي بالشوراع ، وكذا الولائم مأدوبات الافطار الجماعية بالمساجد و دعوات الاهل والاقارب والاحباب بمختلف صنوف الطعام ، خاصة المقلوبة ، والمسخن ، والمفتول ، والقدرة الخليلة ، المتبلات والمخللات والسلطات والزيتون والزيت والزعتر .
غير ان رمضان بالقدس الحبيبة حيث المسجد الاقصى له مذاق خاص لاهلها حيث يصعب على القادمين  من خارج المدينة الوصول اليه بفعل الحواجز العسكرية وانتشار جنود الاحتلال على الطرقات وإغلاق مداخل المدينة أمام زوارها المسلمين ، مما جعلها وهي  المقدسة معزولة عن العالم .
ورغم ذلك  فان الفلسطينيين يعبرون هذه الحواجز وينجحون في الصلاة بالمدينة العتيقة ، لأداء العبادات الرمضانية والتسبيح والذكر واقامة المسابقات  في تلاوة القرآن . غالبا ما تجري أيام الشهر الكريم بفلسطين وسط تحديات جمة واشتباكات بين المصلين وجنود الاحتلال  لمنعهم من الصلاة بالمسجد الاقصى ، وهو ما يجري حاليا ، لكن العنف والاجرام هذه المرة فاق كل  حدود لقيم العدالة والقانون الدولي والانساني .
فما تعرضت له باحات المسجد الاقصى بالايام الماضية من اقتحامات من جانب الشرطة الاسرائيلية ، وإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط ، من أجل إخلاء المسجد ومنع المصلين من الاعتكاف فيه
واعتقال الشرطة الإسرائيلية ما لا يقل عن 350 مصلياً فلسطينياً في أعقاب اشتباكات داخل المسجد الأقصى بالقدس ، يمثل انتهاكا صارخا للقانون و لحرمة الاماكن المقدسة وارهاب بحق المصلين وحقهم في العبادة  .
للأسف فان السلطات الاسرائيلية سعت بقوة لافقاد الفلسطينين فرحتهم بالشهر الكريم وتجليات انواره ، بمحاولات تهويد المدينة  استثمار تقاطع شهر الصوم مع عيد الفصح اليهودي وهو ما يعني اقامة طقوسهم التلمودية .فكل انسان له الحق في ممارسة طقوسه الدينية 
شريطة ان يوفروا لغيرهم حقهم في العبادة الرمضانية داخل المسجد الاقصى ، ولكن المسلمين يتخوفون من أي هجوم ارهابي محتمل من المستوطنين اليهود عليهم خلال اعتكافهم ، وتنفيذ مخطط تهويده ونزع هويته الاسلامية وهذا ما لا نقبل به ابدا ..
نعم رأيي صريح وواضح في ان القدس موطن الاديان السماوية  الثلاث اي مواطن عربي من الاديان الثلاثة من حقه العيش فيها وممارسة عبادته دون تهديد أمنه وسلامتة ، فكم ارتوت أرض فلسطين الطيبة بدماء الشهداء من المسلمين والمسيحيين واختلطت دمائهم ، بل دفنوا معا .
فالدين لله والوطن للجميع ، المسلم و المسيحي و اليهودي له حقوق متساوية في وطنه يعني اذا يهودي عربي من فلسطين فهو فلسطيني ويهودي عراقي فهو عراقي .
اما يهودي من بلغاريا فهو بلغاريا فليعود لبلاده و يترك فلسطين للفلسطيني ، ومن العجب كل العجب من الاسرائيليين عندما يشاهدون الفلسطينين يقاومون الاحتلال حفاظا على تراب وطنه و أرضه، فهل يجب عليه أخذ الاذن مثلا  ممن جاء من هولندا ليدخل لبيت جد جد جد جده ؟ !!! مهازل فعلا
و من وجهة نظري ان مقاطعة فلسطين من باب انه الذي يذهب الى فلسطين مطبع كان فخا وقعنا فيه ، وتسببنا  بذلك في عزلة الفلسطينية ، وايضا عزلنا انفسنا عنهم ، و تركنا الجمل و البيت بما حمل للمحتل لمن جاء من المانيا و أوروبا و بلاد بعيده يقول ان ارض فلسطين ملكا له !!!
و لكن الحماة (اذا كانت شريرة)ام الزوج عندما تخطط لتطفيش زوجة ابنها تزورها يوميا و تقعد لها على الأبواب ، و العرب المفروض ينفتحوا بالكلية بزياراتهم لفلسطين العربية بالديانات الثلاث الاسلام و المسيحية و اليهودية .
و بمناسبة عيد الفصح المجيد فالأخوة المسيحيين العرب و تحديدا من الأردن قد كان لهم باعا طويلًا في فداء فلسطين 
والقبور شاهدة على هذا الفداء، ففي مقبرة اليامون الإسلامية في جنين ، يرقد رفات ثمانية شهداء من الجيش العربي الأردني دفنهم أهالي المدينة ، من ضمنهم الشهيد الأردني المسيحي سالم البطارسة ، إلى جانب سبعة من زملائه المسلمين .
وكذلك ثلاثة شهداء من الجيش العربي الأردني مدفونين في ساحة كنيسة اللاتين في مدينة القدس القديمة ، تبين لاحقاً أن اثنين منهما مسلمين ، والثالث مسيحي ، الشهيد توما الحجازين .
عند دفنهم ، لم يسأل أحد عن دينهم ، فهم قبل أن يكونوا مسيحيين أو مسلمين ، كانوا أردنيين وعرب ، كانوا شهداء وقدموا حياتهم  فداءا للوطن بفلسطين عام ١٩٦٧ وليرحم الله الجميع ويدخلهم فسيح جناته .

 سارة طالب السهيل*

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين بين رمضان والفصح  المجيد فلسطين بين رمضان والفصح  المجيد



GMT 13:34 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 13:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 10:58 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab