شريف حبيب
المتابع والمحلل لحال كرة القدم، بعد ثورتين شعبيتين في ثلاثة أعوام؛ يجد أنّه لم يحدث تغيرات إيجابية؛ بل على العكس ظهرت سلبيات كثيرة من عدم حضور الجماهير إلى المباريات مدة أربعة مواسم في سابقة لم تحدث في العالم من طرف، وحتى عندما سمح بحضور الجماهير فجأة، ومن دون ترتيبات على أسس علمية؛ حدثت كارثة "استاد الدفاع الجوي"، وسقط قتلى للمرة الثانية في الملاعب المصرية.
أما على مستوى النتائج فحدث ولا حرج، اخفاق على كل المستويات درجة أنّ المنتخب الأول فشل في الوصول إلى نهائيات كأس الأمم الافريقية التي فزنا فيها من قبل لثلاث مرات متتالية، وحتى دوري المحترفين لم نطبقه لأسباب واهية، هذا خلاف المشاكل المزمنة بين الأندية في انتقالات اللاعبين، و"الطامة الكبرى" كانت بعد تدني المستوى الاخلاقي في الحوار بين الجميع وحتى من رؤساء الأندية.
وأعتقد ومن وجهة نظري، بأن السبب في هذا الفشل والتراجع المقلق، أنه لم تحدث ثورة في الفكر الرياضي، فطريقة الإدارة والفكر نفسها متجمدة ولم تتغير أو تتطور مند عقود مع تغيير كل الظروف المحيطة، فالقائمين عليها من تربوا في أحضان نظام مبارك مدة 30 عامًا، "اللامبلاة" المبدأ عندهم؛ بل وأيضًا هم أقل إداريا وإدراكا ممن سبقوهم، إدارة تقليدية بيروقراطية عقيمة من دون رؤية أو مهارات.
وإداره موظفين كسالى؛ ولكن هنا أيضًا لا أعفي الجمعيه العمومية للأندية، فلا زالت ضعيفة وفقيرة ويتم توجيهها والتأثير عليها وفق طرق مختلفة فلا يكون قرارها في الغالب قرارًا حرًا، يعلي الصالح العام، ولهذا لابد من ثورة الفكر وأكررها لابد من ثورة الفكر حتى نتغير لابد أن ننظر للدول التي كان لها مثل ظروفنا وأسوأ، وأصبحت الآن، في مصاف الدول المتقدمة.
ولابد أن نستفيد من تلك التجارب ولا نبدأ من الصفر، فلنرى كيف تقدمت البرازيل وماليزيا وسنغافورة واليابان، والصين المعجزة التي حولت الزيادة السكانية الرهيبة لديها ( مليار و400 مليون نسمة ) من نقمه تلتهم معدلات النمو إلى نعمة وكنزًا ثمينا يولد ذهبا كل يوم، هل يمكن أن نفكر ونفعل مثلهم ؟ ولما لا... ؟ نحن نملك موارد هائلة ومتنوعة أكثر من أغلبهم، موارد طبيعية وموقع جغرافي مميز، وبحار وبحيرات وطقس معتدل، وتاريخ عريق وأثار تمثل حوالي ثلث أثار العالم، وقوة بشريه مبدعة وقتما تريد، فقط ينقصنا ثوره فكرية وإدارية وقبلهما الرؤية والإرادة.