المسؤول الجماعي والشأن الرياضي

المسؤول الجماعي والشأن الرياضي

المسؤول الجماعي والشأن الرياضي

 العرب اليوم -

المسؤول الجماعي والشأن الرياضي

سعيد علي

أثارت الانتقادات التي وجهها مروان بناني، رئيس فريق المغرب الفاسي لكرة القدم، إلى حميد شباط، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة فاس، بدعوى أن الأخير لا يقدم الدعم للفريق (أثارت) موضوع علاقة المسؤول الجماعي بالمسير الرياضي أو بالأحرى بالنادي الرياضي أو الجمعية. فمادام فريق المغرب الفاسي في هويته القانونية عبارة عن جمعية رياضية، يؤطرها ظهير الحريات العامة، المنظم لتأسيس الجمعيات وحدودها. كما أن هناك قانون التربية البدنية والرياضة رقم 09.30 يعد وعاءا قانونيا للممارسة الرياضية في المغرب. فإن الفريق، مادام لم يتحول إلى شركة رياضية بمعنى الكلمة، فإنه مازال يشتغل في ساحة العمل الجمعوي التطوعي، مؤطرًا بذلك جانبًا من المجتمع المدني، المنخرط في الشأن الرياضي. وبالتالي فإنه يعول بشكل كبير على الدعم العمومي للحفاظ على وجوده في الميدان الذي اختار الاشتغال فيه.
ونحن هنا في هذا المقام لا ندافع عن بناني أو غيره من رؤساء الاندية المغربية، التي مازالت تعمل بنظام هاو، رغم تطبيق الاحتراف في ممارسة الدوري الوطني. ولكن هناك القانون يحتم على مسؤولي الجماعات المحلية بالمغرب بتقديم كل أشكال الدعم المادي والعيني للفرق والجمعيات الرياضية. وذلك بعيدا عن أي حسابات سياسية أو علائقية.
إن واقعة الماص والصراع الذي تولد بين رئيس الفريق ورئيس المجلس الجماعي، يسوقنا لطرح تساؤل عريض وهو ما العلاقة التي تجمع بين المسؤول الرياضي والمسؤول الجماعي؟
إذا كانت الجماعات المحلية بالمغرب، التي تغير إسمها إلى الجماعات الترابية وفق دستور سنة 2011، لها اختصاصات يخولها لها القانون من أجل تسيير الشأن المحلي. والقطاع الرياضي هو واحد من هذه المجالات التي يؤطرها القانون. فالجماعات الترابية المتمثلة في الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات الحضرية والقروية، كل واحدة منها يرخص لها القانون المنظم لشؤونها بتقديم الدعم للجمعيات والأندية الرياضية. وكذا المساهمة في بناء المنشآت الرياضية والبنيات التحتية الأساسية.
فحتى لا نعمم فهناك نماذج لبعض الجماعات الترابية تقدم مجموعة من أشكال الدعم للفرق والجمعيات التابعة لترابها. وتساهم من خلال تخصيص منح مالية سنوية لمساعدتها على تدبير شؤونها المالية.
وبما أن الجماعات الترابية في المغرب هي بمثابة هيئات محلية تتمتع بالاستقلالية المالية والمعنوية، فدورها كبير في دعم النشاط الرياضي المحلي. وذلك بحكم قربها الجغرافي من الفاعلين والناشطين في الحقل الرياضي. عكس الحكومة التي توجد في مركز السلطة بالعاصمة.
وإذا عدنا إدراجنا إلى قضية المغرب الفاسي، فإن المسؤول الأول عن الجماعة الحضرية للمدينة، وهو حميد شباط، الذي يرأس أكبر وأقدم حزب بالمغرب وهو حزب الاستقلال، فالواجب يفرض عليه تقديم الدعم للفريق، بعيدا عن كل المزايدات السياسية والشخصية. لأن الدهم المالي يقدم من مالية الجماعة وليس من الحساب البنكي الخاص بالرئيس. ثم أن مروان بناني، رئيس الفريق، كان الأجدر به ألا يقحم نفسه في دائرة الأزمة المالية للفريق، من خلال ضخ أمواله الخاصة في ميزانية الفريق. حيث كان عليه الاستقالة من الفريق قبل بداية الأزمة، وإن هو أصر عليه أن يتحمل تبعات ما بلغه الفريق. ولا يوجه اللوم، اليوم، إلى المسؤول الجماعي.
صحيح أن الترسانة القانونية المنظمة للجماعات الترابية بالمغرب تؤسس لهذه التمثيليات اللامركزية بتقديم الدعم للجمعيات والأندية. غير أن الطريقة التي تقدم بها هذه المنح مازالت تعتمد على آلية العلاقات والزبونية، وليس مقياس النتائج والعطاء. كما أن هناك عدد من المنتخبين والمسؤولين الجماعيين يستغلون ملف المنحة لاستعماله في الحملات الانتخابية، والانتقام من الجمعيات التي ترفض التصويت لهذا المسؤول أو ذاك.
أمام كل هذا بات اليوم إعادة النظر في العلاقة التي تجمع المسؤول الجماعي بنظيره الرياضي وذلك باعتماد آلية مؤسساتية تؤطرها الحكامة الجيدة من أجل بلوغ مرحلة متطورة من الدعم المقدم من طرف الجماعات الترابية لفائدة الجمعيات والأندية الرياضية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤول الجماعي والشأن الرياضي المسؤول الجماعي والشأن الرياضي



GMT 12:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 04:31 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

كأس العرب هيا..

GMT 17:33 2020 الخميس ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة مارادونا

GMT 11:04 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

" أبيض أسود

GMT 11:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 21:26 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 21:47 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab