بقلم - عبدالله العمري
بدون أي ضجيج إعلامي أو ثرثرة عبر منابر الإعلام المختلفة يقدم نادي الفيصلي هذا الموسم مستويات كبيرة في دوري المحترفين السعودي، جعلته ثالث الترتيب في الدوري وأصبح قريباً جداً من حجز مقعد له في دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة بإذن الله، كما أنه تأهل إلى دور الثمانية في كأس خادم الحرمين الشريفين وتنتظره مواجهة مهمة أمام القادسية في هذا الدور، والفيصلي مرشح للذهاب بعيداً في هذه المسابقة.
الظهور الرائع لأبناء حرمه في هذا الموسم يقف خلفه بكل تأكيد الرئيس الخبير فهد المدلج، الذي يعد من أقل الرؤساء في الأندية السعودية وجوداً بالإعلام، على الرغم من أنه يقدم عملاً كبيراً يشفع له بالظهور يومياً في وسائل الإعلام والتحدث لها بكل فخر عن ما يحققه فريقه من نتائج إيجابية ومستويات رائعة، لكن الذي يحدث هو العكس تماماً فمن النادر أن تجده يتحدث إعلامياً فهو ليس من الرؤساء الذين عند الانتصار يخرج ويمجد نفسه أو بعد الخسارة يتهرب ويلقي باللائمة على غيره ويبحث لنفسه عن مبررات واهية يداري فيه فشله وتخبطه، لكن هو ترك العمل الذي يقدمه هو من يتحدث عنه وينصفه أمام الجميع، لأنه باختصار جاء حُباً في الفيصلي وليس حُباً في الإعلام والترزز فيه، لذا فالمدلج أعتقد أنه الرئيس الوحيد الذي لا يملك حساباً شخصياً بالتويتر يغرد فيه أمام متابعيه باحثاً منهم عن كلمة أو رد فيه مدح وثناء لشخصه كما يفعل غيره من الرؤساء، فهو قدم عمل إداري فيه من الاحترافية الشيء الكثير جعلت لناديه مكانه بين الكبار وأصبح اليوم علامة فارقة ومميزة بالدوري السعودي.
فالفيصلي اليوم يعد بكل صراحة نموذجاً للأندية التي تطبق الاحتراف بكل دقة وهو لم يصل لهذا المستوى من فراغ أو بضربة حظ فواضح أن هناك عملاً كبيراً وكبيراً جداً داخل أورقة النادي السديراوي يُبذل جعلت الطموح فيه يتغير ويقفز من فريق باحث عن الهروب من شبح الهبوط إلى فريق قوي قادر على مقارعة فرق المقدمة بكل قوة ومنافستها على كبرى البطولات السعودية.
وحتى أكون دقيقاً ومنصفاً بشكل أكبر فمن الواضح أن رئيس الفيصلي فهد المدلج نجح في تشكيل مجلس إدارة مميز ساعدوه في تطبيق خطة العمل التي رسمها ووضعها للنهوض بناديهم وجعله من فرق المقدمة، فالعمل يبدو أنه تكاملي بين جميع العاملين بالنادي من أجهزة إدارية وفنية، فالمدلج لم يختر أعضاء مجلس إدارة صوريين أو أعضاء إدارة برتبة خوي يرتبون له موائد الطعام والكيان آخر اهتمامهم ولا يفقهون شيئاً بعالم كرة القدم بل حرص على اختيار رجال همهم فقط العمل لأجل مصلحة عنابي سدير والارتقاء فيه وهو ما حدث فعلاً، فهنيئاً لأبناء الفيصلي بهذا الفريق الذي يقدم مستويات كبيرة ترفع الرأس في ظل وجود رئيس خبير مثل فهد المدلج الذي يعد هو صانع الفيصلي الحديث ويستحق بكل صراحة جائزة أفضل رئيس بدوري المحترفين السعودي.