رونار بين صربيا وأوزبكستان

رونار بين صربيا وأوزبكستان

رونار بين صربيا وأوزبكستان

 العرب اليوم -

رونار بين صربيا وأوزبكستان

محمد فؤاد
بقلم - محمد فؤاد

بين هذين المنتخبين العريقين فوارق شاسعة على مستوى الشهرة والتاريخ الكبير في كرة القدم ، فصربيا البلد المتقطع الأوصال والمتغير في الهوية من يوغوسلافيا إلى صربيا والجبل الأسود ثم إلى صربيا عام 2006 أصبح اليوم بهذه التسمية الخالصة في المنتظم الدولي والرياضي وحريصا على ارتباطه بكافة المسابقات العالمية والأوروبية ، أما والحال يالنسبة لمنتخب أوزباكيستان الذي يمثل المنتظم الأسيوي فليس له تاريخ كروي على المستوى العالمي إلا في جانب الضغط أكثر على المسابقات القارية بآسيا لكنه لا يمثل القارة في الكؤوس العالمية أبدا . وتأتي هذه المقارنات التي اختارها الناخب الوطني هيرفي رونار لتمسكه الطبيعي بالمستويات المتقاربة التي تشتمل عليها مجموعة المغرب من طينة منتخبي البرتغال وإسبانيا وتقاربهما الخاص على المستوى الأوروبي ومن طينة منتخب صربيا الذي تتجمع هياكله البشرية من مختلف البطولات الأوروبية ، موازاة مع تقارب منتخب أوزباكيستان لكرة القدم الإيرانية المؤهلة طبعا من جدع القارة الأسيوية أي من توازنات الكرة الأسيوية المبنية على السرعة والمهارة والحس التكتيكي والإصرار على الفوز كما هو متواجد في تأهل كل من إيران والسعودية وكوريا الجنوبية واليابان إلى كأس العالم 2018 . وتأتي هذه القراءة الخاصة لهاتين الوديتين في قالب أوروبي وأسيوي تماشيا مع التزكية التي يريدها أي مدرب عالمي موضوع في كل مجموعة لا تتباين فيها نماذج الكرة الموحدة . وهيرفي رونار عندما اختار صربيا دون أي فريق أوروبي آخر موضوع طبعا مع منتخبات عربية مثل مصر وتونس ، أدرك أن موقفه الفني والإختياري يتماشى مع منتخب لا ولن يلعب مع منتخب إفريقي أو عربي حتى وإن كانت التصورات السابقة توحي أن لا فارق بين كل الإشكالات المطروحة قياسا مع ما يختاره كل من إيران والبرتغال وإسبانيا لملاقاة المنتخبات العربية سواء من الجزائر أو تونس أصلا لأن هذين البلدين يتقاربان أصلا مع الكرة المغربية . ولذلك كان تفكير رونار ينصب في اتجاه أوروبي مغاير على طبيعة إسبانيا ملكة الحس الأدائي الخرافي المنبعث من شرارة الريال والبارصا مع رعيل محترف بالبطولات الأوروبية وأكثرها من الحس الأنجليزي ، ومع منتخب أسيوي قريب من الكرة الإيرانية بحس أوزباكستان الذي كان أصلا في مجموعة إيران المؤهلة لكأس العالم 2018 . وعلى هذا الأساس ، يمكن اعتبار تفكير رونار وباستشارة فنييه بالثعلبي لأنه يقرا كل التفاصيل الدقيقة للخصوم وإن كانت العيارات تختلف من منتخب لأخر . ومنتخب صربيا الذي قهر مجموعته المشكلة من إيرلاندا وبلاد الغال والنمسا المعروفة وجورجيا ومولدافيا ، لا يعتبر سهل المنال وحريص على أن يكون في مستوى التوقعات حتى وإن كان سيلعب أوراقه السرية في المونديال عندما سيواجه كلا من البرازيل وكوستاريكا وسويسرا . وهذه المعادلة ،حتى وإن كان من خلالها لقاء المغرب الودي لا يفيده ولا يتناسب مع  المعطيات الكروية في المجموعة ، لا يعتد بها المنتخب الصربي أصلا ولكنه يرى في المغرب توازنا احترافيا لأسطوله الذي يلعب بالبطولات الأوروبية موازاة مع تقارب الكرة المغربية بالأسلوب اللاتيني والمهارات التي يملكها المغاربة . وربما كانت هذه المعلومة من أسرار وتوافق الجامعتين بإمرة الناخبين معا . ولذلك يمكن اعتبار ودية صربيا بطورينو الإيطالية مبادرة محمودة لتلاقح الكرتين بطعم أوروبي حتى وإن كان المنتخب المغربي من طينة الكرة الإفريقية ولكنه يلعب بأسلوب أوروبي . 

وعلى المستوى الأسيوي ، يظهر رونار موفقا في اختيار منتخب أوزباكيستان الذي حل رابعا في مجموعة إيران المؤهلة لكأس العالم ، ولم يختر منتخب كوريا الجنوبية الذي حل ثانيا لأنه لعب مع ذات المنتخب في العاشر من أكتوبر الماضي وفاز عليه المغرب بالفريق الثاني بثلاثة أهداف لواحد أي قبل مباراة الكوت ديفوار بشهر تقريبا . ولذلك يبدو اختيار أوزباكيستان بالأنسب دون مراعاة منتخبات سوريا والصين وقطر في ذات المجموعة لكون أداء المنتخب الأوزبكي قريب جدا من الكرة الإيرانية بشكل مطلق . وعلى هذا الأساس يمكن بناء تصور خاص لهاتين الوديتين من معطى الحرص على استلهام الخصوصيات العامة للمنتخبين على أساس أن يكون معطى مواجهة البرتغال وإسبانيا مدروسا على درجة عالية من الإحترافية التكتيكية . وعندما فاز أسود الأطلس عام 1986 على البرتغال ب ثلاثة أهداف لواحد ، كان اللقاء في نظر البرتغال مضغة سهلة قبل أن تقف ذات اللعقة في حلقه لأنه استهان بالمغاربة ، ويتطابق ذات الوصف مع نجوم البرتغال حاليا عندما تقرأ جميع التكهنات من الفنيين والمدربين على أن تأهل البرتغال سيكون أكثر من سهل .أما والحال أن إسبانيا تعتبر الأمر حذرا كبيرا من قيمة المغرب الذي يضم أقوى نجومه بأوروبا ويحفظون الأسلوب الإسباني. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رونار بين صربيا وأوزبكستان رونار بين صربيا وأوزبكستان



GMT 12:31 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

تلك هي حسنات ودية صربيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab