السجون العربية وسجون سويسرا

السجون العربية وسجون سويسرا

السجون العربية وسجون سويسرا

 العرب اليوم -

السجون العربية وسجون سويسرا

بقلم : أكرم علي


في الوقت الذي تمتلئ فيه السجون العربية بآلاف المحتجزين فضلا عن المحبوسين على ذمة التحقيقات داخل أقسام الشرطة والتي لا تستوعب تلك الأعداد مع عدم توفير أبسط الحقوق لهم في عدم الشعور بارتفاع الحرارة وإيجاد مكان مناسب ومخصص للنوم، تعمل السجون السويسرية على رعاية المحتجزين لديها بتوفير جميع أغراض المعيشة وقد لا يشعر المحتجز الأجنبي بأنه يواجه عقوبة السجن لما يجده من توفير كافة سبل الراحة وقضاء وقت لا يشعر فيه بأي إهانة وذل وقد ينتهي به الحال للوفاة بسبب مرضه إذا كان يعاني من شيء.

كريتسين ريتزمان، نائب محافظ منطقة " شافهاوزن" في سويسرا أكد لي خلال زيارتي لها مؤخرا أن أي شخص ارتكب جريمة يخضع للتحقيق من قبل النيابة ويتم احتجازه في قسم الشرطة لمدة ثلاثة أسابيع على الأكثر ثم يتم نقله للسجن المركزي، لحين صدور الحكم عليه سواء بالبراءة أو الإدانة، ويتم احتجازه في مكان أشبه لفندق أو قصر قديم وليس له أي علاقة بالسجن المعتاد والذي يعرفه كل العرب، وأشار إلى أن السجين له الحق في التمتع بكل أغراضه الخاصة بحياة كريمة، ويحصل على طعام الثلاث وجبات "فطار وغذاء وعشاء" وإذا رغب في الخروج لقضاء أمر ما يستطيع فعل ذلك ثم يعود مجددا، وأنه لم يحدث في مرة أن يهرب السجين، لأنه إذا هرب لن يجد هذه المعاملة في الخارج، حسب قوله.

ونوه المسؤول السويسري إلى اقتراح بلاده في السنوات الأخيرة، بتصدير المحتجزين لدول أخرى لعدم وجود أماكن لهم في السجون المتواجدة في سويسرا والتي تبلغ ما يقرب من 117 سجن في 26 محافظة سويسرية، وأنه يمكن إيجار اماكن آدمية توفر حياة كريمة في دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا لوضع المحتجزين فيها، موضحا أن عدد المحتجزين في سويسرا وصل إلى 7 ألاف محتجز فقط، من أصل 8 مليون عدد السكان بالكامل، وفقا لآخر إحصائية في عام 2014، وأن هناك 477 من النساء و105 قاصرا فقط

وتلبي السجون السويسرية المعايير الدولية تماما ولكن الأزمة في أن السجون السويسرية تضع السجين في غرفة منفردة مما يجعل السجون مكتظة بها ولا يوجد أماكن مما جعلها تلجأ لفكرة تصدير السجون، ويعمل المسجونين في طلاء الحوائط والرسم عليها كنوع من شغل وقت الفراغ.

وأوضح ريتزمان أن ضابط الأمن لا تتواجد في الشوارع إلا في حالات الطوارئ أو الأعياد، خلاف ذلك ليس لهم وجود لأن جميع المواطنين يعملوا ما عليهم ولا يوجد سبب لوجود قوات الأمن لتنظيم أي شيء، مشيرا إلى أن ميزانية الأمن ثلث ميزانية التعليم أو الصحة في غاليبة المحافظات السويسرية لأن الأمن ليس بالأمر الهام الذي يتم انفاق جزء كبير من الميزانية عليه.
أتمنى أن تستفيد الدول العربية بجزء ولو صغير من تجربة سويسرا في احتجاز المدانين وأن تقدم لهم فقط حقوق الإنسان البسيطة ولم أقول أن يكون السجن "قصر" مثل سويسرا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السجون العربية وسجون سويسرا السجون العربية وسجون سويسرا



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 08:04 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

غلاق محتمل لموانئ نفطية بسبب العاصفة بيريل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab