مادة «البيرين» بديلاً عن الحطب والديزل خلال شتاء شمال سوريا القارس
آخر تحديث GMT19:14:32
 العرب اليوم -

مادة «البيرين» بديلاً عن الحطب والديزل خلال شتاء شمال سوريا القارس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مادة «البيرين» بديلاً عن الحطب والديزل خلال شتاء شمال سوريا القارس

أسعار المحروقات
إدلب - العرب اليوم

مع الغلاء الفاحش لأسعار المحروقات ومواد التدفئة في فصل الشتاء، بدأ السوريون في شمال غربي سوريا، رحلة بحث عن وسائل ومواد تدفئة بديلة تتناسب أسعارها مع أوضاعهم المادية والمعيشية المتردية، ونقية في ذات الوقت، لتصبح مادة «البيرين»، وهي بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه في المعاصر، أكثر مادة رواجاً وطلباً عند السوريين، للحصول على الدفء بتكاليف أقل.

وبالقرب من بلدة حزرة الواقعة على الطريق الواصلة بين مدينة سرمدا شمال إدلب وعفرين بريف حلب، بدأ المواطن جمعة الأحمد، وهو نازح من ريف حلب الجنوبي، من خلال معمله البدائي وبإمكانات ومعدات متواضعة، ومجموعة من العمال، إنتاج مادة «البيرين»، منافساً عشرات المراكز المحيطة لبيع الحطب والفحم الحجري والمحروقات كوسائل تدفئة بأسعار مرتفعة تفوق قدرة المواطنين المادية.

وقال جمعة (36 عاماً)، إن «الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي يعيشها السكان والنازحون منهم في مناطق الشمال السوري في الأوقات العادية، تشكل هموماً كبيرة بالنسبة لهم، وحاجتهم لتأمين مواد التدفئة النقية من حطب ومحروقات في فصل الشتاء وبرده القارس، تشكل هماً إضافياً يثقل كاهلهم ويزيد من معاناتهم، نظراً لأسعارها التي ترتفع طرداً مع زيادة الطلب عليها؛ إذ وصل سعر الطن من حطب الزيتون أخيراً إلى 230 دولاراً، ومثله أسعار قشور الفستق الحلبي واللوزيات (المستوردة من تركيا) التي باتت خلال السنوات الماضية وسائل تدفئة بديلة عن المحروقات».

ويضيف: «بمبادرة شخصية وخاصة قمت أخيراً بصناعة ماكينة تعمل على الكهرباء لكبس تفل الزيتون المستخرج من بذوره بعد عصره في المعاصر التي تكثر في مناطق إدلب وعفرين، وتحويله إلى مادة (البيرين) على شكل قطع أسطوانية، يجري تقطيعها أوتوماتيكياً بإمكانات متواضعة، ونعتمد في إنتاج الجزء الأكبر في مراحل تصنيعه على اليد العاملة، والهدف من ذلك هو تخفيض تكاليف إنتاجه التي تنعكس إيجاباً بأسعاره على المواطنين، مقارنة بالمعامل الأخرى التي تعتمد في إنتاجه على الآلات الكهربائية من البداية إلى النهاية، مما يضاعف أسعاره في الأسواق أمام المواطنين».

وأوضح، أنه «ينتج مادة (البيرين) بعد شراء كميات من بقايا الزيتون من المعاصر في مناطق إدلب وعفرين بأقل الأسعار، وبعد تجميعها في مكان التحويل وكبسها، يقوم العمال بنشرها تحت أشعة الشمس لبضعة أيام لتجفيفها، ومن ثم يجري تعبئتها بأكياس وزنها 25 كيلوغراماً، لبيعها للمواطنين، وسعر الطن منه بنحو 170 دولاراً أميركياً».من جانبه، قرر أبو سعيد (55 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي في أحد المخيمات بالقرب من منطقة الدانا شمال إدلب، تشغيل مدفأته على مادة «البيرين»، متجاهلاً الحطب والديزل والقشور النباتية، بسبب أسعارها المرتفعة التي لا تتناسب مع دخله الشهري من عمله في البناء.

وقال، إن «تأمين مواد التدفئة للأسرة خلال فصل الشتاء والبرد القارس أمر مهم للغاية لتأمين الدفء للأطفال، ولكن يتعين على رب الأسرة تأمين المادة التي تتناسب حصراً مع دخله الشهري، فكانت مادة (البيرين) هي الخيار الوحيد أمامنا، لعدة أسباب: أولها أسعارها التي بدأت بالتراجع بعد بدء موسم جني الزيتون وعصره ووفرة التفل المستخرج من بذور الزيتون في المعاصر. وثانياً، سهولة تشغيل (البيرين) بأي نوع من المدافئ، بعكس الديزل أو القشور التي تتطلب مدافئ محددة، وتلك التي تعمل على القشور وتحتاج إلى جهاز كهربائي طيلة الوقت».

قد يهمك ايضاً

ارتفاع ملحوظ لأسعار المحروقات في لبنان

ميقاتى يبحث تأمين المحروقات للقوى العسكرية والأمنية فى لبنان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مادة «البيرين» بديلاً عن الحطب والديزل خلال شتاء شمال سوريا القارس مادة «البيرين» بديلاً عن الحطب والديزل خلال شتاء شمال سوريا القارس



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab