شهوة الخريف إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر
آخر تحديث GMT18:34:31
 العرب اليوم -

"شهوة الخريف" إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "شهوة الخريف" إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر

دمشق ـ وكالات

يستلهم الشاعر السوري طلال سليم في مجموعته الجديدة "شهوة الخريف" مناخات مغايرة لقصيدته التي يشتغل فيها على أسطرة اليومي ودمجه في بنية نصية تطمح دائما إلى إنجاز صورها البلاغية بعيدا عن كليشيهات قصيدة النثر المعاصرة حيث يبرم هذا الشاعر نصه مع مفردات الواقع واضعا إياها في سياقات جديدة فيقول في قصيدة مزة 86.. لا أرصفة لك.. فيمشي أطفالك على حواف القلب.. يسبحون في الغبار والوحل.. ويزهرون كالربيع.. هم ولدوا في العاصمة.. لا حدائق تحتضن براعم أصابعهم.. فيمسكون قضبان النوافذ.. ويحلمون.. بعالم مزة فيلات. ويمزج سليم بين مناخات شعرية عديدة مستلهما أجواء قصيدته من عموميات الحياة وقسوتها مستندا إلى قريحة هائلة في تدبرها لحياكة الصور وبناء عمارة فنية لجسد النص الذي يشتغل عليه متكئا على حساسية خاصة ولافتة في آن معا يقول الشاعر في قصيدته "عيون تحب العماء".. أخذ الله عين أخي كاسر وعين عمتي نسيبة.. وعين بركات.. وعين جدتي كاتبة.. كم رحيم ربي.. لا يريد لهم أن يبصروا إلا نصف سوء العالم.. كما يدفع الشاعر بنصه نحو اشتباكات دلالية جديدة يقتبس فيها من مفارقات الحياة نفسها مادة أولية لقصائده معشقا لغته بنسيج شعري يطمح إلى أخذ مسافة جديدة بين الفن والواقع حيث يقول في الفزاعة.. فزاعة الحقل لا ملك لها.. كيف ستكش الويل عن حنطة الوطن.. فزاعة الحقل.. من يملأ جيوبها الفارغة في خصب المواسم.. غير ثياب جدي المتوفى.. ويبرع سليم في بناء نصوص قصيرة لا تخلو من الدرامية الممزوجة بالفجائعي والرثائي والساخر مقتفيا خيط الحياة باحثا عن المهمل والمنسي والمغيب في الذاكرة الإنسانية حيث يقول في قصيدته "ذبول".. بطارية بكامل قوتها.. تقود قطيع الدقائق.. والثواني.. والساعات.. لقطف عناقيد الزمن.. وحين تذوي.. هاويةً عن كرسيها.. يتوقف الجميع عن العمل.. هازئين بالحياة.. ويضمن الشاعر السوري نصوصه تهكمات من الواقع لا تغيب عنها المرارة الشفيفة عبر تكوينات نصية خاطفة تبتعد عن صيغ الكتب الشعرية مكتفية بأسلوب المجموعة الشعرية إذ تطول النصوص أو تقصر حسب حدة اللقطة أو تقديم ما يشبه قصيدة طويلة تتناغم مع القصائد القصيرة في "شهوة الخريف" يقول سليم في قصيدة تحت عنوان "من يبشرني بقدومها".. من يبشرني بقدومها.. سأعطيه قلبي.. مركباً يجتاز اللج إلي.. ألون له جوارب النهر.. بالعشب.. وأكسو السواقي بالماء.. وأقطف من الحور علوه.. أمنحه ريحاً ترتدي العصافير.. وأنات العشاق.. أرقص له عشرين مطراً.. وألف موجة تكحل الشواطئ بالنوارس والمراكب من يبشرني بها.. سأسند الأرض له كي لا تميد.. بعش عصفور وحفنة غناء. يذكر أن كتاب "شهوة الخريف" صادر حديثا عن دار بعل بدمشق ولوحة الغلاف من تصميم الفنان رائد خليل ويقع في 103 صفحات من القطع المتوسط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهوة الخريف إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر شهوة الخريف إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab