6000 ميل للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر
آخر تحديث GMT19:52:02
 العرب اليوم -

"6000 ميل" للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "6000 ميل" للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر

القدس ـ وكالات

تعيد رواية ’6000 ميل ‘ للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر الصادرة هذه السنة 2013 عن دار الجندي للنشر في القدس، إشكالية إعادة صياغة ما طرحه الموروث السردي الفلسطيني، ولكن من زاوية مختلفة عن هذا الموروث. وبمقاربات جديدة وبرؤية أكثر مأساوية في تثبيت عنف اللحظة الوجودية وشرطها التاريخي، اللذين أدّيا بهذا السرد إلى التهجير ومعه صانعه البطل الذي يحيل إلى الروائي، الذي يحيل إلى الشعب الفلسطيني في عمق ما تعرض له من محن، وبمأساويةِ اللامبالاة التي تعيشها أجياله المتعاقبة الموزّعة على أصقاع الأرض بطريقة عشوائية لا تعكس تعقُّد إشكالية الشتات والعودة فحسب، ولكن تطرح كذلك خطورة انقطاع عنعنة الذات الفلسطينية عن الجذور، كما يبحث عنها ‘بيت مارتينيك’ (ص: 34) وإمكانية تماهيها القسريّ مع مرجعيات انتمائية أخرى لا علاقة للشعب الفلسطيني بها تماما. غربةٌ تحيل إلى غربة مضاعفة تحيل هي الأخرى إلى غربة أعمق منها، يعبر فيها التاريخ على الجرح الفلسطيني، كما تعبر الأفكار السطحية على فصل ربيع مكبوت من دون سؤاله أو الإشارة إلى من يقف حجر عثرة في وجه عودته. يأخذ السرد على لسان الراوي في رواية ’6000 ميل’ طابع المواجهة المباشرة مع القارئ. ويحكي الراوي قصة بطل الرواية (بيت مارتينيك) من دون تعقيدات خارج سردية بإمكانها أن تشوّش على رؤية المتلقي فتعمق سوء فهمه بإضافة غموضٍ تجريبيٍّ أو أسلوبيّ أو أسطوريّ إلى معطيات التاريخ الغامضة أصلا، في وضوح أهداف صانعيه وفي تورطهم العنصري في تعميق مأساة الذات الفلسطينية وغربتها داخل إحداثياته. ذلك أن السرد في هذه الحالة بالذات، وبهذه الصورة، لا يمكن أن يكون إلا سلاحا في وجه من عمّق مأساة هذه الذات، لأنه يصبح بديلا عن الأسطورة، باعتبار أن ما يحكيه الراوي أعقد من الأسطورة في حد ذاتها وأكثر مأساوية من مأساوية ما تعرضه الأساطير القديمة من نهايات لأبطالها. وهو بهذه الصفة يتجاوز في غموضُ مآلاته، رغم وضوحها، غموضَ الأسطورة وسحرها التخييلي والأسلوبي. تسعى الرواية إلى إعادة الاعتبار للتاريخ من خلال التركيز على الأرقام المشيرة إلى الذات ووجودها الحقيقي في الواقع، قبل أن يتحوّل إلى رواية تاريخية تتلاعب بها الرؤية الصهيونية لصالحها (ص:41، 89، 95،145 ) وغيرها، وكأن الأرقام هي الأداة الوحيدة القادرة على إحياء ما اختفى في الذاكرة وتثبيت أحداثها بالرواية الفلسطينية، لا من خلال سرد سِفْر خروج ‘البطل’ ممثلا في أب البطل من جذره الانتمائي الذي هو أرضه كما تركها مضطرا بعد الدفاع عنها، ولكن من خلال سرد سِفر عودة البطل مُمَثّلا في ابن البطل (بيت مارتينيك) المولود في سان بيير في المارتينيك، وما تحمله رحلة العودة من استذكار لحقيقة الذات: - قبل خروجها ممثلةً في مأساة الاجتثاث والصمود. - وأثناء خروجها ممثلةً في معاناة التهجير التي يحملها البطل الأب. - وفي لحظة عودتها ممثلةً في لحظة المواجهة الكبرى مع الذات ومحاولتها استعادة الجذور ومساءلة التاريخ مستعينةً بما تدلّ عليه الأرقام من أحداث تعرض لها الشعب الفلسطيني. و كأن البطل في رواية ’6000 ميل’ يتخذ له من قصتيّ الأب والابن امتدادا للذات الفلسطينية التي لا يمكن أن يعبّر عنها عُمرُ رجل واحد مُمَثّلا في الأب في مأساة خروجه، أو ممثلا في الابن ممثلا في ملحمة عودته. وكأن العمرين هنا هما امتداد لعمر واحد يستمد منه السرد زمنية اندراجه ضمن التاريخ الفلسطيني لأنهما عمران لحياة واحدة هي مأساة الإنسان الفلسطيني المهجّر قسرا من أرضه، والمضطر إلى العودة إليها، على الرغم مما تحيل إليه الأرقام من تحويلات لمجرى التاريخ في اتجاه يخدم الاحتلال، من خلال تفريغ أرض من شعبها الساكن فيها منذ آلاف السنين وملئها بشعب آخر كان ولا يزال يعيش شتاتا لا علاقة للشعب الفلسطيني بأسبابه ولا بدواعيه. ‘كلاّ لست يهوديا’ (ص28).. يجيب بها البطل بيت مارتينيك على سؤال اليهودي أوري ليفي، الذي يجلس بجواره في طائرة العودة وكأنه تعريف بالضد، بالنفيّ، بما أتاحته الغربة لبيت مارتينيك من إجابة هي في عمق ما يعتمل بداخله من تناقضات حول هوية الاسم وهوية البيت وهوية الوطن. وكأن العدو هو الدليل الوحيد لإرشاد الشتات الفلسطيني المنقطع الجذور بعيدا عن الأرض ومحيطها للتعرف على نفسه وإرشاده إلى هويته..’بل جئت كي أعرف نفسي’(ص34) يقولها (بيت مارتينيك) بما تحمل من توجسات متعددة للإجابة عن الأسئلة المِلحاحة لأروي ليفي ليضعه أمام الأمر الواقع، واقع العودة إلى الجذور، أو ما عبّر عنها باللغة الفرنسية Racines، حتى لكأن هذه العودة إنما كان يجب أن تكون رفقة يهودي معلقةً بين السماء والأرض على ارتفاع ثلاثين ألف قدم (ص30). وتصبح الطائرة التي جمعتهما للعودة إلى الأرض المفتقدة رمزا لوطن منشود ولكنه مهزوز وممزق عند بيت مارتينيك صاحب الأرض الذي اغتصبت أرضه واقتلعت جذوره منها، وعند أوري ليفي المُغْتَصِب الذي جاء هو الآخر من مكان آخر لا يقل بعدا عن سان بيير التي ولد فيها بيت مارتينيك قسرا. يدخل البطل في تصورات وأوهام سقوط الطائرة بمجرد الإحساس باهتزازتها، نظرا لدخولها في تيارات هوائية. وكأن ثمة وجه مقارنة خفيّ بين حالة الوطن، كما حمله البطل في داخله من على بعد ستة آلاف ميل، وبين تصوره له وهو يحسّ به من على علوّ ثلاثين ألف قدم. يتقاطع الأفقي مع العمودي في بناء صورة مشوشة للذات وهي تحاول أن تبحث عن وجهها الحقيقي في صورة اليهودي أوري ليفي القابع حقيقةً بجوار بيت مارتينيك في وضعية هي أقرب إلى سخرية التاريخ منهما معا: من بيت مارتينيك الذي وصل إلى هذا الحد من الضياع الحقيقي، ومن يوري ليفي الذي وصل إلى هذا الحد من الإنوِجَادِ المزيف. تشي الرواية في بنية دلالاتها الباطنة بصعوبة انغراس البطل في الأمكنة الأخرى، وبإلحاحية استعادته لتاريخه عن طريق المساءلات المطروحة دوما على الذات، وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل التاريخ وتعيد بناءها وفق رغبة المساءلات وما تخبر عنه من غربة رهيبة وثقيلة بإحراجاتها الوجودية المبطّنة بالتيه. ومن هنا، نرى خطورة ما يلعبه النسيان – نسيان اسم القرية بوصفها مكاناً/ وطناً/ مرجعيةً، ونسيان اسم الأب بوصفه وجوداً/شعبا/ واقعاً- من دور مركزيّ في تحريض البطل على ضرورة العودة إلى الذاكرة في ظل عدم توفر السند المرجعي الذي يسهل عليه الوصول إلى إجابة واضحة. ذلك أن البطل بيت مارتينيك بوصفه امتدادا للبطل الأب، لا يعاني من التهجير، ولكن بمرجعيات واضحة تحدد له الانتماء كما هو الحال في العديد من الروايات الفلسطينية، ولكنه يعاني خاصة- وهنا مشكل التهجير وهدفه الأصلي- من نسيان هذه المرجعيات التي تحيله إلى أصوله الفلسطينية، لا من خلال غياب المرجعيات الاسمية لأهل الأب في فلسطين وحسب، ولكن من خلال غياب المرجعيات المكانية للقرية أو المدينة التي ينتمي إليها الأب. كما يتجلّى غياب هذه المرجعيات في نسيان أم البطل بيت مارتينيك المارتينيكية الأصل لهذه المرجعيات التي من الفروض أن تتقصاها من أبيه، زوجها، ومن ثمة افتقادها لدور المركز كما هو الحال بالنسبة لدور الأم والمرأة عموما في الروايات الفلسطينية السابقة في ترسيخ هوية البطل والحفاظ على ذاكرته، على اعتبار أن أم بيت مارتينيك غير فلسطينية مما يؤدي بابتعاد هذه الهوية عن الأطفال باعتبار اسمائهم غير العربية (بالدوين وآندرين..)، وهي أسماء قريبة في النهاية إلى هوية أمهم سامانتا المتجذرة في بلدها الذي لم يكن بالنسبة لأب البطل أكثر من مكان يبعد ستة آلاف ميل عن الوطن الأصلي فلسطين، والذي هو في حد ذاته عبارة عن قرية تسمى سان بيير بنيت على فوهة بركان انفجر ذات يوم من بداية القرن الماضي ولم يبق من سكانها غير رجل واحد اختار أب بيت مارتينيك أن يتخذ منزله مسكنا له. وهو المسكن/ الوطن الذي ولد فيه بيت مارتينيك من دون أن يعايش لمدة كافية أباه وأمه. تتتابع صور الاقتلاع القسري في مخيلة البطل من أجل تكوين نوع من النظرة الانتقامية (ص:16) المشفوعة بنوع من العطف الذي يعكس تقدير ظروف الأب الذي لم يترك أثرا واضحا لانتماء اسميّ واضح (ص47) يعود بالبطل إلى منبته الأصلي ويرسم له طريق العودة إلى الوطن. كما تلعب الذاكرة المنسية دور المحرّض على تسريع الأحداث التاريخية لما يقارب قرنا من الزمن من أجل رسم طريق واضحة لذاكرة هي قيد الميلاد في حشرجة الحياة التي تُنبِّه البطل إلى ضرورة العودة إلى الذات المشتتة بين ثلاثة أجيال ‘أب البطل المهجّر، البطل بيت مارتينيك وأبناء البطل’، وذلك من أجل ملء الفراغ الكبير الذي أحدثه انقطاع الصلة بالجذور والنشأة لثلاثة أجيال من الشعب الفلسطيني على فوهة بركان لم يهبه غير بيت واحد في غربة مضاعفة لم يعرف من خلالها البطل غير يتم لحقه وهو ابن الخامسة، ولا يتذكر منها غير خيوط من ضباب كثيف لا تتضح معالمه في ذاكرته المبنية على فراغ. وهي الأجيال نفسها التي سيعاينها البطل بيت مارتينيك وهو يبحث في أرض فلسطين عن مرجعيتها الاسمية والمكانية ممثلة في شخصيات (الحيفاوي) (ص:176) الذي فتح له قلبه ويرافقه في رحلة البحث عن أصله، وفي سائق التاكسي المقدسي الذي ذكّره بعنف التهجير من خلال قصة منزل أم كامل الذي تم الاستيلاء عليه في القدس سنة 2009 (ص:180)، وشخصية العاجز ضرير مخيم العروب (ص:170) الذي استطاع أن يدلّه على لا جدوى البحث عن الأب الذاتي/ البيولوجي ما دام الأب الأعلى/ الشعب الفلسطيني حاضرا في كل لحظة تاريخية وفي كل مكان من الأمكنة المُسيّجة بالقهر الإسرائيلي وبالتهويد المنهجي للذاكرة الفلسطينية ولتاريخها القريب والبعيد. لا تخفي الرواية إحالتها البعيدة إلى بُعدٍ نفسيٍّ مُتخفٍّ في جيوب السرد الباطنية، وإن كان هذا الأمر يحتاج إلى وقفة أخرى أعمق، في قصة البحث عن الأب الموجود/ الغائب، وكأنها تطرح بصورة مغايرة تماما المأساة الأوديبية لا في علاقة بطلها المَرَضِية بالأم ‘الأرض’ والإصرار على العودة إليها ولمس تربتها وشمّ رائحة هوائها واستذكار خطى الأب وهو يتحرك حرّا في ربوعها (ص:108)، ولكن في علاقته المأساوية مع العدو الإسرائيلي التي تعيده إلى قدره من الطريق نفسها التي كان العدو يعتقد أنه يبعده عن قدره بإبعاده عنها. ولعل هذا ما يشكل ذروة ما تصل إليه الرواية من رصدٍ للتناقضات داخل بنية الفكرة التي يحملها الفلسطيني المهجّر عن أرضه. وتبدو الرواية وكأنها كُتِبت أصلا من أجل ترسيخ فكرة خطورة التلاعب بالذات من خلال الاقتناع بتشتّتِها في الكيانات البعيدة التي لا تمتّ إليها بأية قرابة تاريخية. ولعله من هنا كذلك، نستشف خطورة نزيف الجرح الفلسطيني في التاريخ المعاصر من خلال ما يطرحه الأدب المهجري الفلسطيني الجديد من إكراهات وجودية تعرض لها الشعب الفلسطيني المُهجّر من خلال انسياقه داخل الحدث الاجتماعي الخارج- فلسطيني، ومن ضرورات وجودية كذلك تحرضه مع الوقت إلى ضرورة طرح المساءلات المتروكة في أذهان الأجيال الجديدة المبتورة عن واقعها الفلسطيني. لقد كان القرن العشرون قرن اقتلاع الفلسطيني من جذوره وإبعاده عن أصله، ومن المفروض أن تكون بدايات هذا القرن تباشير لعودة الفلسطيني إلى أرضه وإحيائه لجذوره. ولعل هذه الرواية، رواية ’6000 ميل’ للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر، تخبر في وعيها الباطن، كما حال الرواية الراصدة لتحركات الذات، عمّا يمكن أن يعتمل في الذات الفلسطينية المُهجّرة من رغبة ملحة في العودة إلى هذه الأرض والارتباط النهائي بجذورها. إنها رواية البحث عن الجذور وترسيخ وجودها الحيّ في بنية الذات الفلسطينية المُهجّرة وفي بنية السرد كذلك. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6000 ميل للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر 6000 ميل للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab