نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ
آخر تحديث GMT17:29:43
 العرب اليوم -

نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ

القاهرة ـ أ.ش.أ

حضور القاهرة في روايات نجيب محفوظ ربما يرتبط بشكل أو بآخر بدرجة انتماء الراوي/الكاتب إلى عالم تلك المدينة، معشوقته الأولى التي لم يكن يفارقها إلا نادرا والتي نسج فيها أسطورته الخاصة عبر مشروعه الروائي". هذا مما تؤكده الشاعرة نجاة علي في خاتمة أطروحتها "الراوي في روايات نجيب محفوظ"، التي نالت عنها مؤخرا درجة الدكتوراه بتقدير "ممتاز" من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وقد أشرف عليها وشارك في مناقشتها كل من وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور والناقد الدكتور حسين حمودة، كما شارك في مناقشتها الناقد الدكتور محمد بدوي والناقد الدكتور خيري دومة. وحصلت نجاة علي من قبل على "الماجستير" في موضوع "المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة"، ولها ثلاثة دواوين :"كائن خرافي غايته الثرثرة"، "حائط مشقوق"، "مثل شفرة سكين". ولاحظت نجاة علي أن وعي راوي روايات نجيب محفوظ (1911- 2006) انتسب إلى ما يمكن أن نسميه بـ"الوعي المديني" نسبة إلى المدينة: المركزية السياسية (العاصمة المصرية) التي تعكس الخصوبة التاريخية والتنوع التاريخي (التراث المعماري، وحضوره الذي يكاد يساوي تاريخ الحضارة الإنسانية). وأوجزت الشاعرة نجاة علي سمات الوعي المديني في روايات نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988 في عدة نقاط، منها: تمثل الراوي لقيم المدينة التي تتصف بالتنوع والتعدد، وهو ما نراه متجليا حتى على المستوى السردي في النزوع إلى "تعدد الأصوات"، انشغال الراوي بتصوير عالم القاهرة، وخصوصا الأحياء الشعبية التي تطرح - بقوة - عالم المهمشين والفقراء، وهم يمثلون غالبية سكان مصر. ولاحظت كذلك أن نجيب محفوظ استخدم الحارة بشكل يجعلها مزدوجة الدلالة، فقد تكون حارة حقيقية، وقد تكون رمزا للعالم كله يختزل فيها أسئلته وهواجسه الوجودية. وخلصت إلى أن حارة نجيب محفوظ ليست ككل الحارات، فهى حارة بملامح متفردة تجري فيها أسطورته الخاصة التي ظل يصوغها على مدى زمني طويل. وتوقفت نجاة علي كذلك عند ولع الراوي باللغة القرآنية وتشبعه بجمالياتها، موضحة أن التناص معها يبدو واضحا في مواضع كثيرة، وهو ما يظهر في استخدام الراوي صيغا لغوية تعتمد على بعض الألفاظ أو العبارات القرآنية، والتي يعمل على إعطائها معنى مختلفا تكتسبه من خلال السياق النصي. كما توقفت الشاعرة نجاة علي عند حرص الراوي على استخدام مستوى العامية المصرية البسيطة القاهرية في بعض الحوارات، واستخدام لغة الصمت الاستراتيجي المتعمد أحيانا في النص مما يعمق نفسيا ودراميا بعض اللحظات في البناء الروائي، وهى غالبا ما تعبر عن الباطن النفسي الدال أكثر مما تعبر عن حقيقة خارجية. وعموما، أثارت هذه الدراسة عددا من التساؤلات بعضها اتصل بنجيب محفوظ، من حيث هو كاتب استثنائي في تاريخ الرواية العربية، وصاحب مشروع روائي كبير، واتصل بعضها الآخر بموضوع الدراسة ذاتها "الراوي في روايات نجيب محفوظ" من ناحية ثانية. وأوضحت الدراسة التطبيقية أن خطاب نجيب محفوظ الروائي لم يكن منعزلا أو مفصولا عن السياق السياسي والاجتماعي، بل كان متفاعلا معه، بل إن رواياته كانت أشبه بالتأريخ له، وإن لم يسقط في فخ التسجيل الفوتوغرافي للواقع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab