عمان - بترا
قال الروائي السوري خير الذهبي إن كتابة الرواية اشبه بالتعامل مع الصلصال، تحتاج الى التأني والروية للخروج بشكل روائي جميل.
واستعرض الروائي خيري في ندوة نظمتها لجنة القصة والرواية في رابطة الكتاب الاردنيين، تاريخ الرواية في سوريا، مشيرا الى ان اول رواية كانت على يد معروف الارناؤوط، وتحدثت عن الفتح الاسلامي ليظهر بعد ذلك عددا من الروائيين السوريين الا انهم لم يستحضروا المكان والارض السورية في رواياتهم، ليستمر هذا الحال لغاية منتصف الثمانينيات من القرن الماضي حيث بدأت تظهر في سوريا رواية المكان.
وقال في الندوة التي قدمته فيها القاصة بسمة النسور، انه لم يكتب الشعر، وان اولى كتاباته الابداعية كانت في الرواية، مستذكرا اقامته في مصر اثناء الدراسة الاكاديمية في ستينيات القرن الماضي حيث تنوعت مصادره الثقافية، خصوصا ما نسبه الى المركز الثقافي المصري من "فضل" بحسب وصفه، من إثراء لثقافته، علاوة على تعلمه اللغة الانجليزية التي ساهمت الى حد بعيد بإطلاله على الثقافة والآداب الاجنبية.
واشار الى ان اولى رواياته كانت "ملكوت البسطاء" وكتبت عام 1973 اثناء خدمته العسكرية في الامم المتحدة لمعرفته اللغة الانجليزية، ونشرت عام 1975 وفيما بعد تحولت الى مسلسل تلفزيوني وكان هذا العمل اخر عمل تلفزيوني سوري في الابيض والاسود، لينتقل بعدها البث التلفزيوني الى الالوان، لافتا الى ان تحول "ملكوت البسطاء" الى عمل درامي تلفزيوني اتاح له فرصة الكتابة للتلفزيون والتي اصبحت فيما بعد مصدر رزقه.
وتابع الذهبي "وبعد ذلك صدر لي رواية "طائر الايام العجيبة" التي تتحدث عن الاصلاح الزراعي، و"ليالي عربية"، وثلاثية "التحولات" التي تضم روايات اولها"حسيبة" التي تتحدث عن المرأة في سوريا وكيف تنشأ وكيف ساهمت بصياغة الدولة السورية، وثانيها "فياض" وتتحدث عن الرجل، والثالثة "هشام" التي تتحدث عن رجل عانى القهر والتسلط وهاجر الى الغرب ومزق جواز سفره في الوقت الذي يستدعيه الحنين الى موطنه.
وبين انه بعد توقف فترة زمنية عن الكتابة كتب رواية "فخ الاسماء" وهي تبحث عن جذور الطغيان في الثقافة العربية، ورواية "صبوات ياسين" التي تتحدث عن شيزوفرينيا المثقف السوري، ثم "رقصة البهلوان الاخيرة" و"الاصبع السادسة".
واستذكر الروائي الراحل غالب هلسة، مشيرا الى ان صداقة ربطت بينهما عندما كانا في مصر، وكان شاهدا على كتابة هلسة لروايته "سلطانة".
وقال الذهبي عن هلسة انه منذ البدء "كان واضح ان عينه عين كاتب حقيقي وكبير"، مشيرا الى ان روايات "القديسة ميلادة" و"الخماسين" كتبتا في مصر ايضا، وان هلسه "كان يحب مصر كثيرا، لكن تم ترحيله الى بغداد".
واستحضر ذكرياته في مدينة الحسكة حيث تم تعيينه فيها في ستينيات القرن الماضي، ووصفها بانها مدينة "جميلة جدا، فيها نهر جميل"، لافتا الى انها لم تكن تحوي مواطنين اكراد آنذاك.
يشار الى أن الروائي الذهبي من مواليد دمشق 1946، تلقى تعليمه الجامعي في جامعة القاهرة وتخرج منها حاملاً الاجازة في اللغة العربية في ستينات القرن الماضي، حيث درس الأدب العربي وتتلمذ أدبياً على يدي يحيى حقي ونجيب محفوظ وطه حسين، ثم عاد إلى سوريا وساهم في الحركة الثقافية السورية بكثافة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون والأدب بشكل خاص، وشارك في تحرير العديد من دوريات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب.
ومن رواياته: ملكوت البسطاء، طائر الأيام العجيبة، ليال عربية، الشاطر حسن، المدينة الأخرى ، ثلاثية التحولات ، هشام ، فخ الأسماء، "لو لم يكن اسمها فاطمة" التي تتحدث عن مدينة تدمر، صبوات ياسين، رقصة البهلوان الأخيرة، كما كتب مجموعة قصصية بعنوان "الجد المحمول"، ومقالات مختارة بعنوان "التدريب على الرعب".
ومن اعماله الدرامية: ملكوت البسطاء، الشطار، طائر الأيام، الوحش والمصباح (تيمور لنك)، أبو حيان التوحيدي من إخراج: صلاح أبو هنود، البناء 22، لك يا شام، مخالب الياسمين، وردة لخريف العمر، رقصة الحبارى، حسيبة، أمير الحلم... (ابن المعتز)، ملحمة أبو خليل القباني، ومن الأفلام التلفزيونية: وجوه ليلى ، العنوان القديم، وحولت رواية حسيبة للسينما من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا وإخراج ريمون بطرس، كما حولت قصة البسمة المرة للسينما من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا.
أرسل تعليقك