أحيا موسيقيو جمعية الأوركسترا الوطنية الأردنية ومعهد أوبرلين والمغني عطا الله هنديلة، حفلًا موسيقيًا تحت عنوان "تقاطعات موسيقية: أنغام من الولايات المتحدة والشرق"، برعاية مشتركة من الدكتور طلال أبوغزالة وسفيرة الولايات المتحدة في عمان أليس جورج ويلز.
وقدم الموسيقيون عرضًا مشتركًا، اشتمل على أداء أغاني عربية تقليدية ومقطوعات من موسيقى الجاز على حد سواء.
فيما افتتح الحفل لؤي أبوغزالة، بالنيابة عن الدكتور طلال أبوغزالة، بإلقاء بعض الأبيات الشعرية الملهمة من قصيدة مشهورة لروديارد كبلنغ تحت عنوان "قصة الشرق والغرب"قائلًا: "أوه، الشرق هو الشرق، والغرب هو الغرب، ولا يمكن لهما أن يلتقيا، إلى أن تقف الأرض والسماء في حضرة مجلس الرب للحساب
العظيم، ولكن هناك لا يوجد شرق ولا غرب، والحدود هناك لا صلة لها بالذرية ولا بالميلاد، عندما يقف رجلان قويان وجهًا لوجه، رغم أنهما من طرفي الأرض!".
ومن جهتها، قالت السفيرة الأميركية في الأردن: "لقد شرفت بعضوية مجلس إدارة جمعية الأوركسترا الوطنية الأردنية خلال العام الماضي، وتأثرت كثيرًا بما يتمتع به والدكتور طلال أبوغزالة من طاقة وحيوية وتفان، ومن عزيمة وإصرار لتحقيق حلمه لجلب موسيقى عالمية ذات مستوى رفيع إلى الأردن، وبما يقدمه
من دعم لها، وما تضطلع به من أنشطة.
واستكملت ويلز، " لقد كان توماس جيفرسون، أول دبلوماسي في أمريكا، من محبي الموسيقى أيضًا، ودعم وشجع عزف الموسيقى، وهو يشبه في عطائه هذا إلى حد كبير الدكتور أبوغزالة، وما يقدمه من دعم في هذا المجال هنا في الأردن، فكان جيفرسون يجيد العزف بنفسه على آلتي الكمان والتشيلو، وكان يمارس العزف لمدة ثلاث ساعات كل يوم، يا للهول كيف تمكن من فعل ذلك وهو بالوقت نفسه، قام بمهام بمنتهى
الصعوبة، ككتابة وثيقة إعلان الاستقلال أو ممارسة دوره كرئيس أو وزير خارجية !!" .
وأكدت ويلز في خطابها خلال الحفل: " ولكن هنا لا بد من وقفه للتأمل، فاستمرار التزامه نحو الموسيقى في نفس الحين الذي تقع على كاهله الكثير من المهام والمسؤوليات الأخرى، يجعلك تتساءل ما إذا كنا نقدر دور الموسيقى بما فيه الكفاية، في إطار المنظومة التي تضم الدبلوماسية والسياسة، والثقافة، وباعتبارها رابطًا مشتركًا يجمعنا معًا، كما أن التبادل الثقافي وتبادل الأفكار ضمن أمسيات كهذه ليثرينا جميعًا، وأنني لأكيدة بأن الكثير من علاقات الصداقة الدائمة، قد بدأت وولدت في قاعات الحفلات الموسيقية والمسارح كحال هذه الفعالية.
وأضافت ويلز، "نحن سعداء بالترحيب الليلة بثمانية طلاب أمريكيين من معهد أوبرلين للموسيقى، الذين أتوا إلى الأردن كدبلوماسيين ثقافيين خلال عطلة الفصل الدراسي، لمشاركتكم ومشاركة موسيقيين وطلاب الموسيقى في الأردن، بما يملكونه من مواهب، وخبرة، وثقافة، كما أن معهد أوبرلين هو واحد من أفضل مدارس تعليم الموسيقى في الولايات المتحدة، ولذلك فهؤلاء ليسوا مجرد طلاب عاديين، بل من أفضل وألمع الطلاب في أميركا، وباعتباركم أقدم معهد موسيقي ما زال مستمرًا في عمله في الولايات المتحدة، وحائز على الميدالية الوطنية للفنون".
كما أشادت ويلز بمعهد الموسيقى في الأدرن قائلة: "نحن محظوظون أن تتاح لنا الفرصة للاستماع لكم ولموسيقاكم في هذه الليلة، وشكرًا جزيلًا لكم لمشاركتنا بمواهبكم، ففعالية هذا المساء وهي بعنوان "تقاطعات موسيقية: أنغام من الولايات المتحدة والشرق"، تهدف إلى المزج والاحتفال بالموسيقى والموهبة التي تتجاوز وتسمو فوق أي اختلافات ثقافية أو في الجنسية سواء كان من خلال أنغام الموسيقى الكلاسيكية لعظماء أوروبا، أو معزوفات الجاز الأميركية، أو بصحبة عدد من كلاسيكيات هذه المنطقة بصوت الأسطورة الأردني، عطاالله هنديلة".
فيما يعتبر معهد أوبرلين أحد أهم المعاهد الموسيقية المرموقة في الولايات المتحدة والعالم أسره، وهو أقدم معهد ما زال مستمرًا في عمله في أميركا، وحائز على الميدالية الوطنية للفنون.
كما يزور الأردن حاليًا ثمانية موسيقيين من معهد أوبرلين كجزء من برنامج التبادل الثقافي، بهدف الإطلاع على التجربة الموسيقية الأردنية والتعرف على التقاليد الأردنية الثقافية والموسيقية، والمشاركة بمواهبهم.
وعلى جانب آخر، أعرب الموسيقيون عن عميق تقديرهم للحفاوة التي قوبلوا بها من قبل أصدقاءهم الجدد في الأردن، وعن امتنانهم لإتاحة الفرصة لهم للتعرف على التراث الأردني الثقافي الفريد والآسر، كما زاروا المواقع التاريخية الكبرى في جميع أنحاء البلاد.
وكان عطا الله هنديلة، قد تخرج من جامعة حلوان في القاهرة تخصص تربية موسيقية، ودرس الموسيقى في المدارس ما بين عامي 1979 و1988، وكان مدرسًا للغناء العربي في المعهد الوطني للموسيقى من عام 1999 حتى عام 2001، كما شارك هنديلة في عدد من المهرجانات في عدة مناسبات كمهرجانات جرش في الأردن،
ومهرجان المسرح العربي في القاهرة، ومهرجان الجامعة في المغرب، وشارك في العديد من الحفلات المكرسة لإحياء ذكرى الفنان العربي الشهير عبدالحليم حافظ.
أرسل تعليقك