بغداد – نجلاء الطائي
نظّم قصر "الثقافة والفنون" في البصرة، جلسة فنية للحديث عن أمير النغم الموسيقار رياض السنباطي، وذلك بالتعاون مع ملتقى جيكور الثقافي. وتحدث فيها الأديب صبيح عمر عن السنباطي ودوره الكبير في إغناء الموسيقى العربية بألحان ما زالت خالدة وتشكل على الدوام إرثًا مهمًا في ميدان الأغنية العربية.
واستعرض الشاعر صبيح عمر، جوانب مهمة في حياة السنباطي الشخصية والفنية، وكيف استطاع هذا المتذوق المحترف للفن العربي الموسيقي أن يؤسس مدرسة خاصة في اللحن وكيف أوصل الموسيقى العربية مع عدد من معاصريه من الملحنين إلى حضورها العالمي في أرجاء الدنيا. وشهدت الأمسية، عرض فيلم وثائقي عن الموسيقار الخالد رياض السنباطي مع مداخلات وتعقيبات أغنت الأمسية من قبل الحضور الكريم.
يذكر أن السنباطي ولد في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1906م في مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط شمال دلتا مصر، ونشأ في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية في بيئة فنية موسيقية، ولكنه لم يكن مقبلا على التعليم بقدر إقباله وشغفه بفنون الموسيقى العربية والغناء، وهيأت له الأقدار الطريق الذي يتفق مع أهوائه وميوله، حيث أصيب وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه، أحال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع بوالده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقى وإيقاعاتها.
وأظهر الموسيقار المصري استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم بلبل المنصورة. ومع تطور أسلوب "السنباطي" وسطوع نجم كوكب الشرق أم كلثوم في منتصف الثلاثينيات، كان لا بد لهذين النجمين من التلاقي، وكانت البداية بأغنية "على بلد المحبوب وديني"، التي قدمت عام 1935م ولاقت نجاحًا كبيرًا، لينضم السنباطي إلى قائمة ملحني أغنيات أم كلثوم والتي كانت تضم محمد القصبجي وزكريا أحمد، وإلى جانب كوكب الشرق أم كلثوم لحن "رياض السنباطي" للكثير من سلاطين الطرب أمثال "منيرة المهدية"، "فتحية أحمد"، "صالح عبد الحي"، "محمد عبد المطلب"، "عبد الغني السيد"، "أسمهان"، "هدى سلطان"، "فايزة أحمد"، "سعاد محمد"، "وردة"، "نجاة"، و" عزيزة جلال".
أرسل تعليقك