يبدو أن الأيام القادمة ستنشغل بأخبار الرئيس السابق لشركة "رينو نيسان"، كارلوس غصن، الهارب من اليابان إلى لبنان، بخاصة بعد أن أوضح مصدر قضائي لبناني أنه لا توجد اتفاقية تبادل للمتهمين بين طوكيو وبيروت، تسمح للأولى باسترداد غصن، الذي وصل إلى مطار الثانية الاثنين "بصورة شرعية"، وهو ما يعني أن يد اليابان لن تطال الرجل.
الجديد اليوم أن وسائل إعلام لبنانية أعلنت، الأربعاء، أن غصن سيعقد مؤتمرًا صحافيًا يوم الأربعاء المقبل، والموافق الثامن من يناير/ كانون الثاني في عاصمة بلاده بيروت، كما أضافت المعلومات أن غصن سيشرح في المؤتمر المزمع عقده آخر المستجدات المتعلقة بقضيته، وسبب قدومه إلى لبنان، حيث جاء الإعلان بعد أن وعد غصن في وقت سابق من اليوم بالتواصل مع وسائل الإعلام في الأسبوع المقبل.
منصب سياسي ينقذه
يذكر أن وصول غصن إلى لبنان يشكّل تطورًا غير متوقع في قضية نجم صناعة السيارات الذي كان قيد الإقامة الجبرية في طوكيو منذ أبريل/نيسان 2019، ويتهمه القضاء الياباني بإخفاء جانب من دخله واستخدام أموال شركة نيسان التي أنقذها من الإفلاس، في دفوعات شخصية واختلاس أموال الشركة.
فغصن الذي وصل صباح الاثنين إلى مطار بيروت، بطريقة غامضة بعض الشيء، يثير التساؤلات فيما إذا كان سيسعى للحصول على منصب رسمي في بلاده، يمنحه صفة دبلوماسية يتمتع معها بحصانة تقيه من مطالبة اليابان بتسليمه، كما أن عددا ممن تساءلوا مضى أكثر في التحليلات، إلى درجة تصور معها أنه قد يشغل منصبًا وزاريًا في الوزارة التي يسعون إلى تشكيلها حاليًا.
وفي سياق متصل، داهم أفراد من مكتب الادعاء العام الياباني، الخميس، منزل رجل الأعمال متعدد الجنسيات كارلوس غصن، الذي هرب إلى لبنان، فيما كشفت وسائل إعلام يابانية، أن الرئيس السابق لشركة نيسان، نجح في الهرب من اليابان مستغلا ثغرة أمنية، مشيرة إلى أنه استخدم أحد جوازي سفر فرنسيين يمتلكهما.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية الرسمية "إن إتش كاي"، إن المحكمة التي تجري فيها محاكمة الرئيس السابق لشركة نيسان، كارلوس غصن، سمحت له بالاحتفاظ بجواز سفر فرنسي ثان طالما بقي "في صندوق مقفل" يحمل مفتاحه محامو غصن، فيما كان كبير فريق محاميه، جونيشيرو هيروناكا، قال في وقت سابق، إن المحامين يحتفظون بثلاثة جوازات سفر خاصة بغصن، الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والبرازيلية واللبنانية.
وعلى الرغم من أنه لا توجد بيانات هجرة تظهر مغادرة غصن بشكل رسمي من مطار ياباني، فإن رجل الأعمال متعدد الجنسيات دخل لبنان بجواز سفر فرنسي وفق تقارير إعلامية لبنانية، وبحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
ورغم "هروبه" منذ الاثنين الماضي، يبدو أن المدعون العامون والشرطة أخذوا يستعدون للبدء بتحقيقات حول عملية الهروب الغامضة لغصن، إذ يعتقدون أنه غادر "بطريقة غير قانونية"، وكجزء من التحقيقات المزمع أن تبدأ بها السلطات اليابانية، تحليل تسجيلات كاميرات المراقبة في منزله وأماكن أخرى يشتبه بأن غصن ظهر فيها قبل هروبه.
يشار إلى أنه قُبض على غصن في نوفمبر 2018، بعد اتهامه بعدم الإبلاغ عن تعويضاته المالية وتحويل خسائره المالية الشخصية إلى قوائم شركة نيسان المالية، وتم القبض على كارلوس غصن مع جريج كيلي، عضو مجلس إدارة نيسان وهو مواطن أميركي. وقال المحامي إن كيلي أطلق سراحه من السجن منذ عام لأنه كان يعاني من مشاكل صحية، ولا يزال في طوكيو.
كما دخل غصن السجن في اليابان وأفرج عنه، واحتُجز في البداية لأكثر من 100 يوم. وقد أُطلق سراحه بعد كفالة قدرها 9 ملايين دولار، حيث وافق على شروط صارمة، منها أنه لا يستطيع مغادرة طوكيو مع مراقبة تحركاته، ثم تم اعتقاله مرة أخرى في أبريل 2019، بعد أن أعلن عن خطط لعقد مؤتمر صحافي والتحدث علنًا عن قضيته.
بدورها، فرضت النيابة العامة شرطًا آخر لإطلاق سراحه بعد توقيف أبريل/نيسان، حيث مُنع غصن من الاتصال بزوجته كارول لمدة سبعة أشهر، ولم يتحدث الاثنان لبعضهما طوال هذه المدة.
قد يهمك أيضًا
كارلوس غصن يدفع مليون دولار لتسوية مطالبات التعويض غير المشروع
محكمة يابانية توافق على الإفراج عن غصن بكفالة 4.5 مليون دولار
أرسل تعليقك