عالمة تتمكن من اكتشاف أسلوب جديد لقهر البكتريا
آخر تحديث GMT01:23:55
 العرب اليوم -
الخطوط الجوية في أذربيجان تعلن تعليق رحلاتها إلى 7 مدن روسية الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية كانت تستخدم لتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله عند معبر على الحدود السورية اللبنانية مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين إثر استهدافهم بطائرة مسيرة إسرائيلية في جباليا البلد شمال غزة وسائل إعلام لبنانية تفيد بأن القوات الإسرائيلية شنت قصفاً استهدف ثلاثة مواقع في منطقة البقاع إيقاف حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي عقب هجوم من الحوثيين برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية في اليمن بشكل مؤقت منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان بعد أن قام بمحاصرته "اليونيفيل" تعلن أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المناطق السكنية والزراعية والطرق جنوب لبنان هيئة مراقبة الطيران في روسيا تعلن إغلاق جميع مطارات موسكو مؤقتا تحسبا لهجمات بطائرات مسيرة
أخر الأخبار

عجز الأطباء عن إسعافه وانتشرت الجرثومة في دورته الدموية

عالمة تتمكن من اكتشاف أسلوب جديد لقهر البكتريا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عالمة تتمكن من اكتشاف أسلوب جديد لقهر البكتريا

عالمة تتمكن من اكتشاف جديد لقهر البكتريا
لندن - العرب اليوم

تمكنَّت زوجة وهي عالمة مختصة في وبائيات الأمراض المعدية من إنقاذ حياة زوجها بعلاج ثوري جديد، حيث بدأ توم باترسون يتقيأ، خلال عطلة كان يقضيها في مصر، اعتقد أنه مصاب بتسمم غذائي، لكن الأمر لم يكن كذلك. في الواقع كان مصابا ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وفقط بفضل عزم زوجته وعلاج ثوري جديد تم إنقاذ حياته.

وعرفت ستيفاني، وهي عالمة مختصة في وبائيات الأمراض المعدية، أن زوجها توم باترسون كان يعاني من مرض شديد، كان في تلك اللحظة مستلقيا في غيبوبة مستحثة طبيا، لكنها صدمت حين عرفت أنه من المتوقع الآن أن يموت.

وقررت الزوجة أن تبذل ما في وسعها لإنقاذ زوجها، وكانت فرص الأطباء في إبقاء توم على قيد الحياة تتناقص، حيث انتشرت بكتيريا قاتلة في دورته الدموية، وكانت تلك البكتيريا مقاومة لجميع المضادات الحيوية التي قدمها الأطباء.

وكانت ستيفاني قد قرأت في بعض الأدبيات الطبية أنه، في بعض الأحيان، يمكن للأشخاص في الغيبوبة أن يسمعوا، لذلك قررت أن تسأل توم إذا ما كان يريد أن يعيش.

واعتقدت أنها لن يمكنها إنقاذ زوجها، إلا إذا كان يرغب هو في البقاء على قيد الحياة، وتقول، "لذلك قبضت بيدي على يده وقلت، عزيزي إذا كنت تريد العيش، فأنت بحاجة إلى أن تبذل ما في وسعك. الأطباء لم يتبق لديهم أي شيء. كل هذه المضادات الحيوية عديمة الفائدة الآن، لذا إذا كنت تريد أن تعيش، فعليك أن تضغط على يدي، ولن أترك بابا إلا وسأطرقه"، وبعد برهة من الوقت، ضغط توم على يدها.

وتقول ستيفاني: "لوحت بقبضتي في الهواء، وقلت: هذا رائع"، ثم أطرقت قائلة، " يا إلهي، ماذا سأفعل الآن؟ أنا لست طبيبةً ولا أعرف ماذا أفعل".

التقى الزوجان، وكلاهما من العلماء في جامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة، من خلال عملهما في مجال البحوث المتعلقة بمرض الإيدز. وقاما بزيارة حوالي 50 دولة معا، وغالبا ما كانا يمضيان عطلة من أيام قليلة في نهاية المؤتمرات الأكاديمية، لاستكشاف أماكن جديدة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2015، أسقط هجوم إرهابي طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء في مصر، وعلى الرغم من ذلك قرر الزوجان الذهاب إلى مصر.

وكانت الرحلة رائعة كما توقعوا، وكانت محطتهم الأخيرة في وادي الملوك بالأقصر، حيث قاموا بنزهة ليلية في مركب في نهر النيل، نالوا خلالها وجبة رائعة تحت النجوم.

وعقب عودتهم إلى غرفتهم الصغيرة على متن المركب، بدأ الزوج في التقيؤ، ورغم إعطاء ستيفاني زوجها مضادا حيويا، كانت تصطحبه دوما في سفرها، إلا أنه لم يتحسن بالمرة بل تفاقمت حالته.

وبعد خروجهما من المركب اصطحبت ستيفاني زوجها إلى الأطباء، الذين أجروا له فحوصات بالأشعة المقطعية، فلم يجدوا تسمما غذائيا على الإطلاق، ولقد اكتشفوا خُرّاجا في أمعائه الغليظة يعرف باسم "الكيس الكاذب"، والذي نما حجمه ليصل إلى حجم كرة القدم.

وبفضل تأمينهم الطبي، الذي حصلوا عليه مقابل 35 دولارا قبل الرحلة، تم نقل توم إلى مدينة فرانكفورت بألمانيا، حيث وجد الأطباء أن السبب الأولي للمشكلة كان حصوة، تم طردها من المرارة لكنها علقت في القناة الصفراوية.

ووجد الأطباء داخل الخراج (الكيس) سائلا بنيا غامضا، أشار إلى أن هذا لم يكن عدوى جديدة. وأثناء عملهم لمعرفة ما كان يحدث، بدأ توم في الوقوع في غيبوبة.

وبعد العديد من الفحوصات، عاد الأطباء وقالوا لزوجته:" هذه أسوأ إصابة على هذا الكوكب. هذه هي العدوى التي أغلقت المستشفيات في ألمانيا، وتسمىAcinetobacter baumanniiأو راكدة بومانية.

وفي عام 2017، أدرجتها منظمة الصحة العالمية كواحدة من ثلاث سلالات خبيثة من البكتيريا، التي يحتاج علاجها إلى ابتكارمضادات حيوية جديدة على وجه الضرورة.

ولحسن الحظ، لا تزال هناك بعض المضادات الحيوية التي كانت فعالة في علاج توم، وتمكن فريق فرانكفورت الطبي من تحقيق الاستقرار لحالته.

ونظرا لارتباط الزوجين، عبر عملهما، بعلاقة صداقة مع عدد من الأطباء فقد تمكنا من الحصول على المشورة بشأن حالة توم، واتخذا قرارا بإعادته إلى مدينة سان دييغو بالولايات المتحدة.

وعندما وصل توم، تم اختبار حساسيته تجاه المضادات الحيوية مرة أخرى، وحينها تلقيا خبرا سيئا وهو أن المضادات الحيوية لم تعد مجدية معه.

ولقد كان على الأطباء اتخاذ قرار صعب، وهو إما أن يجروا عملية جراحية لإزالة الخراج، أو محاولة سحب السائل الفاسد من جسمه. لكن الجراحة تقرر أنها محفوفة بالمخاطر، لأنه إذا دخلت البكتيريا إلى مجرى دمه فسوف يصاب بصدمة إنتانية.

لذلك اختار الأطباء سحب السوائل بدلا من الجراحة، وذلك بغرس خمسة أنابيب تصريف في بطن توم.

وتم وضع خطط لنقله إلى مركز عناية مركزة طويلة الأجل. لكن في اليوم السابق لذلك، انزلق أحد أنابيب التصريف أثناء محاولته الجلوس في السرير، ما ألقى بكل العدوى في مجرى الدم، ولقد تعرّض توم لصدمة إنتانية على الفور، وتم نقله سريعا إلى العناية المركزة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي .

وتقول ستيفاني: "منذ تلك اللحظة فصاعدا، انتشرت البكتيريا في كل مكان في جسمه وفي دمه، وليس فقط بطنه. لقد كانت حالته تتدهور يوما بعد يوم"، في هذا الوقت تقريبا، سمعت ستيفاني بالمصادفة زملائها يسألون عما إذا كان قد تم إخبارها بأن توم سيموت، وأنها طلبت منه الضغط على يدها إذا كان يريد العيش، ما لم تعرفه ستيفاني هو أنه في هذه اللحظة كان يهلوس بأنه ثعبان. لكن كيف يمكن أن يضغط على يدها بينما ليس للثعابين أيادي؟

لقد أدرك في النهاية، أنه يمكنه أن يلف جسده بالكامل حول يدها، وحينئذ فقط أعطى تلك الإشارة، وإدراكا منها للحاجة الماسة إلى اتخاذ تدابير، تحولت ستيفاني للبحث بكثافة لدرجة أن البعض اطلق عليها PubMed وهو محرك البحث الخاص بالمكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

وبحثت ستيفاني عبر هذا المحرك عن المقاومة للأدوية المتعددة، والراكدة البومانية أو Acinetobacter baumannii وكذلك عن العلاجات البديلة، فظهرت لها ورقة بحثية عما يسمى bacteriophage therapy أو العلاج بـ "الفيروسات البكتيرية".

وهي فيروسات تهاجم البكتيريا، إنها صغيرة الحجم، أصغر 100 مرة من البكتيريا، وهي في كل مكان، كما تقول ستيفاني، في الماء وفي التربة وعلى بشرتنا. ويقدر أن 30 مليار منها تدخل وتخرج من أجسادنا كل يوم.

وقبل قرن من الزمان كانت هذه الفيروسات محل اهتمام الباحثين، كوسيلة محتملة لعلاج العدوى البكتيرية، لكن الاهتمام بها انزوى بعد اكتشاف الدواء الرائج البنسلين في عام 1928، وكانت الخطوة التالية للزوجة التوجه إلى الإدارة الفيدرالية للأدوية، بمساعدة أحد أطباء توم، الدكتور شيب شولي من قسم الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو، والذي وافق على علاج تجريبي، ولكن كان هناك شرك، من أجل نجاح العلاج ، كان على ستيفاني أن تجد فيروسات تتوافق مع نوع البكتريا التي أصابت توم.

ومع وجود تريليونات الفيروسات على الكوكب لم تكن هذه مهمة سهلة، وعبر الإنترنت تواصلت ستيفاني مع باحثين ومؤسسات بحثية في مختلف أنحاء العالم، للوصول إلى الفيروس المطلوب.

وفي غضون ثلاثة أسابيع، وبفضل طالب دكتوراه كان يعمل في المختبر على مدار 24 ساعة، تم تجهيز مجموعة من 4 أنواع من الفيروسات، وفي تلك اللحظة كان توم على مسافة ساعات من الموت، حيث فشلت رئتاه وكليتاه وزود بجهاز تنفس صناعي، وكان يعطى 3 أدوية للحفاظ على استمرار نبضات القلب.

وتم حقن النوع الأول من الفيروسات في بطن توم عبر أنابيب، في المكان الأقرب للعدوى. وعندما أصبح أكثر استقرارا، تم حقن مجموعة ثانية أكثر فعالية، تم تطويرها في مركز طبي تابع للبحرية الأمريكية، في مجرى الدم.

وبعد ثلاثة أيام، استيقظ توم من غيبوبته، ومع استمرار علاجه، جرى استخدام عدد من الفيروسات، وطورت البكتيريا مقاومة لبعضها. وليس من الواضح تماما أي نوع نجح وأيها فشل، والآن قطع توم ثلاثة أرباع الطريق نحو الشفاء، الذي توقع الأطباء أن يمتد لأربع سنوات.

وكان على توم إعادة تعلم الابتلاع، والتحدث والوقوف والمشي. وغادر المستشفى على كرسي متحرك لأن عضلاته قد ضمرت، لكن لا يزال هناك العديد من العقبات التي يجب عبورها، قبل أن يدخل هذا النوع من العلاجات إلى التيار السائد في مجال الطب.

وهذه الانواع من الفيروسات ليست مثل الأدوية التي تعمل بكفاءة ضد مجموعة متنوعة من البكتيريا، لكنها تعمل بشكل أفضل حين يتم تطويرها خصيصا، لمهاجمة الجرثومة التي أصيب بها مريض بعينه، ما يجعل إجراء التجارب السريرية أكثر تعقيدا. وحتى الآن لم يحدث هذا سوى في حالات قليلة، لكن ستيفاني وتوم أصبحا من دعاة العلاج بالفيروسات البكتيرية فقد كتبا قصتهما في كتاب بعنوان "المفترس القوي"، ويجري تحويله حاليا إلى فيلم وثائقي وآخر سينمائي في هوليوود.

قد يهمك أيضًا

عُلماء يُصنفون سرطان "شيطان تسمانيا" ضمن الأمراض المعدية

الجمع بين المضادات الحيوية ومركّب الفانيليا يقاوم البكتيريا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمة تتمكن من اكتشاف أسلوب جديد لقهر البكتريا عالمة تتمكن من اكتشاف أسلوب جديد لقهر البكتريا



GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 16:57 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إبتكار لقاحاً جديداً للوقاية من بكتيريا الأمعاء

GMT 23:50 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الإفراط في استخدام الهاتف قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab