لندن ـ كاتيا حداد
يُحذّر بعض إرشادات سلامة الدواء قبل تناوله من "عدم تناول هذا الدواء مع عصير الجريب فروت"، وفسَّرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية السبب إلى أن "الجريب فروت" قادر على التأثير على عدد كبير يصل إلى 53، من الأدوية التي تتناولها فيفقدها مفعولها، ويجب توخّي الحذر بعدم تناولها مع العصير الحمضي.
وأوضحت الصحيفة أن "الجريب فروت" يحتوي على مركب يتداخل مع إنزيم في الأمعاء الدقيقة، وهو المسؤول عن التأثير على فعالية نصف الأدوية تقريبا، وعلى العكس يمكن للفاكهة الحمضية أن تزيد من فعالية بعض الأدوية من خلال التأثير على مدى امتصاص جسمك لها.
وتشرح إيما هاميت، ممرضة ومساعدة الإسعافات الأولية من منظمة "First Aid For Life" في مقال نشرته صحيفة "Hippocratic Post"، كيف يمكن لـ"الجريب فروت" أن يؤثر على فعالية الأدوية، ومتى يجب توخي الحذر.
تقول هاميت إن "الجريب فروت" يمكن أن يؤثر تأثيرا خطيرا على عمل الأدوية بأجسامنا، وبخاصة بعض الأدوية الشائعة لارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام ضربات القلب، أو الستاتين لتقليل الكوليسترول، أو فيكسوفينادين لعلاج الحساسية مثل حمى القش، وتضيف يمكن أن يختلف مدى التفاعل باختلاف الشخص، والدواء وكمية عصير الجريب فروت الذي تشربه أو الفاكهة التي تتناولها.
وأوضحت أن شرب الكثير من عصير "الجريب فروت" يؤدي إلى زيادة فرصة دخول الدواء إلى مجرى الدم، على سبيل المثال، إذا كنت تشرب الكثير من عصير "الجريب فروت" جنبا إلى جنب مع بعض أدوية الستاتين (التي تستخدم لخفض الكوليسترول)، فإن جرعة كبيرة من الدواء يمكن أن تدخل إلى مجرى الدم وتستغرق وقتا أطول للتمثيل الأيضي، وبالتالي تبقى في جسمك لفترة أطول دون امتصاص، كما أن زيادة الجرعة في مجرى الدم تزيد من خطر تلف الكبد والعضلات ويمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي.
ويحتوي "الجريب فروت" على مركب يدعى "furanocoumarin" الذي يمنع إنزيما حيويا في الأمعاء الدقيقة المسؤولة عن امتصاص ما يقرب من نصف جميع الأدوية، حيث يتم تحليل العديد من الأدوية بمساعدة إنزيم حيوي يدعى CYP3A4 في الأمعاء الدقيقة، وكثيرا ما تعوق مركبات الفورانوكومارين الموجودة في "الجريب فروت" عمل إنزيم CYP3A4، وبدلا من أن يتحلل، يدخل المزيد من الدواء الدم ويبقى في الجسم لفترة أطول.
وأشارت هاميت إلى أن كمية إنزيم CYP3A4 في الأمعاء تختلف من شخص لآخر حيث إن بعض الأشخاص تزيد لديهم عدد الإنزيمات والبعض الآخر تقل، لذلك يختلف تأثير عصير "الجريب فروت" من شخص لآخر حتى عند تناول نفس الدواء، كما يمكن لكأس واحد فقط من العصير أن يقلل من إنتاج الإنزيم المعوي الذي ينظم الامتصاص بنسبة تصل إلى 47 في المائة، وغالبا ما يكون لأشجار برتقال النارنج (التي تستخدم في الغالب لصنع مربى البرتقال)، والبوميلوس، والتانجيلوس (وهو تقاطع بين اليوسفي والجريب فروت) نفس تأثير عصير "الجريب فروت".
ويمكن لـ"الجريب فروت" العمل في كلا الاتجاهين، ففي بعض الأحيان يمنع عملية التمثيل الغذائي ويسمح للكثير من الأدوية بدخول مجرى الدم، وفي أحيان أخرى يكون له تأثير معاكس ويقلل من تأثير بعض الأدوية وكمية الدواء في مجرى الدم.
وأوضحت هاميت أن شرب عصير "الجريب فروت" مع دواء Fexofenadine (عادة ما يؤخذ للحساسية)، يقلل من فاعليته، ويتأثر دواء Fexofenadine أيضًا بعصير البرتقال أو التفاح، لذا فإن الإرشادات على الدواء تحذر بعدم تناوله معهما.
ويحدث هذا التأثير المعاكس بسبب عصير "الجريب فروت" الذي يؤثّر على بروتينات معينة في الجسم تعرف باسم ناقلات الأدوية، هذه البروتينات تساعد على نقل الأدوية إلى خلايانا من أجل امتصاصها فعندما يتم ابتلاع الأدوية، عادة ما يتم استقلابها عن طريق إنزيمات وتمتص باستخدام ناقلات في الخلايا الموجودة في الأمعاء الدقيقة، وفي العموم فإن فاكهة "الجريب فروت" هي خيار صحي، مليء بفيتامين ج، لكن يجب أن يكون طبيبك أو الصيدلي أو مقدم الرعاية الصحية قادرا على تقديم النصح عندما يتعلق الأمر بتناول الأدوية أو اقرأ نشرة الإرشادات المصاحبة للعقاقير لمعرفة ما إذا كان عصير "الجريب فروت" يؤثر على مدى فعاليتها.
أرسل تعليقك