عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل
آخر تحديث GMT05:15:18
 العرب اليوم -

عباس بيضون يتنفس القصيدة في"كلمة أكبر من بيت"و إيغال في الجمال والألم و الأمل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عباس بيضون يتنفس القصيدة في"كلمة أكبر من بيت"و إيغال في الجمال والألم و الأمل

الشاعر الصديق عباس بيضون
 روما - دلال قنديل

عباس بيضون يتنفس القصيدة
"كلمة أكبر من بيت" إيغال في الجمال والألم وزراعة وهم الأمل
هل حقاً"الحقيقة كانت من أولى خسائرنا ؟"
"أكتب لأني أتنفس لأني أعيش، لا لأتنفس او اعيش."
"الكتابة عادة بيولوجية تأتي من تلقائها بلا مسّوغات أو شروط مرافقة او مسّبقة لولادتها، ليست وحياً ،ليست داخلية بالكامل ."
ترافقني عبارات الشاعر الصديق عباس بيضون كلما تلقيت بفرح جديد نتاجه الغزير.بتلقائيته وعفويته وتواضعه.
عمقه الفلسفي وثقافته الموسوعية بروح التمرد التي عايشناها طوال سنوات عمله الصحافي تمنح النص حيوات لا تتكرر ، كلما قاربناها وجدنا فيها دهشة تهز ركودنا.
ليس الشعر ثرثرةتستجلب ارواحنا وتدور بها في عوالم سفلية قاهرة وساحرة خلاقة.
"ثرثرة"
القصيدة الاخيرة في ديوانه الجديد:
"لنترك هذا الجسد يتابع
الثرثرة المستمرة في داخله
بدون أن يسمعّها
لنترُكها تتكدس في نفسها
ولا يكون لها مع ذلك حجمٌ
إنها تتجه الى الأسفل
ولا شيء سوى غرقٍ على غرق"
رغم الغرق والعتمة والبؤس كصور مرافقة لبيروتنا المندثرة، متحفز للشعر عباس بيضون ، متلبساً القصيدة بصوته الهادر الذي يبطن المغزى بتلك النبرة المفتوحة دون قفلة في الأداء ، يرمي علينا شعره كمن يحاكي الشجرة والبحر والسماء.
" مستعدٌ لأن أكون شجرة
وأن أكون أخضرَ على الأغصان
أصفر شمسياً في السرير
وأن أشتري بمثقال ضجرٍ يوميّ
ربعَ الحياة"
يتنقل بين الذاكرة واليومي والمتخيل بخفة كرمشة عين   "أربعُ رمشاتِ عيون" احدى قصائده ال 44 في ديوانه الأخير "كلمة أكبر من بيت" الصادر عن دار هاشيت انطوان / نوفل بصفحاته 93 من الحجم المتوسط.
تتأتى القصائد من الخارج لتصهره برونق الداخل وعمقه.
قصائده كعادته ليست وليدة المعاش ولا تخرج عن سياقه أيضاً.تحملنا الى الرؤية خلف الرؤية للاشياء كما تتراءى للشاعر بأعين مفتوحة .
تعصف القصائد بنا كالريح تحملنا عالياً وترمي شذرات تبقى معلقة عن الموت والصمت والفقد والحب والسفر والغياب والبحر، ليس الموضوع إشكالياً ، فرادة عباس بيضون بإعادة تشكيل يومياتنا قصائد مدهشة هي السحر في شعره.
"عطلة"
" رسائلُ تحت جِلدي
وكلمةٌ كبيرةٌ تغلّفني
إنه الصمت الذي بيني وبين العالم
ثمة دقائقُ قد تتحول ندوباً
مع ذلك قد يكون الأمر مجرّد كتابة".
يثير فينا النوازع من خزائنه  وسريره وكتبه وحبة دوائه، لتصبح موضوعاً جمالياً خالصاً. قدتبدو قصائد الديوان قريبة من اسلوب ديوانه الاخير
" الحياة تحت الصفر" لكن تنوع الموضوعات الشعرية يجعله خلطة سحرية جذابة لكشف المترائي في الفكرة التي تتلبس القصيدة.
" ثمة وقت وراء الباب
النهار الذي ذبل لم ينته
ولم يخرج من الغرفة
القمصان الملقاة على السرير
لم تعد في لونها
كانت ساعة المساء
وهي تحتاج الى نوم الاحذية".
نشتم رائحة الوباء في قصيدة " وصفة"
"وصفةٌ طبيةٌ توسوسُ حولي
في هذه الغرفة التي دخلتُها من دون موعد
شيءٌ كالوباء يتكلمُ بأحرفٍ كبيرة
بعناوين كثيرة وتواريخ
على الجدران التي تلبُسني كجورب".
يحاكي الصمت بتجاوزه بتوالي القصائد وتنوع موضوعاتها.
في مطلع الديوان قصيدة "لنقل إنّه المطر"
"ما وقع لم ندرِ ما هو
لكنها السنة الثالثة بدون أن يكون هناك زمن
فقط عددٌ هائلٌ من فوقنا
صمتٌ أحاديٌ يسقف العالم".
يسكن العالم عباس بيضون بشعره، يبتعد عن محاكاة وطن سقط في الحساب.يخرج الشاعر من الرثاء بالأمل
"زراعة الامل"
حقيقة الشعر التي تتوالد بالاوهام.يقول:
" المدينة توقفت هنا
النارُ أيضاً
صورٌ كثيرةٌ سقطت عن الحدود
لكن المحترِقين مازالوا في الخارج
حيث تتأمّلهم السيّارات المتوقفة
والخبزُ المحفوظُ في الصناديق
الموت مع عيد الميلاد في الكيس
جنبَ أقدار عالقةٍ في السلسلة
لقد بدأ اليوم بهذه الأقزام
ولم تعد هناك فرصة لمبادلة الملائكة بالسيّاح
او شتلِ الفقراء على طول الحدود
لم يعد ممكناً زراعة الأمل"
تطل بيروت المتشظية في الديوان يلامسها عباس بيضون بروحه الهائمة فوق طبقاتها بزلزالها الذي دمر فينا ما لا يمكن إعادة ترميمه.
" الانفجار"
"الانفجار كان رثّاً ومهلهلاً
وترك أسمالاً في كل مكان
لقد ظَهر وجِلدُه يتساقط
ولا يزال يمتلىء حروقاً
تداعت المنازل حولَه كالأقفية
المبنى الوحيد الذي بقي
انتصب بلا كتفين على البحر".
يتركنا الديوان معلقين بسلسلة شعر لا تحسن إستخدام نقاط الوقف او الفصل بين الجمل والمساحات والمسافات.
كلما وردني جديد من نتاجه أستقبله بفرح الدهشة الاولى لنبض مازال يأتي خلف الرماد وأستعيد بعضاً من عباراته لي ذات الوقع العميق في نفسي "انتهيت من رثاء لبنان.هذه ايضا لعبة اخرى.نتساءل الى اين انتهت هذه اللعبه؟ اذ لا نعرف ما الذي كان حقيقياً في كل ذلك.اظن ان الحقيقة كانت من أولى خسائرنا. كان ذلك سطحياً وضحلاً لدرجة اننا استمرأناه.الآن لا نجد شيئاً في ايدينا.الآن نجد فقط ما تساقط منا وهو ايضاً فارغ وبدون قرار.لقد أورثنا  هذا التظاهر الذي لم نكن بحاجة الى تصديقه.لم يكن هناك مكان للتصديق.ليس سيئاً أن لا نحتاج الى ذلك.لم يكن التصديق شرطاً ولاطرفاً.يمكن ان نوجد بدونه.الوجود ممكن بلا حقيقة."
ونحن نقلب صفحات ديوانه يراودنا أن الشعر والادب ربما هماالحقيقة الوحيدة المتجلية  ككلمة رثاء للأوطان.
*دلال قنديل إعلامية وكاتبة لبنانية مقيمة في إيطاليا

عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

بيت الشعر والعمود والقصيدة مفردات من أصل الحياة العربية

قصيدة لفتاة سورية ىتُثير تساؤلات حول كفاءة نظام التعليم في بريطانيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 20:53 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
 العرب اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
 العرب اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أمينة خليل تكشف بداياتها الفنية وصعوبات دورها في "شقو"
 العرب اليوم - أمينة خليل تكشف بداياتها الفنية وصعوبات دورها في "شقو"

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما

GMT 01:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ما عدا ذلك فى ليبيا

GMT 22:03 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس الأمن يحذر من محاولات تفكيك أو تقليل عمليات الأونروا

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 11:52 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى علوي تعلن انتهاء تصوير "المستريحة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab