موقان في الجزائر أقدم مكتبة في أفريقيا
آخر تحديث GMT13:48:15
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

عادت بثوب جديد لتكون أشبه بمركز ثقافي

"موقان" في الجزائر أقدم مكتبة في أفريقيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "موقان" في الجزائر أقدم مكتبة في أفريقيا

مكتبة موقان
الجزائر - العرب اليوم

يُصّرُ العاملون في مكتبة موقان على أنّها الأقدم في أفريقيا، وليس فقط في المغرب العربي، ولا تقارن بمكتبة الإسكندرية التي شُيدت في القرن الثالث قبل الميلاد، وتوافقهم الرأي مُسيرة مكتبة موقان، السيدة سهيلة لونيسي، وتدلّل على ذلك بأن مكتبة الإسكندرية التي تأسست قبل الميلاد انتهت قبل الميلاد، وكانت تعرف باسم مكتبة الإسكندرية الملَكية أو المكتبة العظمى، أكبر مكتبات عصرها، هذا صحيح - تقول السيدة لونسي - لكنّها احترقت وانتهت حياتها عام 48 قبل الميلاد، وأعيد بناؤها عام 2002 باسم مكتبة الإسكندرية الجديدة على أنقاض مكتبة الإسكندرية القديمة، فتعد مكتبة حديثة مقارنة بمكتبة موقان، التي أسسها المعمر الفرنسي ألكساندر موقان عام 1909. وسبق له أن أسّس مطبعة موقان عام 1857، والمكتبة شيّدها لابنته التي كانت شغوفة بالمطالعة، وتسلمتها ابنتها، حفيدته شونتال لوفافر، آخر مديرة فرنسية للمكتبة، وتوفيت في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.

وكانت المكتبة قد تعرضت للسرقة عام 2008، ولم تستطع صاحبتها شونتال لوفافر تحمل الخسائر، فأغلقتها. وبعد وفاتها عيّنت الحكومة الجزائرية السيدة سهيلة لونيسي مسيرة لشركة موقان، بحكم قضائي بالغرفة التجارية بمحكمة البليدة عام 2015. وذلك للحفاظ على الإرث الثقافي، وإبقاء العاملين بالشركة، وعددهم 35 عاملاً يعيشون من دخلهم من مطبعة موقان.

وقالت السيدة لونيسي، لـ«الشرق الأوسط»، كان التحدي كبيراً لإعادة المكتبة للحياة مجدداً، «فعندما دخلتها كانت الأتربة تغطي كراتين الكتب ورفوف المكتبة، كانت تشبه مخزناً مهجوراً منذ أمد طويل». وبمعية 35 عاملاً بالمطبعة تمكنت السيدة لونيسي من رفع التحدي بنفض الغبار عن أقدم مكتبة في المغرب العربي - وفي أفريقيا حسب العاملين فيها - وافتُتحت في يناير (كانون الثاني) 2019، الذكرى 110 لتأسيسها. حضر حفل الافتتاح السفير الفرنسي لدى الجزائر ومثقفون جزائريون ورواد المكتبة من سكان البليدة، وما زالت المطبعة والمكتبة ملكية لعائلة موقان حتى اليوم.

عادت مكتبة موقان بثوب جديد للحياة، فلم تعد فقط لبيع الكتب، شأن المكتبات الأخرى، بل أصبحت أشبه بمركز ثقافي، بعدما حدّدت السيدة لونيسي أياماً لأنشطة ثقافية، السبت «منتدى موقان الثقافي» تستضيف فيه مثقفين لتقديم كتب لهم طبعتها مطبعة موقان، لتعريف القراء بالمنتج الثقافي الجديد، كما تستضيف شعراء وأدباء ومفكرين لإلقاء محاضرات وأمسيات شعرية وسرد قصصي. وخصّصت بعد ظهر الثلاثاء لأنشطة الأطفال، لأنه عطلة لتلاميذ الابتدائي، تلك الساعات من الواحدة إلى الخامسة مساءً يمارس الأطفال أنشطة مختلفة، مثل تعليم اللغات، والأشغال اليدوية، والرسم، إلى جانب قص حكايات، تحكيها الحكواتية السيدة زهرة، التي قالت: «حالياً أنا معلمة متقاعدة، أحب الأطفال كثيراً، لذا تطوعت في مكتبة موقان، أحكي للأطفال الحكايات الشعبية، وأقرأ لهم قصص الأطفال، أعمارهم دون التاسعة، يُحضرهم أولياؤهم بعد الظهر، ويأخذونهم قبل الخامسة، تلك الحكايات والقصص تغرس قيماً أخلاقياً واجتماعية في نفوس الأطفال»

وأوضحت السيدة لونيسي أنّ كل تكاليف الأنشطة الثقافية للكبار والصغار تتحملها مكتبة موقان، والمعلمات والمربيات متطوعات، يُقدّمن عملاً خيريّاً برضا خاطر. وقالت باعتزاز: «كان المؤسس لهذا الصرح الثقافي السيد ألكساندر موقان، وقدم جريدة (التل) النصف شهرية مجاناً للبليديين، عندما كان يلصق أوراق الجريدة على زجاج نوافذ وباب المكتبة ليقرؤوها من دون شرائها، فنحن اليوم نقدم مجاناً تعليماً للطفل، لأنه قارئ المستقبل ومثقفه، لذا نركز نشاطنا على الطفل». وأوضحت: «بدأت ورشات الأطفال في أبريل (نيسان) 2019. ندعوا الأولياء لإحضار أولادهم لمكتبة موقان، ونحن نرعاهم ثقافياً، ومتوسط حضور الأطفال 15 طفلاً، يتغير بعضهم كل ثلاثاء، وبعضهم يواظب على الحضور، وقد تكونت لهم علاقة دافئة مع مكتبة موقان».

تقع مكتبة موقان وسط مدينة البليدة (50 كيلومتراً جنوب الجزائر العاصمة)، تحتل ناصية شارعين، مقابل «ساحة التوت» الاسم القديم للساحة إبان الاستعمار الفرنسي، وأصبحت «ساحة أول نوفمبر» بعد الاستقلال.

عائلة موقان من «المعمرين الفرنسيين» بالجزائر، حاولت مساعدة السكان ثقافياً لمن يقرأ منهم حينذاك، فأصدر ألكساندر موقان جريدة نصف شهرية بعنوان «التل» عام 1864. كان يلصق صفحاتها على زجاج المكتبة الخارجي ليتمكن المارة من قراءة الأخبار والمقالات، واستمرت بالصدور حتى عام 1964، إلى أن أمرت السلطات الجزائرية بتوقيف الجريدة، وأغلقت بالذكرى المئوية لتأسيسها، وقام ألبير بولانجي ابن ألكساندر موقان بجمع أعداد جريدة التل خلال قرن في مجلدات، وقدمها هدية إلى مركز البحوث، لتكون وثيقة تاريخية في متناول المؤرخين، فقد أرخت لأحداث عاشتها الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي (1830 - 1962)، لذا تكتسي تلك المجلدات أهمية تاريخية.

عندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 كانت عائلة موقان من أصدقاء الثورة، ولم تغادر الجزائر بعد الاستقلال، حتى في سنوات عشرية الإرهاب في تسعينات القرن الماضي بقيت عائلة موقان في البليدة تمارس عملها في إدارة مطبعة ومكتبة موقان.

ألكساندر موقان مؤسس المطبعة والجريدة والمكتبة بقي على رأس عمله 59 عاماً وتوفي 1916. وتسلم ابنه إدارة المطبعة، وابنته إدارة المكتبة، التي ورّثتها لابنتها لوفافر.

الزائر لمؤسسة موقان يلاحظ أن المكتبة تتكئ على جدار المطبعة في مبنى فرنسي قديم، أمامه قناطر، تسقف رصيف المكتبة، وتطل على ساحة التوت الشهيرة، التي يرتادها البليديون في أيام الصحو، واعتادوا على زيارة مكتبة موقان بحثاً عن الكتب الجديدة، كما قالت السيدة زبيدة، وهي أستاذة في جامعة البليدة: «نرّوح عن أنفسنا بساحة التوت، وبجوارنا مكتبة موقان، نشتري الإصدارات الجديدة، سواء للكبار أو للأطفال».

والمطبعة التي كانت تطبع دفاتر مالية ومحاسبة وفواتير ووثائق عند تأسيسها 1857. أصبحت اليوم تطبع إلى جانب ذلك الكتب، وبكل اللغات، أكثرها بالعربية والفرنسية والإنجليزية والصينية والإسبانية. تطبع سنوياً ما لا يقل عن 50 عنواناً، ولكل عنوان 1000 نسخة، تأخذ مكتبة موقان حصة منها لتبيعها، وقالت لونسي: «إن منتدى موقان يُعرف القراء على الكتب الجديدة، وننشر ملخصات من تقديم الكتب على موقع مكتبة موقان ووسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام) و(فيسبوك) و(تويتر) لتعريف القارئ على الجديد، وهو ما نقوم به أيضاً لزوار المكتبة، فنعرض لهم الإصدارات الجديدة، وننصح الزائر بالكتب التي يبحث عنها».

وتبقى مكتبة موقان برفقة المطبعة شاهداً على عصر عزّ فيه الكتاب، وكانت شمعة تنير الظلام

قد يهمك أيضا:

مكتبة الإسكندرية تنظم محاضرة تحت عنوان "الإسكندرية المركز الجديد"

الجمعية الدولية للوقاية من أورام الثدي تطلق الحملة القومية لمكافحة المرض

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقان في الجزائر أقدم مكتبة في أفريقيا موقان في الجزائر أقدم مكتبة في أفريقيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab