أكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أهمية التمسك بالهوية العربية لنجاح وتميز الإعلامي، وواقع المحتوى العربي على شبكة الانترنت.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت الثلاثاء، في أبوظبي تحت عنوان "الهوية الثقافية في الخطاب الإعلامي" ضمن فعاليات برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة بنسخته الثالثة التي تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي.
وأشارت إلى حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على الارتقاء بواقع اللغة العربية، وتسريع وتيرة إنتاج محتوى علمي ومعرفي عربي يعكس الإرث الحضاري والثقافي للمنطقة، والتي كانت مصدراً للعلوم والمعرفة وأحدث الابتكارات، حيث تجسد هذا الاهتمام بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإصدار "تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية" ليكون أساساً ننطلق منه لمعرفة التحديات، والمساهمة في وضع الخطط والاستراتيجيات التي تمكننا من تطوير أساليب مبتكرة لنشر اللغة العربية على نطاق واسع في كافة القطاعات العملية والثقافية والمعرفية.
ويُشارك في البرنامج الذي ينظمه مركز الشباب العربي برعاية وتوجيهات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مركز الشباب العربي 100 شاب وشابة من دولة الإمارات وعُمان والمغرب والعراق والأردن والسعودية وتونس وسوريا وجزر القمر والكويت والجزائر والسودان واليمن والبحرين وموريتانيا ومصر وفلسطين ولبنان وليبيا.
وقالت نورة الكعبي، الهوية العربية ليست مظهراً خارجياً فقط، بل هي سمات أخلاقية وصفات إنسانية لطالما تميزت بها منطقتنا التي كانت مهداً للحضارات الإنسانية والديانات السماوية، ولدينا الكثير من الإنجازات التي تجعلنا قادرين على التواصل مع الثقافات الأخرى لنقل تراثنا الحضاري والإنساني العريق من خلال مواكبة التطورات الجارية حول العالم واعتمادها في كافة المجالات .
وأضافت: "نعتمد في ذلك كل ما هو إيجابي من ابتكارات وتوجّهات عالمية ونحرص على توافقها مع بيئتنا العربية والإماراتية، خصوصًا وأن دولة الإمارات تشكل ملتقى للتنوع الثقافي باحتضانها مقيمين من حول العالم يثرون ثقافتنا ويستمدّون منا غنى ثقافياً ينشرونه في دولهم".
وقالت: "تراجع اللغة العربية وعدم قدرتها على مجاراة كمية المحتويات التي تنشر باللغات الأخرى تتطلب منا جميعًا العمل معًا لمعالجتها، وابتكار أساليب سهلة للإلمام بها وتعلمها ابتداء من المدارس ومرورًا بالجامعات ووصولاً إلى المؤسسات العلمية، إلى جانب التركيز على أدوات تواكب عصر الانفتاح المعلوماتي ونشر المحتوى بالطرق الحديثة بدل الاعتماد على الوسائل التقليدية".
وأضافت: "ستحملون على أكتافكم مسؤولية تصحيح المفاهيم الخاطئة وإنارة الرأي العام المحلي والعالمي حول قضايانا، فنحن لا نعيش في مكان منعزل عن العالم بل دولة لها دورها الكبير والمحوري على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي، ولذلك لابد لنا من توافر الكوادر القادرة على تمثيل وجهة نظرنا الرسمية والشعبية بطريقة احترافية وبمنتهى الكفاءة".
وأكدت، أن إلمام الإعلامي بهويته الثقافية يمنحه القدرة على الوثوق من نفسه لاستناده إلى خلفية ثقافية راسخة تؤهله لمناقشة مختلف القضايا سواء على النطاق الوطني المحلي أو الإنساني العالمي، ولذلك يتعين عليكم كقادة واعلاميين في المستقبل إدراك حقيقة مهمة، وهي أن حجم تأثيركم الإيجابي مرتبط بمدى عمق ثقافتكم الوطنية واتساع ثقافتكم العالمية، فكلما كنتم ملمين بمعطيات هويتكم الثقافية المحلية كلما كنتم الأجدر لتمثيل وطنكم على مختلف المنصات الإعلامية وأمام الجمهور والمتابعين محلياً ودولياً.
وخلال جلسة حوارية أخرى بعنوان "دور وسائل الإعلام في مكافحة التطرف"، تناول سعادة مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز هداية استراتيجية المركز في مكافحة التطرف والتأكيد على مبدأ التعايش، والتي تقوم على محاور عدة يعتبر الاعلام جزءاً لا يتجزأ منها.
وقال: "مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم ملاذاً للكثير من الجماعات المتطرفة التي تسعى من خلالها إلى نشر أفكارها المتطرفة، وذلك من خلال توظيف طاقاتها عبر هذه الوسائل لاستمالة الشباب وإيهامهم بالوقوف إلى جانبهم في القضايا التي تشغلهم".
وأضاف: "هدفنا في مركز هداية هو توعية الشباب وتحصين فكرهم ضد الأفكار الهدامة، ونعمل في هذا الإطار وفق خطة استراتيجية تقوم على إجراء البحوث، وتبني برامج لبناء القدرات، ومبادرات لتعزيز ثقافة الحوار البناء وإدارة قنوات للاتصال والإعلام لجعلهم عناصر على درجة عالية من المسؤولية تجاه مجتمعاتهم عبر تعزيز انتماءاتهم الوطنية والتوظيف الأمثل لقدراتهم في دفع مسيرة البناء في بلدانهم".
وقال: "يقوم نموذج عملنا على تنمية المعرفة باعتبارها ركيزة أساسية في التصدي لخطابات العنف والكراهية، حيث نتبنى في هذا السياق برامج لتطوير مهارات التفكير النقدي، وتنمية القدرات على تحليل الأفكار وتقييمها في مراحل مبكرة من خلال إشراك الشباب في العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية الهادفة إلى تنمية قدراتهم، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة والايجابية في مختلف القطاعات".
واشتملت أجندة اليوم الثاني من البرنامج في أبوظبي على ورشتي عمل بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في دبي تناولت الصحافة المتنقلة، ومهارات التحدث والتواصل، إلى جانب ورشة أخرى بالتعاون مع شركة اميجنيشن في أبوظبي حول صناعة الأفلام في المنطقة.
ويهدف برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة إلى صناعة أفضل جيل من الإعلاميين العرب عبر إتاحة الفرصة أمام المشاركين فيه للاستفادة من الاطلاع على أفضل الممارسات، والتعرف على أحدث المستجدات من خلال جلسات النقاشية، ودورات تدريبية، وورش العمل يقدمها نخبة من رواد قطاع الإعلامي على المستوى العربي والعالمي.
ونجح برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة منذ انطلاقته في العام 2017 بإعداد وتأهيل وصقل مهارات أكثر من 300 شاب وشابة من طلبة كليات الإعلام في شتى أرجاء الوطن العربي من خلال تزويدهم بالمعرفة وتدريبهم على أفضل الممارسات العالمية بما يعزز التقدم وتطوير قطاع الإعلام العربي.. كما ساهم البرنامج أيضاً بتوفير العشرات من فرص العمل للمشاركين في عدد من المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات والمنطقة العربية.
وينظم مركز الشباب العربي هذا البرنامج بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية الرائدة تضم المجلس الوطني للإعلام و وكالة أنباء الإمارات وهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي و"توفور54" والمكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي والمكتب الإعلامي لحكومة دبي بالإضافة لمؤسسة تومسون رويترز ومدينة دبي للإعلام و"تويتر" و"فيسبوك" و"لينكدإن" و"غوغل" و"يوتيوب" وصحف الشرق الأوسط والرؤية و"ذا ناشونال".
كما يشارك في دعم فقرات البرنامج كل من سكاي نيوز عربية ومؤسسة "بلومبيرغ العالمية" و"سي إن إن" ومجموعة "إم بي سي" ومؤسسة "يورونيوز" ومؤسسة دبي للإعلام ووكالة الأنباء الفرنسية "ايه اف بي" والجامعة الأمريكية في دبي والجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة نيويورك أبوظبي ومؤسسة أبوظبي للإعلام وشركة "إميجنيشن" أبوظبي وشركة "اكسنشر" ومؤسسة هيكل ميديا وهارفارد بزنس ريفيو ومؤسسة "يوتيرن" ووكالة "أبكو ورلد وايد".
قد يهمك أيضا:
"وزارة الثقافة وتنمية المعرفة و"الناشرين الإماراتيين" يوقّعان مذكرة تفاهم
نورة الكعبي تشيد بالعلاقات الإماراتية الصينية وتعتبرها "مثال يحتذى به"
أرسل تعليقك