الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة
آخر تحديث GMT01:33:44
 العرب اليوم -

الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة

الصحّافي ياسر مرتجى
غزة ـ ناصر الأسعد

ظهرت غزة بانتظام في عناوين الصحف على مدى السنوات الـ 11 الماضية، باعتبارها هدفًا لثلاث هجمات عسكرية، وحصار مستمر وكارثة إنسانية. أقل ما تم الإبلاغ عنه كان صرخة جيل كامل يتوسل للحصول على المساعدة.وياسر مرتجى هو صحافي في غزة، من هذا الجيل الذى عاش محصورًا إلى حد كبير داخل الأسوار المحصنة العسكرية، التي تحيط بغزة من جميع الجهات، وهو جيل لا يزال حقه في السفر بحرية وهمًا بعيدًا.

أُصيب ياسر برصاص قناص إسرائيلي الجمعة، بينما كان يغطي مسيرة العودة الكبرى الثانية. أصابته الرصاصة في البطن، وهي المنطقة الوحيدة التي لا تغطيها سترة "الصحافة" التي تحمل علامات واضحة، وتوفي بعدها ببضع ساعات. وقبل أسبوعين من وفاته، كتب ياسر على صفحته على فيسبوك "أحلم في هذا اليوم الذي أستطيع فيه التقاط هذه الصورة من السماء وليس من الأرض. اسمي ياسر مرتجى. عمري 30 سنة. أنا أعيش في غزة. لم أسافر أبداً! "

الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة

حاول ياسر مرارًا التقدم بطلب للحصول على حق السفر خارج غزة، لكن كل محاولة باءت بالفشل. لقد حزن على نطاق واسع من قبل أصدقائه وزملائه، الذين لم تكن الغالبية العظمى منهم مثله، في حياتهم خارج غزة. لقد ولد جيله في الانتفاضة الأولى، وشهد الانتفاضة الثانية، ونجا من ثلاثة هجمات عسكرية إسرائيلية رئيسية على قطاع غزة، وما زال يعيش تحت الحصار، وعلاوة على ذلك، فمن بين المليونين الذين يعيشون في غزة، هناك الثلثان من أحفاد لاجئين من المدن والقرى المجاورة التي دمرت عند إنشاء إسرائيل في عام 1948، وجميعهم ضحايا للحصار الإسرائيلي المستمر الذي حول غزة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.

ويذكر أن  الجمعة الماضي حضر المسيرة، المستوحى من حق عودة هؤلاء اللاجئين، أكثر من 30.000 من المدنيين العزل، الذين نصبوا الخيام على طول الحدود وشاركوا في وسائل بديلة للمقاومة، مثل القراءة والغناء والرقص. في مشهد يذكرنا بالأيام الأولى من ميدان التحرير بالقاهرة، بمصر. والطبيعة اللاعنفية للمسيرة لم تمنع القناصة الإسرائيليين، الذين اصطفوا خلف السياج الأمني، من قتل ما لا يقل عن 16 متظاهراً وإصابة أكثر من 750. ومع ذلك، على الرغم من العدد الكبير من الضحايا، سار الآلاف إلى الحدود الجمعة التالية، فى عرض رائع من التحدي. وقتل ما لا يقل عن تسعة آخرين، ولكن من غير المرجح أن تثني الناس عن الذهاب مرة أخرى الجمعة المقبل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي إنه لا يوجد أناس أبرياء في غزة، مبررًا إطلاق النار بإسرائيل على مدنيين غير مسلحين. وببساطة الفلسطينيون في غزة لا يملكون شيئًا يخسرونه. فلقد حولت عقودًا من الحياة تحت الحصار والاحتلال الأرض إلى منطقة كوارث. فكل جانب من جوانب الوضع الذي لا يطاق في غزة، والذي أدى إلى هذا الاحتجاج، كان يمكن تجنبه لو أجبر العالم إسرائيل على احترام حقوق الفلسطينيين والامتثال للقانون الدولي. ومع ذلك، لم تفعل الحكومات الأخرى الكثير من الاعتراف بأن الأبرياء يُعاقبون بشكل جماعي في غزة.

و حان الوقت بالتأكيد لشعب غزة أن يأخذوا الأمور بأيديهم، والمسيرة المستمرة هي تمثيل قوي لتلك الإرادة. ومنظموها هم نشطاء غير منتسبين إلى أي مجموعة سياسية. وحضر الآلاف من الناس من جميع مناحي الحياة، ولم يحملوا سوى العلم الفلسطيني. إنهم متحدون ليس فقط بسبب إحباطهم واليأس وفقدان الأمل، ولكن أيضًا في رغبتهم القوية في العيش حياة كريمة، فالرغبة قوية لدرجة أن الخوف من الموت لا يردعها.

أما ياسر، فقد تحقق حلمه الذي دام 30 عامًا في مغادرة غزة ؛ قد تركها إلى الأبد، ولكن دون رؤية أي مكان آخر في العالم. لقد ترك وراءه مليوني شخص سيواصلون مشاركة حلمه، لكن إلى متى؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 22:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 6 جنود في جنوب لبنان
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 6 جنود في جنوب لبنان

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab