إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية

طهران العراق
طهران ـ مهدي موسوي

كشف محمد، مصمم الجرافيك البالغ من العمر 28عامًا,و الذي عمل لمدة أربعة أشهر في إيران، أن الحياة هناك تشبه" سمكة في بركة مياه متقلصة سريعًا، تحت الشمس الحارقة في وسط الصحراء"، مشيرًا إلى التحديات البيئية الخطيرة في البلاد، فهي تعاني من أسوأ جفاف في التاريخ الحديث، مع نقص المياه وتكرار انقطاع الكهرباء التي تتسب في انقطاع الإنترنت، وتوقف المصاعد وتعطل تكييف الهواء في درجة حرارة 40 درجة مئوية، وحتى أن السلطات في طهران تفكر في تقديم ساعات العمل صباحًا، لتبدأ من الساعة 6 صباحًا وحتى الساعة 2 مساءً، لمساعدة العمال على التأقلم.

إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية

الحريات الاجتماعة والضغط السياسي
وأشار محمد، الذي يعتمد على معاش والده للعيش ,إلى أزمة أوسع، يقول إنها خلقت شعورًا باليأس يتخلل المجتمع الإيراني، الذي لم يشهد سوى القليل من التقدم  منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.

ويوجد مجموعة من العوامل تتراوح بين المظالم الاقتصادية، واختفاء الحريات الاجتماعية والسياسية، وتزايد العقوبات، وضعت البلاد تحت ضغوط غير مسبوقة، وسيتفق العديد من الإيرانيين مع محمد على أن البلاد تواجه لحظة محورية، ويقول "الناس يائسون للعثور على مخرج، إذا كانت الحرب، فلتكن، ولكن بسرعة، إذا تم التوصل إلى اتفاق، فيكون سريعًا، إذا تغير النظام، يتغير ولكن سريعًا ".

وأدت أسابيع من الاحتجاجات المتفرقة في أنحاء البلاد بسبب ندرة المياه، والرواتب غير المدفوعة، وانخفاض قيمة العملة، بالإضافة إلى الضغوط المتصاعدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تريد أن تتوقف جميع الدول عن شراء النفط الإيراني بحلول 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، الضغوط على الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه بطة عرجاء لأنه يثبت أنه غير قادر على محاربة المتشددين ومتابعة أجندته، وأحد التعهدات التي أعلنها، الصفقة النووية لعام 2015، والتي ألغاها ترامب بانسحابه منها  في مايو/ آيار الماضي.

وتشهد  إيران موجة غلاء غير مسبوقة ، وبخاصة السلع المستوردة، التي تعتمد على الدولار، وبلغ الريال الإيراني أدنى مستوى له على الإطلاق، وبدأت الشركات الأجنبية في الانسحاب من إيران على نحو متزايد؛ لأنها تخشى الإجراءات الأميركية التي ستجعل من الصعب على أشخاص مثل محمد العثور على وظائف، ويقول " كل الناس من حولي يفكرون في الهجرة، طريقي الوحيد للفرار هو طلب تأشير، لكن التكاليف مرتفعة، كما لا يمكنك العثور على مواعيد للحصول على التأشيرة بسهولة".

إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية

إيران نحو الهاووية
وأُثيرت أجراس الإنذار بشأن مشكلات البلاد المتجهة نحو الهاوية السياسية والاقتصادية وحتى البيئية، حيث يخشى المحللون من تجاهل التحذيرات، ويقول صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، إن الوضع أصبح سيئًا للغاية لدرجة أن الناس لا يرون أي ضوء في نهاية النفق، مضيفًا "في أي وقت من الأوقات قبل هذه، كان لدينا الكثير من الألم، والكثير من القلق، والكثير من اليأس بشأن مستقبل البلاد، وحتى هذا المستوى من اليأس، لم يكن موجوداً خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية، على الرغم من جميع المشاكل التي حدثت خلال الحرب، والتقنين، كان هناك أمل؛  لأن الناس كانوا يعتقدون أن الحرب ستنتهي في يوم من الأيام، لكن المشكلة الآن هي أن يكون هناك مرض لا يتم الشفاء منه".

ويضيف زيبكالام أن المجتمع الإيراني أدار ظهره لكل من المحافظين والإصلاحيين، حيث لا يرى الناس أي احتمال للمصالحة مع الولايات المتحدة، وهو يعتقد أنه إذا، أو بالأحرى عندما يزداد الوضع سوءً، فسيتعزز المتشددون، وهذا يعني أن "الجزء غير المنتقى من المؤسسة سيحصل على مزيد من السلطة".

و يقول علي أنصاري، أستاذ التاريخ الإيراني في جامعة سانت أندروز، إن نتيجة الوضع الحالي ستكون شيئًا أقرب إلى الحكومة العسكرية، ويضيف "إن ما يحدث في إيران ليس شيئاً من أجل الديمقراطية، فالناس لا يهتفون للديمقراطية، بل إن الناس يرددون الماء والخبز"، مشيرًا "في العام 2009، إذ الاضطرابات بعد الانتخابات، كان الناس يقولون" أين هو تصويتنا؟ "لقد انتهى الأمر، ما يحدث الآن هو حديث أكثر جوهرية للجسم السياسي للبلاد، والذي هو أكثر وجودية".

التفاؤل يتلاشى واليأس ينتشر
ويضيف أن التفاؤل الذي ساد في مرحلة ما بعد الثورة، والذي ساعد الناس على خوض الحرب العراقية الإيرانية، قد أفسح المجال لحالة من اليأس، حيث أصبحت الموارد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مستنزفة.

وفقدت العملة الإيرانية بثبات قيمتها مقابل الدولار، منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وأثار روحاني التوقعات عندما أصبح رئيساً في 2013، لكنه لم يستطع تقديمها، كما يقول أنصاري.

ويشعر الإيرانييون ، باليأس، ويصف سام، وهو محاضر جامعي عمره 26 عامًا من شيراز، محنة إيران بأنها "السكين التي تصل إلى العظم"، وهو مثل فارسي يعني القشة الأخيرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية إيران على صفيح ساخن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab