برلين ـ وكالات
ظل الألمان ولسنوات طويلة يستعملون الزعتر البري على أساس انه نوع من التوابل التي تزيد الطعام طيبة، لكنه أصبح اليوم من العناصر التي تدخل بعض أنواع العقاقير منها لمعالجة السعال والزكام وغيره وبعض الالتهابات، وذلك استنادا الى مثل شعبي يقول" لن يدخل الزكام بالتأكيد البيت الذي يضع في مطبخه حزمة زعتر" وهذا صحيح فخلال فصل الشتاء لا تخلو الكثير من البيوت من الزعتر البري على شكل شاي لمكافحة السعال والاصابة بالبرد.
تنمو عشبة الزعتر في مناطق الشرق الاوسط لكن وقبل قرن من الزمن احضروه معهم الرهبان الاوروبيون الذين كانوا يزورون أديرة في المنطقة وزرعوه في حدائق أديرتهم، ما جعله ينتشر في أوروبا وأيضا في المانيا. مع ذلك لم يستخدم كعلاج لبعض الحالات المرضية بل كان يوضع تحت صور القديسين بسبب الرائحة الطيبة التي تنبعث منه. بعدها اكتشفوا فائدته الصحية فاستخرجوا منه أنواعا من الزيوت ما جعله يعتبر عشبة شفاء، واليوم يتم تناوله لمعالجة الربو والنزلات الصدرية وحالات معينة من التهاب الكلى والمثانة وأظهر نتائج جيدة جدا. ويستعمل الزعتر أيضا للغرغرة عند إصابة الحنجرة بالتهاب ويخفف من آلام الحلق التي يكون سببها التهاب اللوزتين او الحنجرة. كما وان له تأثير إيجابي جدا على المعدة اذا ما اصيبت بعسر هضم ويسهل عملية هضم الطعام المدهن والثقيل، ويساعد عند الاصابة بالسعال في التخلص من البلغم ويزيل التشنج.
وخارجيا يستعمل زيته للحمام لمحاربة أمراض نزلات البرد وكحمام بخار للاستنشاق عند الاصابة بالسعال والزكام والتهاب الجيوب الأنفية، وأصبح يصفه أطباء الصحة اليوم من اجل طرد المواد المخاطية من الجسم وتقوية الصدر والرئتين. ومؤخرا أصبح يدخل الى بعض العقاقير التي تساعد على التخلص من السوائل في الجسم، أو يشرب كشاي من أجل تخفيض الحرارة. وفي المطبخ يستخدم البعض الزعتر البري كنوع من البهار يرش على اللحم المدهن المشوي كي يخفف من حدة الدهون. كما انه فاتح للشهية ويزيد من الوزن لمن يرغب ذلك لانه يساعد على الهضم وامتصاص المواد الدهنية، الا ان كثرة أكله قد تسبب الامساك. ويعتقد ان الزعتر اذا ما أكل مع الزيت في الصباح فانه يقوي الذاكرة.
والزعتر له تاريخ قديم جدا، اذ اكتشف مفعوله الفراعنة فاستعملوه كمطهر عند تحنيط الموتى واحرقوه خلال طقوسهم الدينية كي تفوح الرائحة الطيبة في الاجواء. وقدمه اليونان القدماء والرومان قرابين لالهتهم، فجففوا غصونه واحرقوه خلال طقوسهم الدينية، وكانوا يعتقدون ان رائحته الزكية تمنح عامة الشعب القوة والعزيمة، وكانت غصونه تضاف الى حمامات المحاربين الرومان كي يستحموا فيه ويكسبوا القوة الجسدية قبل ذهابهم الى ساحة الوغى. واليوم يعلق شباب بعض القرى الألمانية على باب الحبيبة غصنا من الزعتر البري بدل الوردة وذلك كرسالة حب لها.
أرسل تعليقك