أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، شركات انتاج، في محافظات رام الله، ونابلس، والخليل، وبيت لحم في الضفة الغربية، وأغلقت أبوابها بالصفائح الحديدية، واستولت على معداتها، بذريعة بث وارسال مواد تحريضية، فيما أصيب شابان بعيارين مطاطيين، وآخرون بحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت عقب عملية الاقتحام لتلك الشركات.
وأفاد مراسلينا، بأن قوات الاحتلال أغلقت شركتي إنتاج إعلامية في رام الله، مثل: ترانس ميديا، وبال ميديا، بالإضافة الى الاستيلاء على معداتها. ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، أسفرت عن إصابة أحد الشبان بعيار معدني، وآخرين بحالات اختناق.
وقالت مصادر صحفية، إن قوات الاحتلال داهمت شركات البث للإنتاج الاعلامي رامسات، وترانس ميديا، وبال ميديا، واستولت على معداتها، وأشرطة الفيديو، والمونتاج الخاص بها.
وأوضحت أن قوات الاحتلال داهمت برج فلسطين، بمدينة رام الله، الذي يحتوي على عدد من المؤسسات الاعلامية، وعطلت المصاعد بداخله، ومنعت المواطنين من الدخول، أو الخروج منه، وألصقت عددا من المنشورات، أمرت فيه أصحاب المؤسسات بإغلاق أبوابها لمدة 6 أشهر، وهددت بتحويل كل من يخالف الأمر إلى التحقيق، والاعتقال.
وأشارت إلى مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال أثناء عملية الاقتحام، أصيب خلالها شاب بعيار مطاطي في وجهه، وتم نقله الى مجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج، والعشرات بحالات اختناق، جراء اطلاق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع.
يذكر أن مؤسسة "بال ميديا" تم اقتحامها للمرة الثانية على التوالي خلال شهرين، وتم الاستيلاء على كافة المعدات بداخلها.
كما اقتحمت تلك القوات مكتب "ترانس ميديا" الكائن في عمارة قنازع، ومكتب إذاعة الأقصى في عمارة زريق، ومكتب شركة "بال ميديا" الكائن في مجمع بلديات نابلس، واستولت على كافة المحتويات، وأغلقت المكاتب، بقرار عسكري اسرائيلي لمدة 6 اشهر.
وقالت مصادر أمنية لـ"وفا"، أن مواجهات دارت بين شبان وقوات الاحتلال، أطلقت خلالها القنابل الضوئية، والغازية، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة الشاب براء موسى فايز زحيمان (21 عاما) بعيار معدني مغلف بالمطاط بمنطقة الصدر، ونقل لمستشفى رفيديا لتلقي العلاج.
وفي الخليل، أغلقت قوات الاحتلال مقرات إعلامية، واعتقلت صحفيا، ومصورا.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية لـ "وفا"، بأن تلك القوات أغلقت مقري شركتي إنتاج إعلامي لشركة ترانس، وبال ميديا، واعتقلت الصحفي عامر محمد الجعبري ، والمصور إسماعيل إبراهيم الجعبري.
كما ألصقت بيانا على أبواب شركات الإعلام، مفاده أن اغلاق هذا الفرع التابع لوكالة رامسات للإعلام، جاء بحجة نشر التحريض للعمليات التي تمس بالأمن الإسرائيلي، مبينة أن أمر الإغلاق لمدة ستة أشهر.
والجدير ذكره أن هاتين الشركتين تعرضتا إلى اقتحامات، واغلاقات، والاستيلاء على معداتها عدة مرات من قبل قوات الاحتلال، بحجج واهية تمس حرية الإعلام .
كما اقتحمت مكتبة البحث والمعرفة المجتمعية، القريبة من وكالة ترانس ميديا بالخليل، واستولت على 6 أجهزة كمبيوتر، وجهاز فايبر، وأجهزة تصوير مراجع، وكسرت الأبواب، وكاميرات المراقبة .
من الجدير ذكره أن المكتبة تحتوي على مراجع علمية لخدمة طلاب الجامعات في مدينة الخليل، وتحت مسؤولية مصطفى البرغوثي، وبإدارة بهاء الفروخ .
وفي بيت لحم، استولت قوات الاحتلال على أجهزة ومعدات من مكتب الاعلام التابع لشركة "بال ميديا".
وأفاد مصدر أمني وشهود عيان، بأن قوة كبيرة اقتحمت مقر شركة بال ميديا الواقع في شارع الكركفه وسط بيت لحم، بعد خلع الباب الرئيس، وكسره، واستولي على بعض المعدات والاجهزة، عدا عن الحاق أضرار بأخرى.
من جهته، أكد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر في تصريحات صحفية، أن ما جرى اليوم من اغلاق مكاتب لفضائيات محلية ودولية لا يمكن السكوت عليه، ويأتي "ضمن سياسة تكميم الافواه التي تمارسها حكومة الاحتلال في حربها على الاعلام الفلسطيني".
وكشف أبو بكر عن خطوات واسعة ستتخذها النقابة لإيصال ما حدث اليوم للعالم، تبدأ بالخطوات القانونية الدولية عبر الاتحاد الدولي للصحفيين، والاتحادات الاقليمية .
بدورها، أدانت حكومة الوفاق الوطني على لسان المتحدث الرسمي باسمها يوسف المحمود بأشد العبارات عملية الاقتحام لشركات الانتاج.
وقال "إن قوات الاحتلال ارتكبت اعتداءً سافرا وخرقا فاضحا مزدوجا لكافة القوانين الدولية، عندما اقتحمت المدن الفلسطينية، ونفذت اقتحاما بحق مكاتب إعلامية تتعامل مع الكلمة، والصورة، تحت حجج واهية لا تصنف الا تحت عناوين الاعتداءات التي يصر الاحتلال على تنفيذها ضد شعبنا الفلسطيني، ومقدراته، وأرضه.
وأضاف المحمود أن ما تقوم به قوات الاحتلال من ملاحقة المواطنين، والاعتداء عليهم، واقتحام الأراضي الفلسطينية، والاستيلاء على الأراضي، وتنفيذ مخططات الاستيطان خصوصا في مدينة القدس المحتلة، واقتحام المسجد الأقصى، والمساس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية، يشكل جزءا من العقلية الاحتلالية الرافضة للسلام، وغير المستعدة لوضع حد لاستمرار التوتر في كامل المنطقة.
وأكد أن "الاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الصحفية يأتي كجزء من مخططات الاحتلال في منع نقل صورة الفظائع التي يرتكبها، وما يقوم به الاحتلال يشكل في وجه من أوجه التحدي الواضح للجهود الدولية، وفي مقدمتها الجهود الأميركية، للبحث عن فرصة للتسوية، وارساء أسس السلام، والأمن، بموافقة جميع الأطراف". وعليه فإن المطلوب من المجتمع الدولي هو وضع آليات تنفذ فورا لوقف الاجراءات الاحتلالية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
أرسل تعليقك