بيروت ـ جورج شاهين
أعلن رئيس مجلس النواب البلجيكي أندريه فلاهوت في أول لقاء له إيذانًا ببدء زيارته الرسمية إلى لبنان، والتي استهلها بلقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن بلاده تدعو إلى وقف المجازر الحاصلة في سورية، داعيًا إلى تعبئة دولية داعمة لوقف ما يجري في سورية من مجازر ونزوح سكاني كثيف إلى خارج الحدود السورية، ولفت المجتمع الدولي كي يتحرك أخيرًا، وكذلك المساهمة في إيصال المساعدات الإنسانية لمساعدة المدنيين السوريين النازحين في بلادهم ودول الجوار".
وبعد اللقاء، قال رئيس مجلس النواب البلجيكي فلاهوت: "لقد بدأت زيارتي للبنان مستهلاً إياها بلقاء مع البطريرك، كما أننا سنلتقي عددًا من المسؤولين السياسيين من مختلف الانتماءات بصفتنا ممثلين للبرلمان البلجيكي. وسنتبادل الآراء معًا بشأن الوضع الدولي والوضع الداخلي، مذكرين بعمق الروابط التي تجمع بين لبنان وبلجيكا منذ سنوات عدة، والمطلوب تفعيلها على مختلف الصعد، ومن ضمنها العلاقات البرلمانية".
وردًا على سؤال بشأن موقفه من زيارة غبطة البطريرك إلى سورية اجاب:" بالطبع تحدثنا في الأمر، لأن ما يجري في سورية هو موضع اهتمامنا على الصعيدين البلجيكي والأوروبي، ونحن لا يمكننا أن نكون غير آبهين لما يجري في هذا البلد منذ أشهر عدة، ومما لا شك فيه أن الاستماع الى انطباعات مسؤول قام بزيارة هذا البلد منذ بضعة ساعات هو أمر في غاية الأهمية، ويساهم في تكوين انطباعاتنا ومواقفنا كي نفهم بعمق أكثر ما يجري هناك، والعمل على إيصال رسالة معينة على صعيد حكومة بلدنا كما على صعيد الاتحاد الأوروبي".
وعن رأيه حيال ما يجري في سورية أجاب: "إن بلجيكا تدعو إلى وقف المجازر الحاصلة في هذا البلد، ومن المطلوب حصول تعبئة دولية داعمة لوقف ما يجري في سورية من مجازر ونزوح سكاني كثيف إلى خارج الحدود السورية، وإذا ما كان هناك من رسالة يجب إيصالها فهي تقوم على وجوب مضاعفة العمل والضغوط على المجتمع الدولي كي يتحرك أخيرًا، وكذلك المساهمة في إيصال المساعدات الإنسانية لمساعدة المدنيين".
والتقى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر الإثنين، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الأستاذ ناظم الخوري، الذي وصف الزيارة بأنها "دورية للصرح البطريركي للقاء البطريرك، والاستماع إلى آرائه عن الوضع العام في البلد".
ولفت الخوري: "لقد كانت مناسبة بعد زيارته إلى سورية للمشاركة في تنصيب بطريرك الأرثوذكس يوحنا اليازجي للبحث في وقع هذه الزيارة، التي اعتبرها تثبيتًا للحمة المشرقية المسيحية بين كل الطوائف المسيحية. لقد كانت خطوة ضرورية لطمأنة المسيحيين في المنطقة، بأن القيادات الروحية موجودة مع بعضها البعض، وهي بالاتفاق مع بعضها تتطلع دائمًا للحفاظ على الرعية المسيحية الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، مهد المسيحية، وتثبيت المسيحيين في أرضهم وفي أي بقعة عربية، وتأكيد الانتماء المشرقي للمسيحيين في العالم العربي."
وتابع: "أنا لا أرى في هذه الزيارة أي تأويل سياسي. المشاركة كانت دينية بامتياز، وهي جاءت للتأكيد على شعار البطريرك "شركة ومحبة"، وقد أكد عليهما من خلال هذه الزيارة بتطبيق الشراكة مع الطائفة الأرثوذكسية الكريمة، والمحبة بحمله رسالة السلام إلى الشعب السوري. وعلى الصعيد المسيحي كان البطريرك حاضرًا لجميع المسيحيين الذين شعروا بوجوده معهم، وخصوصًا عندما ترأس قداس مار مارون في الشام، وهذه أكبر علامة لتثبيت المسيحيين هناك".
وفي سياق متصل اعتبر الخوري :"أن استقالة البابا شكلت مفاجأة كبيرة. والبعض يقول إن أقرب الناس إليه لم يكونوا على علم. هذا يزيدنا إعجابًا بالبابا، فهو البابا الرابع في تاريخ الكنيسة الذي يقدم استقالته، ونحن نعلم أن الناس عندما تستلم المراكز فمن الصعب أن تتخذ خطوة مشابهة، وهذه خطوة مقدَّرة وهي محط إعجاب الجميع".
وتلقى البطريرك اتصالات تهنئة بالعودة من كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان، الوزير السابق ميشال إده، ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن.
أرسل تعليقك