الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
اتفق الجانبان السوداني والإثيوبي، الثلاثاء، على الاستمرار في تأمين الحدود المشتركة بينهما، وتسيير دوريات لمحاربة تحركات العناصر السالبة، وذلك خلال الاجتماع الثامن للجنة الأمنية المشتركة، برئاسة وزيري الدفاع في البلدين.
وأكد وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحافية، في ختام اجتماعات اللجنة في الخرطوم أن العلاقات السودانية الإثيوبية تشهد تطورًا في المجالات كافة، بما في ذلك التعاون الأمني، وامتد هذا التعاون ليشمل المجالات العسكرية الخاصة بتبادل الخبرات والمعلومات والتدريب المشترك، والاستفادة من المؤسسات التعليمية العسكرية في البلدين.
وقال الوزير السوداني "إن الاجتماع الثامن للجنة الأمنية المشتركة أكد على ضرورة مواصلة تسيير الدوريات المشتركة على حدود الدولتين، بعدما أحدثته تلك الدوريات، وذلك التعاون من نتائج جيدة لصالح الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة"، كما وصف وزير الدفاع الإثيوبي سراج فقيسا اجتماعات اللجنة بـ "الناجحة".
وقال في تصريحات مماثلة "إن التعاون السوداني الإثيوبي في الجانب الأمني انعكس بشكل إيجابي على تأمين الحدود، وأمن وزير الدفاع الإثيوبي على أهمية التعاون في مجالات التدريب وتبادل الخبرات بين الجانبين".
وفي تعليق له يقول والي النيل الأزرق الأسبق والخبير العسكري اللواء حسن حمدين سليمان "إن حدود السودان مع إثيوبيا ليست طويلة".
ويضيف في تصريحات إلى "العرب اليوم"، "إن الاجتماعات تزامنت مع محاولات تصعيد تقوم بها الحركة الشعبية قطاع الشمال، في منطقة النيل الأزرق المجاورة لإثيوبيا"، مضيفًا أن "التمرد الموجود في المنطقة يوجد داخل الأراضي السودانية، ولا ينطلق من الأراضي الإثيوبية، كما كان الحال في سنوات الحرب السابقة بين الشمال والجنوب، فتحركات المتمردين تنطلق الآن من حدود السودان مع دولة الجنوب في محور ولاية أعالي النيل الجنوبية، علمًا بأن حدود جنوب السودان مع إثيوبيا أطول من الحدود الإثيوبية السودانية بكثير".
وقال اللواء حسن حمدين: يوجد تداخل قلبي على الحدود الإثيوبية مع السودان ومع دولة جنوب السودان، وقد يصعب أحيانًا معرفة انتماء هذه القبائل بدقة وتبعيتها لأي من هذه الدول.
وأكد أهمية التنسيق بين بلاده وإثيوبيا تحسبًا لأي طارئ، ولم يستبعد حدوث اختراقات في تلك المنطقة، لذا لا بد من اليقظة والحذر، والحديث للواء حسن حمدين، لقطع الطريق أمام أي عمل سالب على هذه الحدود، رغم أنها في الوقت الراهن لا تشكل ملاذًا آمنًا للمتمردين، كما أن إثيوبيا حريصة أيضًا على تجنب أي نوع من الاحتقانات الأمنية على حدودها مع السودان.
واختتم اللواء حسن حمدين حديثه إلى "العرب اليوم" بالإشارة إلى أن والي النيل الأزرق السابق الفريق مالك عقار، الذي يقود التمرد الآن في ولاية النيل الأزرق كان قد اتخذ من مدينة الكرمك عاصمة ثانية للولاية (العاصمة الأم مدينة الدمازين)، حيث كانت الكرمك في السابق مقرًا لقيادة التمرد في النيل الأزرق، لكن وضعها اختلف بعد اتفاقية السلام الشامل، لتصبح تحت سيطرة الحكومة السودانية، وتحاول الحركة الشعبية قطاع الشمال الآن تهديدها، ومحاولة السيطرة عليها مرة ثانية، لكن الميزان العسكري ليس في صالح الحركة الشعبية وإن ادعت ذلك.
وأعلنت قوات الدفاع الشعبي (وهي قوات شبه حكومية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني)، الثلاثاء، تجهيز قواتها دعمًا ومساندة للقوات المسلحة السودانية في كل مناطق العمليات، والمشاركة في عمليات تأمين الحدود، وسد جميع الثغرات التي تهدد الأمن والسلام، واستفرت قوات الدفاع الشعبي منسوبيها في ولاية النيل الأزرق.
فيما أعلن رئيس اللجنة العليا للاستنفار في النيل الأزرق محمد سليمان جودابي أن قيادات دستورية ستنخرط في عمليات التدريب والتأهيل استعدادًا لأي مهدد أمني، ولإفشال مخططات الحركة الشعبية واستهدافها للأمن والاستقرار في النيل الأزرق.
أرسل تعليقك