طهران ـ يو.بي.آي
أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيّد علي خامنئي، الأربعاء، على ضرورة تعزيز العلاقات بمختلف المجالات بينها السياسية والأمنية بين إيران وباكستان، معتبراً أن بث الخلافات في العالم الإسلامي من أهداف إسرائيل و"مستكبري العالم".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي قوله خلال استقباله الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في طهران "إننا نؤمن بضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والبنيوية والسياسية والاجتماعية والأمنية بين الجانبين" الإيراني والباكستاني.
واعتبر قائد الثورة مد أنبوب نقل الغاز الإيراني إلى باكستان بأنه نموذج جيد للتعاون بين البلدين مشيرا الى معارضة وعداء بعض الجهات لتنمية العلاقات بين طهران وإسلام أباد، وأضاف "يجب سحق هذه المعارضة وتخطيها بشكل حازم".
ورأى أن من أولويات أي بلد لاسيما باكستان الحصول على مصدر مأمون ومستديم للطاقة، مضيفاً أن إيران هي البلد الوحيد في المنطقة الذي يمتلك مصادر مأمونة للطاقة و"نحن مستعدون لتلبية حاجة باكستان في هذا المجال".
ووصف بث الخلافات والتفرقة المذهبية في باكستان بأنها "جرثومة أجنبية خطيرة، معربا عن اسفه حيال "المجازر المذهبية" التي ترتكب في باكستان وقال إنه "يجب من خلال التصدي الحازم لمثل هذه الجرائم الحيلولة دون المساس بالوحدة الوطنية الباكستانية".
وأعرب عن ثقته حيال قدرة الحكومة الباكستانية على تخطي هذه المشكلة والنجاح في تعزيز وترسيخ الوحدة المذهبية والقومية وتحقيق التقدم لباكستان.
من جانبه أعرب الرئيس الباكستاني عن ارتياحه حيال هذا اللقاء مؤكدا انه بلاده أيضا تؤمن بضرورة تنمية العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة.
وأشار إلى المحاولات الدولية والإقليمية لمنع تعزيز العلاقات بين طهران وإسلام أباد وقال إن "هذه المحاولات فاشلة لأن الشعوب تعلمت كيف تتعاطى مع أعداء الإسلام".
ولفت زرداري إلى أن أعداء باكستان يحاولون تأجيج حرب داخلية، وقال "لن نسمح للعدو بتنفيذ مآربه المشؤومة".
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ذكر اليوم أن مشروع نقل الغاز الإیراني إلى باكستان والمعروف بـ"خط أنابیب السلام"، يصب في مصلحة البلدين، مؤكداً على الوقوف جنباً إلى جنب مع باكستان في وجه "المغرضين".
وقال لدى استقبال نظيره الباكستاني في طهران، إن مدّ أنبوب الغاز من إيران الى باكستان "حدث هام وكبير"، مضيفاً أن "مدّ هذا الأنبوب يصب في مصلحة البلدين ودول المنطقة".
وقال إن "هناك أعداء كثر لا يروق لهم تطور العلاقات بين الشعبين الإيراني والباكستاني"، مضيفاً أن البلدين "كانا وما زالا وسيبقيان جنباً إلى جنب إلى الأبد".
وأكد على وجوب الوقوف "جنباً إلى جنب، لأن التواصل والتعاون أفضل من التقابل"، معتبراً أن "المغرضين يستغلون دوماً الفواصل بين الشعوب".
وأكد أن لإيران وباكستان علاقات أخوية، ومصالح مشتركة، و"أعداء مشتركون"، مضيفاً أنه "لا شك إذا تعاضدت إمكانياتنا، فإننا سنتغلّب على الأعداء، وسنزيد من سرعة تطورنا".
من جهته، أكد الرئيس الباكستاني على أهمية تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين، وقال إنه "رغماً عن كل الذين يحاولون المساس بالعلاقات بين طهران وإسلام آباد، ويسعون للعرقلة في مسار التعاون الثنائي، فإن هناك ثقة وعلاقات وطيدة بين البلدين".
وأضاف أن باكستان عازمة على المضي قدماً وبقوة في مسار تطوير علاقاتها مع إيران في جميع المجالات.
وأشار زرداري إلى أن "صبر الشعب الإيراني واستقامته أمام ضغوط الأعداء أثمر نتائج إيجابية"، وقال إن "استقامة الشعب الإيراني خلق انطباعاً جديداً بين شعوب العالم، بأنه ينبغي أن تولي الاحترام لإيران".
وأكد على ضرورة تفعيل جميع مجالات التعاون بين طهران وإسلام آباد، مشدداً على أنه لا يوجد أمام البلدين من سبيل سوى التعاون والأخوة.
وقد وصل الرئیس الباكستاني الیوم إلى طهران علی رأس وفد سیاسي رفیع المستوی.
ویرافق الرئیس الباكستاني في هذه الزیارة التی تستغرق یومین، عدد من المسؤولین الباكستانیین بمن فیهم وزیر النفط.
ومن المقرر أن یلتقي زرداري خلال الزیارة كبار المسؤولین الإیرانیین.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إن البحث خلال الزيارة سيتناول القضایا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القضایا الاقلیمیة والدولیة، وآخر المستجدات في العلاقات بین البلدین.
ویتوقع أن یتم التوقیع علی اتفاقیات تسهم في تطویر التعاون بین البلدین في المجالات الاقتصادیة، ومشروع نقل الغاز الإیراني الی باكستان والمعروف بـ"خط أنابیب السلام".
أرسل تعليقك