طهران - مهدي موسوي
دخلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية السبت، مرحلة جديدة بعد انتهاء المناظرات التلفزيونية الثلاث بين المرشحين الستة، وبروز الرئيس حسن روحاني والمرشح الأصولي إبراهيم رئيسي، في مقدمة المتنافسين في الاستحقاق المقرر يوم الجمعة المقبل.
وأعلنت وزارة الأمن الإيرانية تفكيك "خلية متطرفة حاولت تنفيذ عمليات عدائية داخل إيران"، ولم يعطِ بيان صادر عن الوزارة تفاصيل بشأن الخلية، لكنه أشار الى أن "جهات أجنبية ملطخة أيديها بدماء الشعب الإيراني" تقف وراءها.
وأشار البيان إلى أن جهات حاولت الاتصال بعناصر في الداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ المخطط، وطالب المواطنين بالحذر من هذه المحاولات، واستجاب المرشح إبراهيم رئيسي لدعوة روحاني إجراء مناظرة تلفزيونية ثنائية لتوضيح موقفيهما، وطالب مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية بتهيئة الأجواء لإجراء هذه المناظرة.
ورأى مراقبون أن المناظرة في حال حصولها، ستعيد البلاد الى أجواء المناظرات التي أجريت عام 2009 مع الرئيس محمود أحمدي نجاد والتي أوجدت استقطابًا حادًا داخل المجتمع الإيراني، الأمر الذي حذر مرشد "الجمهورية الإسلامية" علي خامنئي من تكراره في هذه الظروف.
وتجمع نحو 20 ألفًا من مناصري روحاني في ملعب أزادي، في مهرجان انتخابي بمشاركة شخصيات إصلاحية، إضافة إلى الرئيس المنتهية ولايته الذي جدد تعهده بإنهاء العزلة الدولية لإيران وإزالة كل أنواع العقوبات المفروضة على البلاد.
ورفع المشاركون صورًا للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي والمرشح الرئاسي السابق مير حسين موسوي ورددوا هتافات مؤيدة لهما بالتزامن مع توجيه روحاني التحية إلى خاتمي مرات عدة.
وأكد روحاني أنه لا ينوي إحداث انقسام في المجتمع الإيراني، ولا يريد الكشف عن المشكلات التي عانت منها الحكومة، حفاظًا على وحدة المجتمع، لكنه اتهم جهات ضحت بالمصالح الوطنية من أجل مصالح حزبية وفئوية، وقال: "طعنونا بالخنجر من الخلف عندما كنا نتفاوض مع الأسرة الدولية في شأن الاتفاق النووي".
أما رئيسي فرأى في مهرجان لأنصاره الأصوليين أنه يتحدث نيابة عن المحرومين والمستضعفين الذين لا يملكون صحفًا أو وسائل تواصل، في إشارة للإمكانات التي يمتلكها روحاني الذي اتهمه رئيس بلدية طهران بأنه ينطق باسم 4 في المائة من الناس، تشكل الطبقة الحاكمة.
وانتقد رئيسي روحاني لحديثه عن مساعيه لإبعاد شبح الحرب عن إيران، ورأى المرشح الأصولي أن من يعتقد بأنه أبعد الحرب عن إيران من خلال اتفاق معين، فهو خاطئ، وقال إن مشكلة حكومة روحاني أنها تريد الاستعانة بالخارج لحل مشكلات البلاد، فيما أدت سياستها إلى "إغلاق المصانع وإيجاد البطالة وتضييق الخناق اقتصاديًا على المواطنين"، داعيًا الحكومة إلى تفسير الحجم الكبير للفساد المستشري في المجتمع، فيما "تحاول استغلال عواطف المواطنين في الحملات الانتخابية".
ودعا رئيسي الحكومة إلى السماح للمواطنين بتذوق طعم العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وعقد مجلس صيانة الدستور، اجتماعًا توجيهيًا مع مندوبي المرشحين الستة للإطلاع على سير العملية الانتخابية، ودعاهم إلى ترشيح مراقبين لهم للإشراف على سير الاقتراع والفرز في كل المناطق، وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم روحاني يليه رئيسي، فيما تخلف سائر المرشحين عن اللحاق بهما.
أرسل تعليقك