غموض ماكرون السياسي أحد أسباب قوته في إحداث الإصلاحات
آخر تحديث GMT14:59:02
 العرب اليوم -

غموض ماكرون السياسي أحد أسباب قوته في إحداث الإصلاحات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غموض ماكرون السياسي أحد أسباب قوته في إحداث الإصلاحات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس ـ مارينا منصف

قاد إيمانويل ماكرون الإصلاحات منذ انتخابه رئيسًا لفرنسا قبل أقل من عام، وتمكَّن من كسر أي مقاومة في بلد معروف برفضه للتغييرات. وبينما يتساءل كثيرون عن سر قوة هذا الرئيس الشاب، رأى المحلل السياسي فيليب برو أن فرنسا كانت جاهزة للتغيير لأن المناخ كان مناسبًا، وحصلت محاولات إصلاح كثيرة منذ عشرين عاماً باءت جميعها بالفشل.

وأمام شعب فرنسي منقسم، كما يقول، بين نوع من الرضوخ والقناعة الذاتية بأنه يجب المضي قدمًا، لا يتردد الرئيس في إغضاب البعض على غرار المتقاعدين والموظفين في القطاع العام وفي السكك الحديد.

ورأت سيسيل كورنوديه كاتبة المقالات في صحيفة "لي زيكو" الاقتصادية "ستكون المرحلة صعبة لكن في النهاية عندما سيحين وقت الانتخابات ستكون النتائج حاضرة"، وفق ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، الأحد. وفي الواقع تراجعت شعبية ماكرون إلى حد كبير، لكن وحده الأداء على الأمد البعيد هو المهم: هل سنبقى في ركود وثبات أو أننا تمكنا من تقليص الفارق في القدرة التنافسية قليلا؟، كما يقول برو. وأضاف أن ألمانيا أصبحت اليوم في الطليعة، بعد أن شهدت "أوضاعًا صعبة" في مطلع الألفية، وهذا بفضل الإصلاحات التي أجراها الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر. وأسلوب ماكرون هو المضي بوتيرة سريعة على جميع الجبهات. وقال برو: هناك بُعد تكتيكي يسمح له بتحقيق نجاحات. فبفتح ورشات جديدة باستمرار، يسكت الاحتجاجات على الجبهة الأولى ويكون فتح جبهة ثانية.

و يقول الباحث جان ماري بيرنو الاختصاصي في العمل النقابي لصحيفة "لا كروا" الكاثوليكية إن النقابيين والبرلمانيين أو معارضيه السياسيين أُخِذوا على حين غرة. أما المؤرخة إيزابيل كلافيل فترى أن ماكرون يتقدم خصوصًا وسط مشهد سياسي جديد بعد "انهيار الأحزاب التقليدية". وأضافت الخبيرة في الإصلاحات في المجال السياسي أن هذه الأحزاب لم تعد قادرة على تعبئة ناشطيها ولا حتى ناخبيها خصوصًا في المعسكر اليساري. وتابعت أن الناخبين اليساريين الذين باتوا متشتتين جدًا لم يعودوا يشعرون بأن أي حزب يمثلهم وأصبحوا في حالة ضياع. وقالت كلافيل أيضًا إنه من الصعب تحليل شخصية إيمانويل ماكرون. 

وأضافت أنه شخص غامض سياسيّاً، مشيرة إلى أن "فقدان البوصلة" يصبّ في مصلحته خصوصاً أنه يتبنى موقفًا يوصف بالوسطي وإن لم يقر بذلك.

وخاض المرشح ماكرون حملته الانتخابية مؤكدًا أنه ليس من اليسار ولا من اليمين (وليس وسطيًا) وهدفه هو إلغاء هذه التصنيفات وفق كلافيل، لتجسيد «الحداثة». وأضافت أن الرئيس ماكرون البارع في التواصل ينتقي عباراته. فالإصلاح يعني التحديث، وهذا الخطاب الذي يتحدث عن التحديث يؤثر كثيرًا على قسم من الناخبين.

ولا يتردد ماكرون في التواصل مع الفرنسيين، فقد زار خلال الحملة الانتخابية عمالًا معارضين واختتم زيارته بمصافحتهم. وأخيرًا، كان الحضور قياسيًا وغير مسبوق في معرض الزراعة للتحدث وجهًا لوجه، عن مهنة يشكو أصحابها من شروطها الصعبة. وحتى النهاية لم يغير مساره. وهو أسلوب لا يخلو من السلطة حتى إنه يوصف أحيانًا بـ«التسلط».

وحذر لوران بيرجيه مدير الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل من التغيرات الجذرية المقررة على عجل ودون أي حوار حقيقي. وأضاف أن أسلوب ماكرون يختصر بـ"أنتم تتناقشون وأنا أتخذ القرار"ويقول فيليب برو إن ماكرون، لأنه يعرف كيف يتخذ القرارات فهو يتمتع بفرص كبيرة في إنجاح الإصلاحات الجديدة. وأضاف أن سلفه الاشتراكي فرنسوا هولاند عرف كيف يفتح الورشات اللازمة لكنه كان يلتزم بما تقرر مع الشركاء الاشتراكيين الذين كانت لديهم مصلحة في إبقاء الأمور على ما هي عليه. وهذا النهج أدى إلى جمود الوضع القائم. ويتساءل كثيرون الآن ما إذا كان أسلوب ماكرون سيأتي بنتائج مع عمال السكك الحديد العازمين على التحرك لوقف إصلاح مؤسستهم، أحد آخر معاقل الحركة النقابية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غموض ماكرون السياسي أحد أسباب قوته في إحداث الإصلاحات غموض ماكرون السياسي أحد أسباب قوته في إحداث الإصلاحات



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:01 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

أردوغان يرحب بمبادرات تطبيع العلاقات مع سوريا
 العرب اليوم - أردوغان يرحب بمبادرات تطبيع العلاقات مع سوريا

GMT 09:48 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

العيش بالقرب من المطار قد يصيبك بالسكري والخرف
 العرب اليوم - العيش بالقرب من المطار قد يصيبك بالسكري والخرف

GMT 12:22 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

كيمياء الدماغ تكشف سر صعوبة إنقاص الوزن

GMT 09:48 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

العيش بالقرب من المطار قد يصيبك بالسكري والخرف

GMT 00:25 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

الغرب والرغبة في انهياره!

GMT 11:18 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط جندياً في معارك رفح

GMT 08:11 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب أذربيجان

GMT 00:22 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بناء الجدران يصل إلى إيران

GMT 12:40 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

زلزال عنيف يضرب السعودية بقوة 3.6 ريختر

GMT 08:08 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 7,0 درجات في بيرو

GMT 12:08 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

خطر المجاعة يهدد 14 منطقة في أنحاء السودان

GMT 00:19 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

جليلي وقاليباف وبينهما بزشكيان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab