دبي ـ وام
أكد سعادة المهندس عيسى الميدور رئيس مجلس أمناء مؤسسة نور دبي الخيرية على النجاحات التي حققتها المبادرة الخيرية للمؤسسة لمكافحة مرض التراخوما بإقليم "أمهرة" الإثيوبي بالتعاون مع مركز "جيمي كارتر" .
وقال ان المؤسسة ستواصل نشاطها خلال الثلاث سنوات المقبلة في إقليم "أمهرة" بإثيوبيا لفحص وعلاج أكثر من 18 مليون شخص ممن يعيشون تحت خط الفقر في 167 منطقة في هذا الإقليم الذي يعد من أكثر مناطق العالم إصابة بالتراخوما.
وأضاف ان برنامج نور دبي لمكافحة التراخوما في إثيوبيا الذي بدأ منذ نوفمبر عام 2013 سيقدم خدماته التشخيصية والعلاجية والتثقيفية لسكان أكثر من 7 آلاف و 900 قرية في هذا الإقليم.. موضحا ان برنامج المؤسسة يعتمد على إستراتيجية السلامة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية والتي تركز على إتخاذ خطوات تدخل رئيسية للسيطرة على مرض التراخوما من خلال العمليات الجراحية وتوزيع الأدوية والمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة المحلية للمجتمع.
وأشاد الميدور بتعاون السلطات والهيئات الصحية الحكومية والمحلية مع المؤسسة لتنفيذ مبادرتها لمكافحة التراخوما في هذا الإقليم لافتا إلى الدور الفعال لسفارة دولة الإمارات في إثيوبيا والجهود التي يقوم بها سعادة الدكتور يوسف عيسي حسن الصابري سفير الدولة لدى جمهورية أثيوبيا لإنجاح هذه المبادرات الخيرية التي تعزز من مكانة دولة الإمارات وريادتها في المجال الخيري والانساني.
وأوضحت الدكتورة منال عمران تريم عضوة مجلس الأمناء والرئيسة التنفيذية لمؤسسة نور دبي الخيرية وعضوة الفريق الطبي المشارك في مكافحة التراخوما في إقليم " أمهرة " الاثيوبي ان المؤسسة تقوم من خلال هذا البرنامج بإجراء العمليات الجراحية لمحتاجيها من المرضى من خلال غرف العمليات الجراحية المجهزة لهذه الغاية وتوزيع الأدوية والمضادات الحيوية بين سكان المنطقة في قرى شرق إقليم " أمهرة " وتنفيذ البرامج الصحية التعليمية والتثقيفية للسكان وطلبة المدارس في 3 آلاف و 459 مدرسة حول المرض وطرق العدوى وأهمية نظافة الوجه للوقاية من المرض وإنشاء المرافق الصحية لتشخيص ومعالجة المرض.
وقالت ان برنامج مؤسسة نور دبي لمكافحة التراخوما في اثيوبيا تمكن منذ اطلاقه في نوفمبر 2013 وحتى الآن من تدريب 282 عامل صحي الذين قاموا بدورهم بتدريب ألف و40 مشرف ميداني و 4 آلاف و884 قائد فريق ميداني يترأس فريق للتنظيم الصحي .. مشيرة إلى ان البرنامج يقوم في الأسبوع الواحد بتشغيل 25 ألف شخص ما بين عامل صحي وقائد فريق ومشرف ميداني وعضو فريق صحي.
وأشارت الدكتورة منال تريم إلى الجهود التي يقوم بها فريق نور دبي في الإشراف على بناء عدد من المرافق الصحية السليمة للوقاية من مرض التراخوما المسبب للعمى حيث يكون بناء هذه المرافق على مستوى قرى كاملة لتحقيق نظام صرف صحي سليم للحد من انتقال التراخوما والتأكيد للسكان على أهمية بناء المرافق الصحية المنزلية وتحديد موقع الحفر لبناء المرافق الصحية والإستخدام السليم لهذه المرافق الصحية.
وذكرت ان مرض التراخوما هو عدوى بكتيرية تصيب العين وتؤدي للعمى بشكل نهائي ما لم يتم التدخل العلاجي حيث ينتشر المرض نتيجة عدم وجود مقومات النظافة الأساسية والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي السليمة مشيرة إلى ان الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض بالتراخوما في حين ان معدل إصابة النساء بالمرض في حالته المتقدمة يعادل ضعف معدل الرجال بسبب دور المرأة في رعاية وتربية الأطفال ما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من الأطفال دون وعي بذلك.
وأوضحت الدور الذي يقوم به الفريق الطبي في هذه المبادرة حيث يقوم كل واحد منهم بفحص وعلاج 500 مريض تقريباً في اليوم الواحد لافتة إلى ضعف الرعاية الصحية في اثيوبيا وخاصة في مجال طب العيون حيث يوجد ما يقارب من 95 طبيب عيون في اثيوبيا 60 منهم متواجدين في العاصمة أديس أبابا ما يجعل خدمات رعاية العيون محدودة للغاية في جميع أنحاء البلاد وخاصة في المناطق الريفية والقروية وهي المناطق التي يستهدفها برنامج مؤسسة نور دبي والتي لا يتواجد بها أطباء للعيون.
وأكدت الدكتورة منال تريم ان مرض التراخوما يعتبر مسؤولاً عن ما يقارب 3 بالمائة من حالات العمى في العالم منوهة ان هناك حوالي 8 ملايين شخص حول العالم مصابين بالعمى بشكل نهائي بسبب التراخوما و 84 مليون شخص حامل للمرض بحالته النشطة ممن يمكن علاجهم.
وذكرت انه على الرغم من أن مرض التراخوما يمكن الوقاية منه بخطوات بسيطة إلا انه أدى إلى إصابة أكثر من مليوني شخص حول في العالم بالعمى ممن يعتمدون على بصرهم بشكل أساسي لكسب العيش موضحة ان معدل إنتشار العمى في أثيوبيا يبلغ 6 ر1 بالمائة ومعدل انتشار ضعف البصر 7 ر3 بالمائة حسب الإستطلاعات التي أجرتها السلطات المحلية والتي أظهرت أن كلا من العمى وضعف البصر هما الأكثر انتشارا بين الإناث.
ولفتت الدكتورة تريم إلى الاحصائيات التي قدمتها السلطات المحلية في اثيوبيا والتي تشير إلى الأسباب الرئيسية للعمى في أثيوبيا هي المياه البيضاء بنسبة 9 ر 49 بالمائة والتراخوما بنسبة 5 ر 11 بالمائة والأخطاء الانكسارية في النظر بنسبة 8 ر 7 بالمائة والقرنية بنسبة 8 ر 7 بالمائة والجلوكوما بنسبة 2 ر5 بالمائة .
يذكر ان عدد سكان إثيوبيا يصل إلى أكثر من 82 مليون نسمة وهي ثاني دولة من حيث التعداد السكاني في أفريقيا حيث يعيش فيها حوالي مليون و 200 ألف شخص مصاب بالعمى ومليونين و 800 ألف شخص يعانون من ضعف البصر و 9 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين سنة إلى تسع سنوات مصابين بمرض التراخوما المعدي الذي يؤدي للعمى ما لم يتم التدخل العلاجي.
أرسل تعليقك