بروكسل - العرب اليوم
أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى الضرر الطويل الأمد، الذي يُصيب الأمعاء، يُمكن أن يزيد من خطر كسور الورك عند الأشخاص الذين يُعانون من الدَّاء البطنيّ (أو ما يُسمَّى الداء الزُّلاقي).
كما وجدت الدراسةُ أيضاً أنَّ الخطرَ كان أقلَّ عند مرضى الدَّاء البطنيّ الذين تناولوا نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين؛ والذين بدأت أنسجة الأمعاء لديهم بالشفاء.
قال مُعدُّ الدراسة بنجامين ليبول، من مركز الدَّاء البطنيّ لدى المركز الطبّي في جامعة كولومبيا: "تُؤكِّدُ دراستُنا على أنَّ مُعدَّلات كُسور الورك كانت أعلى عند المرضى الذين استمرَّ تلف الأنسجة لديهم لفترة طويلة. إنَّ الالتزام بنظام غذائيّ خالٍ من الغلوتين أمرٌ هام جداً للتقليل من الضرر في النسيج المعوي، ولتقليل خطر الكُسور الخطيرة التي يُمكن أن تُسبِّب مُضاعفات أخرى".
قال الباحِثون إنَّ الداءَ البطنيّ هو اضطرابٌ في المناعة الذاتيَّة، يُصيب نسبةً تصل إلى 1 في المائة تقريباً من الناس في الولايات المُتَّحدة، حيث تحدُث لديهم استجابة مناعيَّة ضارَّة في الأمعاء الدَّقيقة عند تناول بروتين الغلوتين الذي يُوجد في الحبوب مثل القمح.
أضاف الباحِثون إنَّه من المعروف أنَّ مرضى الدَّاء البطنيّ يزيد لديهم خطر كسور العظام ، لكن لا يُعرف ما إذا هذا الخطر يبقى مُرتفعاً لفترة طويلة بعد أن باشروا في نظام غذائيّ خالٍ من الغلوتين.
حلَّل الباحِثون عيِّنات من نسيج الأمعاء، جُمِعت من أكثر من 7100 شخص في السويد، شُخِّصت إصابتهم بالدَّاء البطنيّ بين العامين 1969 و 2008. خضع المرضى إلى مُتابعة عن طريق خزعات للأمعاء خلال فترة 5 سنوات من تشخيص الإصابة؛ ووجد الباحِثون أنَّ نسبة 43 في المائة من المرضى كان لديهم ضرر مستمرّ في الأمعاء الدقيقة.
وجدت الدراسةُ أنَّه كان لدى جميع المرضى خطرٌ مُتشابه لكسور الورك في وقت إجراء خزعات المُتابعة؛ لكن، بالنسبة إلى المرضى الذين لديهم ضرر مُستمر في الأمعاء، كان الخطر أكبر خلال 5 سنوات بعد خزعة المُتابعة، ممَّا يُشيرُ إلى زيادة أكثر في الخطر على المدى الطويل.
قال ليبول: "لطالما اختلف الأطباءُ حول مسألة ما إذا مرضى الدَّاء البطنيّ يستفيدون فعلاً من خزعات المُتابعة، من أجل تحديد مستوى الشفاء الذي يحدُث لنسيج الأمعاء. ولكن، تُشيرُ نتائجُ هذه الدراسة إلى أنَّ خزعات المُتابعة يُمكن الاستفادة منها في التنبُّؤ بالمُضاعفات التي ستحدُث لاحقاً".
قال الدكتور جوناس لودفيغسون، من مستشفى جامعة كارولينسكا: "نحن نعتقد أنَّ مُساعدة الغشاء المُخاطي (النسيج الرَّطب الذي يُبطِّن الأمعاء الدقيقة) على الشفاء يُمكن أن تُقلّل من خطر المُضاعفات، بما فيها كسور العظام عند مرضى الدَّاء البطنيّ".
أرسل تعليقك