بوتين سيسجل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين
آخر تحديث GMT05:15:18
 العرب اليوم -

بوتين سيسجل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بوتين سيسجل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
موسكو - العرب اليوم

لم يحمل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه الترشح لولاية رئاسية جديدة، في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل، جديداً بالنسبة إلى الداخل الروسي أو إلى العالم. كل التوقعات كانت قد وضعت هذا السيناريو منذ أن تم إقرار التعديلات الدستورية في عام 2020، التي «صفّرت العداد» بالنسبة إلى فترات حكم بوتين، وفتحت أمامه المجال عملياً للبقاء على سدة الحكم «مدى الحياة».

والرئيس الذي يبلغ حالياً من العمر 71 سنة، والذي قاد البلاد بشكل مباشر منذ عام 2000، بما في ذلك خلال تولي نائبه السابق ديمتري مدفيديف منصب الرئاسة بين عامي 2008 و2012، سيكون قادراً على أن يتربع على عرش الكرملين حتى عام 2036 في ولايتين «جديدتين»، تستمر كل منهما 6 سنوات وفقاً للتعديل الدستوري.

وعلى الرغم من ازدياد التقارير الغربية عن إصابة بوتين بأمراض متنوعة قد تعرقل طموحاته في إمساك دفة القيادة لفترة طويلة مقبلة، لكن لم تظهر في روسيا أي مؤشرات إلى صحة تلك التقارير. والرئيس «الرياضي» منذ نعومة أظفاره، والملتزم تماماً بتعليمات أطبائه، يبدو في حال صحية تسمح له بـ«تكرار خوض الانتخابات لمرات عدة» كما يؤكد أنصاره.

يستعد «زعيم الأمة» الروسية المعاصرة، كما يحلو لأنصاره أن يطلقوا عليه، لأن يدخل التاريخ إلى جانب القياصرة الذين عمروا في الحكم طويلاً. للأمر هنا جانبان، فإلى جانب نجاحه مثل القياصرة الكبار في ترسيخ استقرار سياسي لعقود، بفضل إصلاحات داخلية ترافقت مع استخدام القبضة الفولاذية ضد الخصوم ما جعل فترة حكمه مديدة، انشغل أيضاً في «استعادة أمجاد» الدولة القوية التي «قد لا يحبها الآخرون كثيراً لكنهم، بالتأكيد سوف يرهبونها»، وفقاً لتعبير متداول بكثرة حالياً.

حلم بوتين دائماً في أن يكتب التاريخ اسمه في صفحات صانعي إنجازات تاريخية، مثل بطرس الأكبر باني الإمبراطورية الروسية، أو يكاترينا الثانية صاحبة الفضل في توسيع أرجاء الملك وهزيمة الأعداء «التاريخيين» للدولة الروسية.

لطالما كرر الزعيم المتربع على عرش القياصرة عبارات أو استشهادات بأقوال أو أفعال أسلافه على العرش. ومع ابتعاده تدريجياً خلال السنوات الأخيرة عن امتداح الدولة السوفياتية، بل وتحوله إلى توجيه انتقادات مريرة ضدها في مواقع عدة، فإن المقاربات التي يجريها أنصاره حالياً تقوم على مقارنة عهده بكبار الزعماء الذين تربعوا على العرش طويلاً، من إيفان العظيم الذي تربع 43 سنة على العرش، إلى فاسيلي الثالث الذي قضى نحو ثلاثة عقود في السلطة، وصولاً إلى حكم إيفان الرهيب الذي قاد البلاد بقبضة من حديد ونار لأربعة عقود، قبل أن يخلفه أليكسي الأول الذي تولى الحكم وهو طفل رضيع.

يشبه بعض الخبراء، عهد بوتين خلال ربع قرن تقريباً من حكمه بتلك العهود، لجهة أن الرئيس الذي واجه وضعاً داخلياً منهاراً وقاد بلداً على حافة التفكك سرعان ما رسم ملامح سياسة داخلية صارمة، وقاد رزمة إصلاحات اجتماعية وسياسية وأعاد ترتيب هيكل الحكم ليمسك كل مفاتيح القرار بيده. وهو في كل هذا كرر سياسات أسلافه من القياصرة. كما أن اعتماده على القوة العسكرية شكلت أمتدادا أيضاً لذلك النهج.

ومع مواجهته في بداية حكمه حرباً داخلية بقوة وصرامة، فهو خاض طوال سنوات حكمه حتى الآن مواجهات خارجية ضارية توسعت خلالها حدود سيطرة روسيا، بدأت في جورجيا عام 2008 ولم تنتهِ بعد في أوكرانيا.

وللمقارنات، فقد انشغل إيفان الثالث (العظيم) بتوسيع أراضي روسيا، وازدادت في عهده مساحة دولة موسكو من 400 ألف كيلومتر مربع إلى ما يزيد على مليوني كيلومتر مربع. وكان إيفان الثالث يضم الأراضي إلى دولته من خلال اتباع طرق دبلوماسية ماهرة وشراء الأراضي أو عبر الاستحواذ عليها باستخدام القوة. وتم في عهده اعتماد شعار الدولة المعروف حتى اليوم، وهو عبارة عن نسر ذي رأسين، الأمر الذي كان يعني آنذاك أن موسكو تعتبر نفسها روما الثالثة، أو بالأحرى وارثة للقسطنطينية الساقطة وروما المهدمة، على حد تعبير فيلوفيه الراهب من مدينة بيسكوف.

أما إيفان الرابع، المعروف باسم إيفان الرهيب، فقد اتبع سياسة توسعية خرجت عن حدود محيط موسكو، كانت تهدف إلى السيطرة بين بحر البلطيق وبحر قزوين. ولذلك خاض القيصر حروباً توسعت بنتيجتها روسيا، لتصبح إمبراطورية مترامية الأطراف. وضم كازان بقوة عسكرية طاغية، وتمكن من احتلال أستراخان، وأصبح بذلك نهر الفولغا قناة روسية بحتة تسهل الوصول إلى بحر قزوين، ومهدت الطريق للاحتلال الروسي إلى ما خلف الأورال.
وكان هدف إيفان الرهيب العسكري الرئيسي حُكم بولندا والسويد، وإقامة علاقات مع أوروبا، لكنه فشل في حروبه مع بلدان أوروبا، خاصة ليتوانيا وبولندا.

أما المرحلة الثانية التي ألهمت بوتين كثيراً، فهي تمثلت في عهد بطرس الأكبر الذي حكم البلاد 36 سنة، حوّل خلالها القيصرية الروسية إلى إمبراطورية مترامية الأطراف، وباتت تعد إحدى أهم القوى على مستوى أوروبا. وهو مؤسس مدينة سان بطرسبرغ، التي ظلت عاصمةً لروسيا على مدى أكثر من قرنين.

انتهج بطرس الأكبر سياسة ثقافية جديدة للدولة، وأراد تغيير أذواق الروس وتعريفهم بالتراث الثقافي الأوروبي، إذ أمر رجال حاشيته ومستشاريه بأن يحلقوا لحاهم، فامتعضوا كثيراً لأن اللحية كانت «مقدسة» لديهم. فطلب اثنين من الحلاقين وراح يقص اللحى بنفسه، كما أمر نساء الحاشية بتقصير أثوابهن. وقد أقام بطرس الأكبر للمرة الأولى تجارة روسيا مع منطقتي آسيا الوسطى والدولة الفارسية، منفتحاً على الحدود الجنوبية ومنطقة القوقاز التي سرعان ما دخلت أجزاء منها تحت سلطة القياصرة، طوعاً أو عبر التوسع العسكري.

المفارقة أن بطرس الأكبر بينما كان يقاتل في غرب البلاد إمبراطورية السويد، ويتوسع جغرافياً في المناطق الذي باتت أوكرانيا الحديثة حالياً، انفتح على أوروبا لتطوير دولته، وأدخل كثيراً من الفنون الغربية والأساليب المعمارية إلى البلاد. كما زار إنجلترا وهولندا عندما كان شاباً، وكان يتنكر أحياناً ويعمل في بناء السفن، فأسس جيشاً حديثاً وبنى أسطولاً بحرياً عظيماً لروسيا.

    قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

بيان سعودي - روسي يؤكد تكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى صون الأمن والسلم الدوليين

بوتين يدعو رئيسي إلى مناقشة الأوضاع الدائرة في فلسطين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين سيسجل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين بوتين سيسجل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 20:53 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
 العرب اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
 العرب اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أمينة خليل تكشف بداياتها الفنية وصعوبات دورها في "شقو"
 العرب اليوم - أمينة خليل تكشف بداياتها الفنية وصعوبات دورها في "شقو"

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما

GMT 01:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ما عدا ذلك فى ليبيا

GMT 22:03 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس الأمن يحذر من محاولات تفكيك أو تقليل عمليات الأونروا

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 11:52 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى علوي تعلن انتهاء تصوير "المستريحة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab