شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود
آخر تحديث GMT04:01:40
 العرب اليوم -

بعدما سئمت البحث عن فرصة للعمل في ظلّ الواقع المُعقّد

شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود

شابّة من غزة تفتح مشتلاً خاصاً لإنتاج الورود
غزة - العرب اليوم

لم تكن خطوة الشابّة الغزّية رواء النجار (22 سنة)، سهلة، حين قررت ترك تخصص التمريض الأكاديمي الذي درسته في سنواتها الجامعية واتجهت نحو العمل في زراعة الزهور، بعدما سئمت البحث عن فرصة للشغل في ظلّ واقع قطاع غزة المعقد، حيث تنعدم السُبل أمام الشباب والخريجين.

في بلدة بني سهيلا الحدودية الواقعة شرق مدينة خانيونس، تنشغل الشابّة لساعاتٍ طويلة يومياً، تقضيها داخل دفيئة زراعية تبلغ مساحتها 100 متر، استأجرتها قبل أشهر عدّة، وزرعتها وحدها بمختلف أنواع الورود و نباتات الزينة. تتنقل رواء بين الزهرات بعناية فائقة تهتم بها كلّ واحدة على حدة، كأنّ لها قصصاً خاصّة نُسجت تفاصيلها بالكدّ والتعب.

تقول الشابّة: "بدأتُ التجربة من خلال الخوض في مجموعة دورات تدريبية قدمتها مؤسساتٌ تُعنى بمجال الزراعة والتنمية الريفية، خلالها اكتسبتُ مهاراتٍ متعدّدة، مكنتني لاحقاً من الإقدام على إنشاء مشروعي الشخصي وكان هذا في بداية العام الحالي"، موضحة أنّها جلبت البذور في شهر يناير/كانون الثاني، ونثرتها في الأرض، وانتظرت أياماً طويلة حتّى نمت، وأنتجت أزهاراً جذابة. 

وتردف: "كان المفترض أن أكون في مثل هذا الوقت منشغلة بالعناية بالمرضى أمارس عملي الذي تمنيته منذ الطفولة، لكنّ القدر اختار لي العناية بالورود والأزهار"، مشيرة إلى أنّها وجدت فيها روحاً عشقتها كثيراً، وتعتقد أنّ الورود تحتاج لاهتمام لا يقل عن ذلك الذي ممكن أن يُمنح للإنسان.

تختلط أيدي الشابّة بالطين، بينما كانت تعمل في زراعة شتلات جديدة داخل الدفيئة. تُطلق العنان لضحكتها وتقول: "إيدينا لازم تتعفر بالتراب لحتى نعيش ونحقق أحلامنا، هذا هو حالنا في غزة"، منبهة إلى أنّها تستخدم صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتها وتسويقها للجمهور الذي وجدت لديه قبولاً وترحيباً بالفكرة وما ينتج عنها من أزهار ألوانها زاهية.

"الجوري، والبتونيا، والكرتون بألوانه، وعُرف الديك، والأسترا، وزهور النخيل الأصفر والأحمر، والصبار"، هذه جميعها أنواعٌ لورود ضمّها مشتل رواء، الذي يعتبر فكرة ريادية حصلت على تمويلٍ خاص من مؤسسة محلية، وذلك لأنّه الأول من نوعه في قطاع غزة الذي تشرف عليه فتاة. تبيّن النجار أنّها لن تكتفى مستقبلاً بالورود وستذهب نحو توسيع المشروع من خلال زراعة أصناف جديدة مثل الحمضيات واللوزيات.

تتحدث رواء بينما تمسك بيدها "غالوناً" بلاستيكياً تروي به مزروعاتها وتشير باليد الأخرى إلى زاوية في الدفيئة قائلة: "سأعمل في الأيام المقبلة على إضفاء جمالية على المكان من خلال تصميم ديكور خشبي خاص، يحيط بجوانبه كافّة ويُضفي عليه لمسة جمالية تميزه عن غيره"، مكملة: "الورد لا يليق به إلّا الجمال وهذا المكان سيصير في وقتٍ قريب لائقاً به".

رواء ومثيلاتها من الشابّات اللاتي يقررن الخوض في مهنٍ يعدّها المجتمع الغزّي حكراً على الرجال، غالباً ما يواجهن انتقادات مجتمعية وتعليقات قد تكون محبطة أحياناً، عن ذلك تتابع قائلة: "لم يكن هذا الأمر سهلاً وهذه النّظرة موجودة للأسف، لكنّ تجاوزها يكون بسيطاً إذا أثبتت الشابّة قدراتها وأصرّت على أن تكون قصة نجاح"، لافتة إلى أنّ مهنتها تحتاج لجهد كبير، نظراً للحرارة المرتفعة داخل الدفيئة الزراعية، وحاجتها لإزالة الحشائش الضارة والأشواك.

واجهت الشابّة عقباتٍ كثيرة منذ البداية؛ أولاها الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006، الذي يقيد عملية دخول بذور الورود والأزهار الحديثة، إضافة لأنّ هناك مشكلة في المياه التي بلغت نسبة ملوحتها حسب البيانات الأخيرة لسلطة المياه الفلسطينية 95 في المائة، وأيضاً أزمة الكهرباء المستمرة التي لا تصل في أحسن الأحوال سوى إلى 8 ساعات يومياً، الأمر الذي يؤثّر على المشروع بصورة كبيرة، مستدركة: "الوضع المعيشي المتردي للسكان يترك أثراً على التسويق ويهدّد استمرارية العمل كذلك".

 وقد يهمك ايضا :

الدول الآسيوية ترفض اعتبارها مكبًّا لنفايات العالم الغني بعد حظر الصين لواردات المخلاف

الأردن في خطر من حيث الأمن المائي و٢٠٠ مليون متر مكعب الفاقد سنويًّا

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 العرب اليوم - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 09:03 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

دور مصر الطبيعى!

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 08:53 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اليوم التالي.. الآن!

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 03:51 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال

GMT 03:31 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إصابة 3 فلسطينيين في اعتداءات إسرائيلية شرق قلقيلية

GMT 09:54 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أحمد السقا يكشف سبب تقديم "العتاولة 2"

GMT 03:28 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن إعادة بناء النظام الصحي لغزة مُعقد

GMT 14:02 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يعلق لأول مرة على حفل أنتوني هوبكنز

GMT 10:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab