التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات
آخر تحديث GMT00:13:20
 العرب اليوم -

عريس وعروسه بملابس الزفاف قاما بزيارة موقع الانفجار في الليلة التالية

التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات

عريس وعروسه بملابس الزفاف في موقع الانفجار

بيروت ـ جورج شاهين يقوم العمال بترميم الشرفات التي تحطمت بفعل انفجار السيارة المفخّخة التي جرت في معقل "حزب الله" اللبناني في بيروت، وهناك حشود جماهيرية متعددة تتوافد على الموقع من أجل رفع معنويات السكان، وفي هذا السياق قام عريس وعروسه بملابس الزفاف بزيارة الموقع في الليلة التالية، كي يبعثا برسالة تقول للسكان "إن الحياة لا بُدّ وأن تستمرّ".
ورغم ذلك، فإن بعض السكان المحليين كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز" لا يشاركون تمامًا التفاؤل العام الذي يبديه "حزب الله" اللبناني، الذي يعتقد بأن دعمه للنظام السوري في حربه الأهلية هو المحرك لعمليات الانفجار التي تستهدف معاقل الحزب، ويتوقع الكثيرون مزيدًا من الهجمات في المستقبل.
وتقول فريدة يعقوب، وهي مهندسة تعيش بالقرب من تلك المنطقة إنها في كل مرة تغادر منزلها أو عملها فإنها تودع عائلتها وأهلها، وتقول إنها قد تعود وقد لا تعود.
وأسفر الانفجار الأخير وهو الأعنف في لبنان منذ عشرات السنين عن مقتل 27 شخصًا في جنوب بيروت، ليعيد إلى الأذهان مجددًا مدى سرعة تأثر لبنان بالحرب الأهلية السورية، في ضوء الارتباط السياسي والاجتماعي الوثيق بين البلدين.
وغمر ما يقرب من نصف مليون لاجئ سوري المدن والقرى اللبنانية، كما زادت أحداث العنف من مخاوف السائحين، ويضاف إلى ذلك الانقسامات المريرة بين الفصائل السياسية بشأن الحرب، فالكثير من الطائفة السنية في لبنان يؤيد المقاومة السنية في سورية، بينما يقوم "حزب الله" بإرسال مقاتليه لدعم حكومة بشار في سورية، وأسهم ذلك في الفشل في تشكيل حكومة تعالج المشاكل الأكثر إلحاحًا التي تواجه لبنان حاليًا.
ويقول الأستاذ في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت باسل سلوخ "إن البلاد يسودها حالة من الاضطراب العصبي العامّ، لأن كل انفجار سيارة يُذكّر الجميع بفترة الحرب الأهلية اللبنانية، التي استمرت من العام 1975 وحتى العام 1990".
أضف إلى ذلك أن أحدث الأنباء لا تساعد على رفع الروح المعنوية في لبنان، حيث تحتجز مليشيات اثنين من الطيارين الأتراك تم اختطافهما بالقرب من مطار بيروت، هذا الشهر ، كما أعلنت قوات الأمن عن اكتشافها سيارة "أودي" فضية تحمل لوحات مزورة كان يتمّ تفخيخها في كراج تحت بناية سكنية تقع بجوار مقر المجلس المحلِّي كانت تحمل 500 رطل من المتفجرات وإلى جوارها فتيل التفجير،  وهي كلها أنباء تثير مخاوف ورعب اللبنانيين.
وعلى الرغم من قيام الشرطة باعتقال عدد من المتورطين في ذلك إلا أنها تقول إن هؤلاء جزءٌ من جماعة تُخطّط لتفجير المزيد من السيارات، الأمر الذي زاد من المخاوف في أوساط السكان، واضطرار بعضهم إلى مغادرة المنطقة والعيش في منطقة أخرى، وتحوَّل كل فرد في المنطقة إلى شرطي، حيث يقوم بالإبلاغ فورًا عن أيّ شيء غريب أو سيارة غريبة.
ويوجد هناك من يقول "إن اعتياد اللبنانيين على الصراع منحهم القدرة على التواصل مع الحياة وخاصة حياة الليل، وذلك في أحلك الظروف والأوقات، وعلى الرغم من الانفجارات وما يعقبها من بُكاء إلا أن ذلك لا يمنع الزوجة من سؤال زوجها عن المكان الذي سوف يصحبها فيه لقضاء السهرة، أو عن الفستان الجديد الذي ينوي شراءه لها"، كما يقول حسان غيزاوي، الذي يدير محلاً لتنظيف الملابس في المنطقة.
ولا شك في أن تأجيج حالة عدم الاستقرار في لبنان ترجع إلى ارتباط بعض الأحزاب اللبنانية بالأحزاب المتناحرة في سورية، ويعتقد الجميع أن غضب المتطرفين السنة من الدور الذي يلعبه "حزب الله" في سورية هو الدافع وراء التفجيرات الأخيرة.
ولا جدال في أن ذلك غيَّر من نمط الحياة في الأحياء الجنوبية من العاصمة بيروت، حيث يعيش الشيعة اللبنانيين في دولة افتراضية داخل دولة، يديرها "حزب الله"، الذي أنشأ أخيرًا العديد من نقاط التفتيش لكل من يدخل المنطقة، الأمر الذي تسبب في زحام مروري، بينما يقوم آخرون بإعادة بناء ما دمَّرَه الانفجار تحت شعار "جهاد البناء".
ويقول مواطن لبناني شيعي "إن ما حدث لن يغير من مواقف حزب الله حتى ولو زاد معدل الهجمات في المستقبل". وأضاف أن "الحرب ما زالت مستمرة، وبطبيعة الحال علينا أن نتوقع المزيد من التفجيرات".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات



GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab