تلاميذ أفغانستان يدفعون حياتهم ثمنًا باهظًا لهجمات حركة طالبان الدموية
آخر تحديث GMT21:49:50
 العرب اليوم -

ما أثار غضب المجتمع الدولي والشعب الأفغاني علاوة على الآثار السلبية

تلاميذ أفغانستان يدفعون حياتهم ثمنًا باهظًا لهجمات "حركة طالبان" الدموية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تلاميذ أفغانستان يدفعون حياتهم ثمنًا باهظًا لهجمات "حركة طالبان" الدموية

العنف والتفجيرات في أفغانستان
كابل - العرب اليوم

خلال الأيام الأخيرة، زادت وتيرة العنف والتفجيرات في أفغانستان، ودفع المواطن أثماناً باهظة لتلك الهجمات الدموية، لا سيما الأطفال، بسبب الهجومين الكبيرين الذي نفذتهما حركة طالبان في العاصمة كابول وإقليم غزنة. الهدف كان مراكز أمنية، لكن مدارس الأطفال تأثرت إلى حد كبير. وكان معظم ضحايا الهجومين تلاميذ المدارس المجاورة، ما أثار غضب المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، علاوة على الآثار السلبية على نفسية الأطفال.

في الأول من شهر يوليو/ تموز، وفي الصباح الباكر، أوصل محمد علي ابنه وابنته إلى مدرستهما القريبة من منزلهما في منطقة ميكرويان كهنه وسط العاصمة. وبعد فترة وجيزة، حين كان محمد علي جالساً في منزله، سمع دوي انفجار ضخم هز المنطقة بأسرها. تكسر زجاج المنزل برمته، وبدأت زوجته بالصراخ. هرع محمد إلى المدرسة، وأخذ ابنه وابنته وسط زحام شديد أمام المدرسة الحكومية التي تسمى مدرسة "عزير 2".

لم تكن المدرسة وحدها التي تأثرت بالهجوم، بل خمس مدارس حكومية وخاصة، نتيجة الهجوم الدموي لطالبان على مكتب لوجستي تابع لوزارة الدفاع الأفغانية، ما أدى إلى إصابة نحو 50 تلميذاً وتلميذة، إضافة إلى مقتل أحدهم. كانت الصور التي نشرت لتلاميذ المدارس الابتدائية داخل الصفوف وعند الهرب من المدارس، وأثناء العودة إليها في الأيام التالية، فظيعة. كل تلك المشاهد الأليمة، إضافة إلى مشاهد الأطفال الجرحى في المستشفيات، أثارت حفيظة الأفغان، وأثرت سلباً على نفسية التلاميذ في تلك المدارس وغيرها.

أقرأ أيضا حركة طالبان تعلن مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في كابل

يقول حميد الله، أحد سكان منطقة ميكرويان القريبة من موقع الهجوم،  "كنت من بين الأوائل الذين وصلوا إلى إحدى المدارس القريبة، فوجدت الأطفال يصرخون ومدرساتهم في حالة من الخوف والهلع. الجميع كان يصرخ والدماء تسيل على رؤوس ووجوه بعضهم نتيجة تكسر الزجاج. لم أكن أعرف للوهلة الأولى ماذا أفعل، وبعد دقائق، بدأت بإخراج الأطفال من المكان. لن أنسى صرخاتهم طيلة حياتي".

كان للهجوم الدموي أثر كبير على نفسية الأطفال، وما زال مستمراً على الرغم من مضي أيام وأسابيع على الحادث. تقول فريحه التي تبلغ من العمر خمسة أعوام وتدرس في إحدى المدارس التي تأثرت من جراء الهجوم، إنها عندما تكون جالسة في الصف ويفتح أحدهم الباب بقوة، تظن أن انتحارياً قد دخل. تضيف: "لا أريد أن أذهب إلى المدرسة لكن أمي ترغمني على ذلك". في المقابل، تقول الوالدة إن ابنتها تصرخ أحياناً وهي نائمة من جراء هذا الهجوم الدموي، ولم تكن تفعل هكذا قبل ذلك. "أعرف أن ما يحدث معها هو نتيجة لذلك الحادث الأليم".

بعد أيام من هذا الهجوم الدموي، أي في السابع من الشهر الجاري، وقع حادث آخر في إقليم غزنة. واستهدف هجوم طالبان هذه المرة مقر الاستخبارات وتأثرت المدارس المحيطة به، وقتل ستة أشخاص وأصيب 177 آخرون، عدد كبير منهم من تلاميذ المدارس الموجودة قرب موقع الحادث. وأدى الحادث إلى عدم ذهاب العديد من التلاميذ إلى المدارس لأيام عدة خوفاً من وقوع حادث آخر.

الهجومان الدمويان أثارا استياء الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي أيضاً، ودانت الأمم المتحدة الهجوم الدموي وتحديداً إصابة الأطفال. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" هنريتا فور، في بيان: "يجب أن تكون المدارس ملاذاً للسلام"، مؤكدة أن "العنف في المدارس وحولها غير مقبول على الإطلاق، والوضع الأمني القاسي بالفعل في أفغانستان ازداد سوءاً مؤخراً"، لافتة إلى أنه يجب إنهاء هذا العنف الذي يهدم المستقبل ويودي بحياة الأطفال وراحتهم.

وجددت دعوتها جميع أطراف النزاع إلى إنهاء العنف وحماية الأطفال في جميع الأوقات، قائلة إن أجيال من أطفال أفغانستان لم يعرفوا سوى الحرب والويلات.

كذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إنها منزعجة بسبب حال الأطفال واستهدافهم أو إصابتهم، مطالبة أطراف الحرب بإنهاء التفجيرات العشوائية في المناطق المدنية. هكذا، بات أطفال أفغانستان من أكبر ضحايا الحرب، خصوصاً أنهم من بين القتلى والجرحى والمتأثرين نفسياً والمحرومين من التعليم والرعاية الصحية. و ذكرت التقارير الأممية أن ثلث ضحايا الحرب في أفغانستان هم من الأطفال، وأن هذه الوتيرة قد ارتفعت بشكل خطير بعد عام 2017.

وتقول "يونيسف" في تقريرها الأخير بعنوان "حماية الأطفال" إن نصف سكان هذه البلاد هم دون سن المراهقة والبلوغ، وهؤلاء معرضون لأنواع مختلفة من المعاناة بسبب الحرب المستمرة والحالة المعيشية الهشة والأعراف والتقاليد السائدة، مشيرة إلى أن الارتفاع الخطير في عدد ضحايا الأطفال من جراء الحرب مثير للقلق. وتقول مؤسسة "إنقاذ الطفل"، في بيان، إن "أفغانستان من أخطر الدول للأطفال"، مشيرة إلى أن أعداداً كبيرة من الأطفال يقضون حياتهم بسبب الحرب.

قد يهمك أيضا

"طالبان" تُرسِل مبعوثًا إلى إيران للتفاوض قبل اللجوء إلى "دعم إقليمي"

كرزاي وممثلون عن "طالبان" يبحثون في موسكو إحلال السلام في أفغانستان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاميذ أفغانستان يدفعون حياتهم ثمنًا باهظًا لهجمات حركة طالبان الدموية تلاميذ أفغانستان يدفعون حياتهم ثمنًا باهظًا لهجمات حركة طالبان الدموية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 العرب اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab