القدس المحتلة ـ كمال اليازجي
في أعقاب الكشف عن الفوارق الكبيرة في مستوى التعليم بين العرب واليهود في إسرائيل، بسبب سياسة التمييز العنصري الرسمية، نُشرت دراسة جديدة في تل أبيب، أمس الأربعاء، أظهرت أن 10 في المائة فقط من موازنة وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية يتم توجيهها من أجل دفع تقدم المدارس العربية، مع أن نسبة التلاميذ العرب تشكل 22 في المائة من مجموع التلاميذ في إسرائيل.
وجاء في الدراسة التي أعدها "مركز طاوب لدراسة السياسة الاجتماعية في إسرائيل"، أنه على الرغم من تقليص الفجوة بين المدارس الابتدائية العربية واليهودية في السنوات الأخيرة، فإنه توجد فجوات كبيرة في المرحلتين الإعدادية والثانوية؛ حيث تدنى مستوى التعليم العربي.
واقترح الباحثون في المركز تغيير طريقة رصد الميزانيات، من خلال سلة خدمات مختلفة للتلاميذ من سن روضة الأطفال وحتى المرحلة الثانوية. وأضافوا أن من شأن خطة كهذه أن تركز كافة الخدمات في أيدي وزارة التربية والتعليم، بدلًا من الوضع الحالي؛ حيث السلطات المحلية التي بحوزتها موارد غير متساوية، تشارك في تمويل مصاريف التعليم بصورة متساوية.
وكانت نتائج الامتحان الدولي لتقييم الطلبة في العلوم والرياضيات والتعبير اللغوي (بيزا)، لسنة 2018 قد بينت تدني مستوى التحصيل للطلاب العرب في البلاد، قياسًا بالطلاب اليهود، وبمعدل علامات الطلاب في دول المنتدى الاقتصادي للدول المتطورة (OECD). وأظهرت نتائج امتحان "بيزا" أن معدل علامات الطلاب العرب أدنى بنحو 100 – 180 نقطة من معدل علامات الطلاب اليهود، وأنه بينما بقيت علامات الطلاب اليهود بالمستوى نفسه قياسًا بامتحانات سابقة، فإن علامات الطلاب العرب تراجعت بعشرات العلامات.
وأظهرت النتائج أن معدل امتحان القراءة في المدارس اليهودية خرج بنتيجة 506، أي كما هو في السنة السابقة، بينما معدل امتحان القراءة في المدارس العربية بلغ 362، ما يعني انخفاضًا بـ29 نقطة، وأن المعدل في إسرائيل بشكل عام بلغ 470 نقطة، بينما المعدل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) هو 487 نقطة.
وبلغ معدل امتحان الرياضيات في المدارس اليهودية 490 نقطة، ودون تغيير عن السنة السابقة، بينما في المدارس العربية هو 379، بانخفاض 12 نقطة. وكان المعدل في دول "OECD" هو 489، والمعدل العام في إسرائيل 463 نقطة.
وفي امتحان العلوم الحيوية؛ بلغ المعدل في المدارس اليهودية 491 نقطة، من دون تغيير عن السنة السابقة، بينما في المدارس العربية 375، بانخفاض 26 نقطة. وكان المعدل في دول "OECD" هو 489 نقطة، والمعدل العام في إسرائيل 462 نقطة.
وقد عقب مدير عام وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، شموئيل أبواب، على هذه النتائج قائلًا إن "هذه المعطيات تدل على أن هناك فجوة بشكل ثابت بين طلاب المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، ولكن في الامتحان الأخير اتسعت الفجوة، ونحن لا نستطيع أن نسلِّم مع هذا الواقع وسنجري فحصًا عميقًا، شاملًا وجذريًا، من خلال إقامة لجنة فحص خاصة بهذا الموضوع. ستقوم اللجنة بفحص المنهاج التعليمي، وأساليب التدريس، وطريقة استعمال الميزانيات والموارد التي خصصت لدعم جهاز التعليم العربي، ورفع نتائج التحصيل في المجتمع العربي، وكذلك ستفحص اللجنة طريقة استعمال آلاف ساعات الدعم والتطوير التي أعطيت لدعم جهاز التعليم".
وتوجهت لجنة متابعة التعليم العربي برسالة عاجلة إلى مدير عام الوزارة، قالت فيها إن "هذه المعطيات مقلِقة جدًا"، وطالبت بتغيير جدي في سياسة ومكانة التعليم العربي في إسرائيل، وإقامة لجنة مشتركة لوزارة التربية والتعليم ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، لفحص أوضاع التربية والتعليم العربي في كافة المجالات لبناء خطة استراتيجية شاملة، تسعى لسدِّ الفجوات والنهوض بالتعليم العربي. وقالت اللجنة إنه في عهد بنيامين نتنياهو، تراجع كل شيء يتعلق بالعرب والرفاهة والازدهار.
قد يهمك أيضاً:
أرسل تعليقك