"فتح" تتهم "حماس" بالتصعيد في قطاع غزة
غزة ـ محمد حبيب
اتهمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باتجاهها نحو التصعيد في قطاع غزة عن طريق شن حملة اعتقالات واسعة ضد عناصرها، مستغربة في الوقت ذاته تفاخر "حماس" بإجراء اتصالات مع أميركا والغرب واستخدام العنف ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع
غزة.
وقال الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف إن "الأفعال كلها التي تقوم بها حماس في قطاع غزة المصحوبة بحملة إعلامية غير مبررة لا تبشر بالخير، حيث شهدت الأيام الماضية تصعيد حملة الاعتقالات ضد عناصر "فتح".
وأضاف عساف في تصريح صحافي وصل "العرب اليوم"، "ما قامت به حماس خلال الأيام الماضية من كشف لأوراق بشأن التورط في أحداث مصر ما هي إلا مسرحية هزلية لا تستحق التعليق، مشيراً إلى أن حركة حماس تفوقت على النظام النازي الألماني بأفعاله وأقوله.
وأوضح عساف أن حماس تريد التهرب من استحقاق المصالحة القادم الذي ينص اتفاقه على تشكيل حكومة التوافق الوطني ومن ثم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مدة أقصاها 3 أشهر، مؤكداً أن هذا دليل واضح على عدم توجه حماس للمصالحة وتكريس الانقسام السياسي بين شطري الوطن.
ولفت إلى أن ما تقوم به حماس هو تمويه لتدخلها في الشأن المصري الداخلي وبالتالي من المؤكد أن حماس أولوياتها ليست فلسطين والمصالحة بل ما يجري في مصر ومصالح الإخوان المسلمين سواء في سورية أو مصر.
وعن الخطوات المقبلة بعد استحقاق 14 الشهر الجاري وهو الموعد المتفق عليه بين فتح وحماس لإعلان تشكيل الحكومة قال عساف " يوجد بيننا اتفاقيات مصالحة ونحن ملتزمون به بكامل تفاصيله كما إن الغالبية المطلقة من الشعب وفصائله ملتزم به وحماس تقف في جهة والشعب في جهة أخرى.
وطالب عساف حركة حماس بالتوجه للمصالحة وإلا فإن الشعب الفلسطيني والقيادة لن يبقوا أسرى لمصالح حماس التي أصبحت عبئا ثقيلا على الشعب وضد تحرير فلسطين.
كما طالب عساف حركة حماس بالالتزام بالاتفاقيات المصالحة وسحب الفيتو الذي وضعته على بنود المصالحة وتهيئة الظروف للوحدة الوطنية لأنه ما زال الوقت أمامنا لعودة حماس إلى رشدها.
وتأتي تحذيرات حركة فتح بالتزامن مع تنفيذ الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في غزة حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة في قطاع غزة كان أكثرها في محافظة شمال غزة وذلك تزامناً مع حلول عيد الفطر المبارك.
ففي محافظة رفح داهمت قوة من جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس منزل مدير مكتب النائب في المجلس التشريعي ماجد أبو شمالة ، المحامي خليل أبو حسنة، وصادرت أجهزة الحاسوب والاتصالات الخاصة به وعدد من المستندات المتعلقة بنشاط اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتي تعنى بكفالة الأيتام ورعاية أسر الشهداء وقامت باقتياد أبو حسنة إلى مركز التحقيق الرئيسي في محافظة رفح ولازال رهن الاعتقال إلى الآن.
وفي محافظة شمال غزة قامت قوة كبيرة من جهاز الأمن الداخلي بمداهمة منزل عضو لجنة إقليم الشمال عبد العزيز المقادمة وقامت بتفتيش المنزل ومصادرة جهاز الحاسوب والجوال الخاص به واقتادته إلى مقر الأمن الداخلي في شمال غزة ولازال رهن الاعتقال منذ الخميس دون معرفة أسباب الاعتقال.
كما استدعى جهاز الأمن الداخلي كلاً من الكادر الفتحاوي عبد الجواد زيادة والأخ وليد صبيح أمين سر منطقة الشهيد فضل ريحان و الكادر الفتحاوي جليل اشتيوي والناشط في الشبيبة رائد أبو حسين وقامت بالتحقيق معهم على خلفية أنشطة تتعلق بانتمائهم لحركة فتح.
واستدعى جهاز الأمن الداخلي في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة أمين سر منطقة الشهيد حسين أبو هليل، عيسى درويش ولم يتم الإفراج عنه إلى الآن.
واستنكرت حركة فتح في إقليم شمال غزة حملة الاعتقالات التي نفذتها أجهزة حماس الأمنية والتي لم تراع فيها قدسية أيام عيد الفطر واعتبرتها تصعيداً خطيراً قد يكون مقدمة لهجمة شرسة تطال عدداً كبيراً من أبناء الحركة بعد انتهاء عطلة عيد الفطر حسب المعلومات التي تسربت من أروقة الأجهزة الأمنية في غزة.
وحذرت حركة فتح من هذه الانتهاكات التي تعتبر تعدياً صارخاً على كل ما تم الاتفاق عليه من خلال لجنة الحريات، مؤكدة أنه لا علاقة للحركة بأي مسميات تنشر على شبكة الانترنت كحملة تمرد وما شابهها معتبرة إيها ذريعة تتخذها حماس للنيل من أبناء حركة فتح لحظر أي نشاط للحركة في قطاع غزة.
ودعت حركة فتح قادة القوى والفصائل الوطنية إلى التدخل العاجل لدى قيادة حماس لإطلاق سراح الأخوة المعتقلين ووقف تغوّل أجهزة حماس الأمنية على أبنائها الأمر الذي من شأنه توتير الساحة الفلسطينية من جديد ونسف التفاهمات كلها التي تم التوصل إليها والعودة إلى المربع الأول.
أرسل تعليقك