جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري تدريبات عسكرية لاجتياح غزة وجنوب لبنان
غزة ـ محمد حبيب
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، أنه يجري تدريبات على اجتياح الجنوب اللبناني وقطاع غزة، ونصب بطارية صواريخ لمنظومة "القبة الحديدية" في إيلات، تحسبًا لإطلاق صواريخ نحوها من سيناء المصرية.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، بيني غانتس، "إن قطاع غزة غير مستقر، وإنه سيبقى
معاديًا لإسرائيل في المستقبل القريب، وأن حركة (حماس) تتحمل المسؤولية عن ذلك، وبالتالي فهي المستهدفة"، مضيفًا أن "الجيش لن يسمح باستمرار إطلاق النيران المتقطعة، وسيعتمد على قائد القوات البرية الجديد شلومو ترجمان، للقيام بهذه المهمة استنادًا إلى تجربته العسكرية".
وجاءت تصريحات غانتس، خلال مراسم تسليم قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي شلومو ترجمان، مساء الخميس، منصب القائد العسكري لمنطقة الجنوب، خلفًا للجنرال طال روسو، الذي ترك الجيش بعد 35 عامًا، وجرت مراسم التعيين بحضور غنتس وكبار الضباط.
يشار إلى أن ترجمان (49 عامًا)، بدأ خدمته في الجيش في سلاح المدرعات، وقاد في السنوات الأخيرة عملية تأهيل وحدات ميدانية وقوات برية وإدخال وسائل قتالية تكنولوجية متطورة، وحوّل وحدة "غولاني في الجيش" إلى قوة مؤللة، وسلح الوحدة "401" بدبابة "مركفاه 4" التي تشتمل على المنظومة الدفاعية المسماة "معطف الريح".
ونقل عن ترجمان قوله "إن السنوات الأخيرة، وحتى الأيام الأخيرة، تشير إلى الحساسية العالية لمنطقة الجنوب، وتأثيرها على الأمن، وعلى الإحساس بالأمن في أجزاء كبيرة من البلاد، وأن التمعن في المنطقة يكشف عن تهديدات جديدة وقديمة، قريبة وبعيدة، تصنع واقعًا مركبًا وحساسًا، وأن التأهيل والجاهزية للوحدات العسكرية رادعان، ولكن إذا كان لابد من القتال، فإننا سنضرب بذكاء وبشدة، ونستعد للحملة العسكرية كأنما لا يوجد تهدئة".
وقد أدلى وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون، في وقت سابق، بتصريحات ضمنها تلميحات وتهديدات حربية، إذ قال "إن إسرائيل سترد على الصواريخ من قطاع غزة بعنف كبير، وإن اجتياح لبنان لضرب (حزب الله)، هو مسألة حتمية".
وأعرب خبراء إسرائيليون، عن استغرابهم من هذه التدريبات، ومن تصريحات يعلون، إذ أن الجيش الإسرائيلي نفسه قال "إنه يعرف أن حركة (حماس) لم تكن الجهة التي أطلقت الصواريخ في اتجاه إسرائيل، وأنها غير معنية بالتصعيد مع إسرائيل، وأن الصواريخ أطلقت من طرف تنظيمات متمردة عليها، و(حزب الله) لم يطلق رصاصة في اتجاه إسرائيل منذ حرب 2006".
ورأت صحيفة "معاريف" العبرية، أن "هذه اللهجة هي تعبير على التغيير الذي حصل في وزارة الدفاع، إذ حل يعلون محل إيهود باراك، ويعلون متطرف بشكل عام ولا يثق بـ(حماس) ولا حتى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، رغم تصريحاته ضد العنف ومحاربة أجهزته الأمنية للإرهاب".
وأضافت "معاريف"، "إن يعلون لا يثق أيضًا برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ومع أنه وافق على أن يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الاعتذار له بشأن مقتل 9 أتراك على سفينة (مرمرة)، إلا أنه صرح بأن هذا الاعتذار لن يحل المشكلة مع تركيا، وأنها تتخذ مواقف معادية من إسرائيل لأسباب إستراتيجية وليس بسبب مقتل الأتراك، وعليه، فهو يحاول إظهار تغيير في لهجة وزارة الدفاع في عهده، وهذا لا يعني بالضرورة أنه تغيير في السياسة".
وقد شهدت منطقة الجولان السورية المحتلة في الشمال، ومنطقة النقب في الجنوب، في الأيام الأخيرة، تدريبات مكثفة ومتواصلة، قال الجيش فيها إن تدريبات الجولان تحاكي خطة للجيش الإسرائيلي ترمي إلى احتلال الجنوب اللبناني، بادعاء أن "حزب الله" اليوم تغير، وأصبح يملك ترسانة صاروخية أكبر وأكثر تطورًا، ويتمركز فوق وتحت الأرض، والحرب معه واقعة لا محالة، وأن تدريبات الجنوب تحاكي عملية اجتياح لقطاع غزة، إذ أن إسرائيل لم تعد تحتمل إطلاق صواريخ على بلداتها.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، لصحيفة "يسرائيل هيوم"، "إن هناك قناعة ثابتة بأن الأوضاع في سورية تقترب من الانهيار، وأن لبنان بات ساحة أساسية في الصراع السوري، وفي هذا نذير سوء بالنسبة لإسرائيل، وعليها أن تستعد لمواجهة أسوأ وأخطر الاحتمالات، وبدا من التدريبات أن الجيش يخطط لقصف مكثف مدمر للأبنية ومنصات إطلاق الصواريخ، واجتياح جارف وسريع ومحاولة لإنهاء الحرب خلال أيام قليلة، وقد استخدم الجيش في تدريباته معدات وأجهزة متطورة لتنفيذ عمليات تحت الأرض، بادعاء أن (حزب الله) في لبنان، و(حماس) و(الجهاد) في قطاع غزة حفرت الخنادق وبنت تحصينات تحت الأرض".
ولم يكتف الجيش الإسرائيلي بهاتين الجبهتين، وراح يستعد لاحتمال أن تنضم سيناء إلى التصعيد الأمني، وذلك بقصف صاروخي أو هجمات فدائية، حيث أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أن قوات الدفاع الجوي نصبت خامس بطارية لمنظومة "القبة الحديدية" المتطورة، المضادة للصواريخ التي تطلق على البلدات الإسرائيلية، وتم نصبها هذه المرة في إيلات، بدعوى أنها موجهة لصدّ صواريخ قد تنطلق من سيناء في اتجاه إيلات جنوبًا وتل أبيب، ومنطقة المركز المحيطة بها شمالاً.
أرسل تعليقك