رئيس الجمهورية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
الجزائر- خالد علواش ،عمر ملايني
وصل إلى مطار بوفاريك العسكري في البليدة ظهر الثلاثاء، وكان في استقباله الوزير الأول عبد المالك سلال وطاقم الحكومة، وحلّ بوتفليقة في أرض الوطن بعد 88 يوما من الغياب بداعي المرض بعدما نقل في 27 نيسان/أبريل الماضي إلى مستشفى فال دو غراس في باريس.
وكان
الرئيس الجزائري غادر فرنسا ظهر الثلاثاء متوجها إلى الجزائر، استقل طائرة الرئاسة الجزائرية وهو على كرسي نقال، وأقلعت طائرته من مطار لوبورجيه متوجهة إلى مطار بوفاريك العسكري قرابة الساعة 13:30 بتوقيت باريس (11:30 بتوقيت غرينتش) كما أوضحته مصادر ملاحية.
وأفاد مراسل فرانس برس بأن الطائرة أقلعت وسط تكتم من مدرج مخصص لرجال الأعمال، وقبل دقائق من ذلك، وصل موكب يضم بضع سيارات سوداء وسيارة "فان" بيضاء إلى المدرج حيث تمركز دراجون من الشرطة وشرطيون بالزي المدني ومسلحون.
وكان سلال في استقبال الرئيس بوتفليقة في المطار العسكري في بوفاريك غربي العاصمة الجزائر، بعد أن قرر قطع زيارته التفقدية إلى ولاية تيزي وزو التي كانت مبرمجة ليوم كامل.
وكان مصدر ملاحي قد قال إن الرئيس الجزائري استقل طائرة الرئاسة الجزائرية التي أقلعت من مطار لوبورجيه متوجهة إلى العاصمة الجزائرية قرابة الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (11,30 بتوقيت غرينيتش).
وتشير مصادر عليمة إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان مقعدا في كرسي متحرك أثناء ركوبه في الطائرة الرئاسية المزودة بالمعدات طبية، يحدث هذا في الوقت الذي لم تشر فيه وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية إلى عودة الرئيس بوتفليقة، ما جعل انتشار الإشاعات في أوساط الشارع الجزائري عن عودة الرئيس وإمكانية ممارسة نشاطه الرئاسي.
وأمام ذلك اختار النظام الحاكم في الجزائر مطار بوفاريك العسكري بولاية البليدة ( 50 كلم غرب الجزائر العاصمة) لاستقبال الرئيس بوتفليقة بدلا من مطار هواري بومدين الدولي، الذي يقع في العاصمة، كما حدث أثناء وعكته الصحية الأولى عام 2005 حيث استقبل أثناء عودته استقبالا رسميا وجماهيريا. ما يطرح أن السلطات العليا في الجزائر فضلت الإحاطة عودة الرئيس بالكتمان في ظل الظروف الصحية الحرجة التي يعاني منها الرئيس البالغ من العمر 76 عاماً.
وإحاطة عودة الرئيس بوتفليقة بالسر ظهر جليا من خلال عدم علم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي كان، الثلاثاء، في زيارة عمل وصفت بالمهمة إلى ولاية تيزي وزو (150 كلم شرق الجزائر العاصمة) ثم اضطر إلى قطعها فجأة وهو الذي كان من المقرر أن يقوم بعملية تفقدية لمجموعة من المشاريع المهمة في ذات الولاية.
ونقل الرئيس الجزائري إلى فرنسا للعلاج في 27 نيسان/أبريل الماضي إثر إصابته بجلطة خفيفة، وفق السلطات الجزائرية.
وفي 12 حزيران/يونيو الماضي ظهر بوتفليقة علنا لأول مرة منذ نقله للعلاج على التلفزيون العام الجزائري جالسا يحتسي القهوة مع رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، ردا على الشائعات التي أحاطت بوضعه الصحي.
وتنتهي الولاية الثالثة للرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999، في 2014 ، إلا أن بعض أحزاب المعارضة تطالب بإعلان شغور المنصب وتنظيم انتخابات مسبقة وفقا للمادة 88 من الدستور بسبب "عجز الرئيس عن أداء مهامه".
وسبق أن عولج الرئيس الجزائري في مستشفى فال دوغراس في 2005 لقرابة الشهر بعد إصابته بنزيف في المعدة بسبب قرحة.
بالتزامن مع عودة بوتفليقة قرر الوزير الأول عبد المالك سلال تقليص زيارته الميدانية لولاية "تيزي وزو" لاستقبال الرئيس.
وكانت صحيفة "لوغيغارو" الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق نقلا عن طبيب فرنسي على صلة بالملف قوله "الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة أفضل حالا مما يعتقد الكثيرون".
وتؤكد معلومات ترددت نهاية الأسبوع الماضي " أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نجح في الاستجابة بشكل سريع للعلاج الذي خضع له، وهو ما يساعده على العودة إلى النشاط الرسمي في وقت قريب".
وبعد تعرض الرئيس بوتفليقة إلى نوبة إقفارية في 27 نيسان/أبريل الماضي استدعت نقله إلى المستشفى، أصدرت الرئاسة الجزائرية بيانا في 7 أيار/مايو الماضي أكدت فيه أن حالة الرئيس "تحسنت كثيرا"، وفي 12 أيار/مايو أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أن الرئيس بوتفليقة في صحة جيدة، وفي 22 من الشهر نفسه أعلن قسم الصحة في الجيوش الفرنسية التابع لوزارة الدفاع في بيان أن بوتفليقة نقل من مستشفى "فال دو غراس" إلى مستشفى عسكري ليزانفاليد ، وأكد وزير الخارجية مراد مدلسي أن الرئيس سيعود قريبا قادما من فرنسا بعد قضاء فترة النقاهة هناك، إلا أن المعارضة دشّنت في 27 أيار/مايو الماضي رسميا مرحلة ما بعد "بوتفليقة" ومجموعة الـ14 للدفاع عن السيادة والذاكرة في الجزائر تدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد، وفي 31 أيار/مايو أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن أمله في عودة بوتفليقة إلى الجزائر، وفي الأول من حزيران/يونيو الماضي استنكرت المعارضة تلقي معلومات بشأن صحة رئيس الجمهورية من مؤسسات فرنسية، فيما ظهرت الصور الأولى للرئيس بوتفليقة في 11 حزيران/يونيو في التلفزيون الجزائري، لتنتهي الرحلة في 16 تموز/يوليو الجاري بعودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر في كرسي متحرك في مطار بوفاريك العسكري وسط غياب استقبال شعبي خلافا لسنة 2005 .
أرسل تعليقك