عراقي يدلي بصوته في الانتخابات (صورة أرشيفية)
بغداد ـ جعفر النصراوي
بعثت المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق برسالة تطمين إلى جميع الكتل السياسية التي تنافس للحصول على مقاعد الحكومات المحلية عبر انتخابات العشرين من الشهر الجاري، مؤكدة أنها تعمل بشفافية وحيادية وتحت إشراف الأمم المتحدة.
فيما تواصل بعض الكتل السياسية لاسيما السنية منها بالتشكيك المسبق
في نزاهة الانتخابات وخضوعها لتأثير الأحزاب المتنفذه، فيما حثّ رئيس مجلس النواب العراقي أسامه النجيفي ورجال دين شيعة العراقيين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لاختيار الأنسب، وكشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أنها ستزود جميع الكتل والكيانات السياسية باستمارات الاقتراع على أقراص مدمجة، مؤكدة أنها تعمل بمهنية وأمام المراقبين الدوليين.
وقال مدير الإدارة الانتخابية في المفوضية، مقداد الشريفي، في تصريح إلى العرب اليوم إن "المفوضية ستعمل على توزيع أقراص مدمجة تحوي صور جميع الاستمارات الواردة من المحاطات الانتخابية على الكتل والكيانات المشاركة في الانتخابات، مبينًا أن هذا الإجراء يمنح الكتل السياسية شعورًا بالطمأنينة ويضمن الشفافية في عمل المفوضية، لافتًا إلى أن توزيع الاستمارات سيكون بعد إعلان النتائج الأولية، موضحًا أن المفوضية لديها قسم لأرشفة جميع أوراق الاقتراع".
ونفى الشريفي الاتهامات بسيطرة جهة واحدة على دوائر المفوضية المهمة، موضحًا أن المفوضية تعمل بمهنية وتحت مراقبة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن ذلك يعد بمثابة رسالة تطمين نبعثها إلى جميع الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات
في السياق ذاته دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامه النجيفي ورجال دين شيعة إلى المشاركة بالتصويت محذرين من مغبة تزوير أوراق الاقتراع فيما إذا بقيت فارغة، وقال رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في بيان أصدره مكتبه الأربعاء وتلقى العرب اليوم نسخه منه، أن هذه الانتخابات، وباختصار شديد، قد تكون مفتاح الأمل، وبداية التغيير، وعنوان برامج جديدة، وقيادات مخلصة، ومنظومة إصلاح متكامل، وتغيير منشود".
وأضاف النجيفي في بيانه مخاطبا العراقيين، أن هذا يتحقق حين تشاركون في الانتخابات بفاعلية، وترفضون السلبية والجلوس في المنازل في يوم التصويت، برفض ترك ورقة التصويت، وهي تمثل هوية الحق الذي منحك إياه الدستور، فارغة بيضاء لأن ذلك يحيلها لطريق إلى مستقبل أسود مظلم، مشيرًا إلى أن المشاركة لوحدها لا تكفي، بات على عاتقكم حسن الاختيار، أن تنظروا بقلوبكم وعقولكم إلى القوائم والمرشحين، أن تجعلوا مقياس الاختيار، رؤية العراق مستقراً مزدهراً، يرفل أبناؤه بخيراته التي لا زال محروماً منها".
وحذر النجيفي من هيمنة الأحزاب على العديد من المفاصل منها القوات الأمنية التي تقوم بحماية مراكز الاقتراع وكذلك على بعض منتسبي المفوضية كون تلك الهيمنه قد تجد بابًا لتزوير الأصوات مايجعل الفاشل مستمرا في توليه المناصب الحكومية، مايؤدي إلى استمرار الحالة المزرية التي يعيشها غالبية العراقيين.
من جهته، رد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الحكومة نوري المالكي على متهميه، وأكد أن "المفلسين والفاشلين فقط هم" من يتهمونه بالتزوير، وقال النائب علي الصيهود لـ "العرب اليوم"، إن دولة القانون هي المتضرر الأول من عمليات التزوير كما جرى عام 2010، لافتًا إلى أن من يتهمنا بالتزوير يعلم بأن الشعب العراقي ماضٍ لاختيار دولة القانون الذي يسعى لتشكيل حكومة أغلبية سياسية"، وبيّن الصيهود أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تضم ممثلين عن جميع الكتل السياسية وكل ما يجري فيها أمام عيونهم، داعيًا المفوضية إلى اتخاذ كافة الإجراءات لمنع عمليات التزوير.
وفي شأن متصل توالت دعوات رجال الدين الشيعة مثل السيستاني والصدر لحث العراقيين على التوجه لصناديق الاقتراع و"عدم خذلان العراق"، وأكد المرجع الديني علي السيستاني في بيان صدر عن مكتبه في النجف على أهمية المشاركة في الانتخابات لمالها من دور أساسي في تقرير مصير البلد وحفظ حقوق جميع الأطياف والمكونات.
وأوضح البيان أن السيستاني يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، مشددًا على ضرورة اختيار الناخب لمن يكون مؤهلًا لعضوية الحكومة المحلية وأن يكون ملتزمًا بثوابت الشعب العراقي ويتصف بالكفاءة والنزاهة.
وقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في كلمة تلفزيونية وجهها إلى العراقيين بشأن انتخابات مجالس المحافظات "لعلَ البعض يسعى إلى تثبيطكم والعمل على عدم وصولكم إلى صناديق الانتخابات المحلية ومجالس المحافظات لكي ينتصر عليكم"، مضيفا "أيها العراقيون ماعهدتكم تخذلون العراق و لا تخذلوننا ولا أيُ مظلوم".
وأضاف الصدر أنه "قد أفسد من أفسد في المرحلة السابقة وفشل من فشل وانخرط آخرون في الدنيا ونسوكم، فلا تجعلوا تلك الحقبة التي مضت إلا مفتاحًا للخلاص من هؤلاء ومن كل ديكتاتور وظالم، ودعا الصدر العراقيين إلى السير للانتخابات وصناديق الاقتراع لكي لا يكون لمن آذاكم وظلمكم وجود بعد الآن وستكونون الأعلون".
من جهتها أكدت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي عزمها عقب انتهاء عملية الاقتراع على الطعن بشرعية الانتخابات ونزاهتها حال وجود "تهديد" ضد منتسبي الأجهزة الأمنية أو المواطنين والضغط عليهم بهدف التصويت لمصلحة جهة سياسية نافذة.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات أجرت، في 13 من نيسان/ أبريل الجاري عملية التصويت الخاص، وأعلنت في أعقاب إغلاق صناديق الاقتراع مساء ذلك اليوم، أن نسبة التصويت الإجمالية بلغت 72% ، في حين أكدت أن محافظة القادسية سجلت أعلى نسبة تصويت بلغت 85.5 % ، وأن نينوى سجلت النسبة الأقل بواقع 35.2 %.
كما ذكرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في 15 نيسان/ أبريل 2013 أنها تسلمت قرابة مئة شكوى عن تجاوزات رافقت عمليات الاقتراع الخاص، وأكدت أنها جميعاً كانت "خضراء" ولا تشكل "خرقاً".
وكان مراقبون سجلوا عدم ظهور الآلاف من أسماء منتسبي القوات الأمنية في سجلات الاقتراع الخاص، من بين ملاحظات وما عدوه حالات خرق في المراكز التي زاروها.
أرسل تعليقك