الاستيطان في الاراضي الفلسطينية
رام الله – نهاد الطويل
باتت ثمرة الجهود التي بذلها وزير خارجية الولايات المتحدة كيري أخيرًا قريبة من النضوج، وذلك وفقا لما نشرته الثلاثاء مواقع صحافية إسرائيلية نقلا عن مصادر دبلوماسية تشارك في هذه الجهود، في الوقت الذي يواصل فيه كيري ممارسة ضغوطاته على نتنياهو بقبول تجميد الاستيطان والإفراج عن أسرى فلسطينيين، إلى
جانب الخطوات الاقتصادية تحت مبدأ "السلام الاقتصادي"، حيث ذكرت المواقع بأن العودة إلى المفاوضات المباشرة بشرط " تخلي الجانب الفلسطيني عن شرطه المسبق بالعودة إلى المفاوضات على أساس حدود عام 67".
هذا و سيبدأ جهاز "الشاباك" الإسرائيلي قريبا بإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين كي يتم الإفراج عنهم مع بدء المفاوضات المباشرة، والتي يتوقع أن تبدأ قريبًا وفقًا للمصادر الدبلوماسية التي استند عليها موقع صحيفة " معاريف".
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها "إن الأيام الحالية تُعتبر حاسمة بالنسبة للمجهود الأميركي لتحريك المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية, علماً بأن الوزير كيري سيصل إلى المنطقة الخميس" .
و في المقابل سارعت القيادة الفلسطينية لتؤكد أن كل ما يثار في وسائل الإعلام الإسرائيلية مجرد بالونات اختبار وتكهنات تهدف إلى خلط الأوراق وإثارة البلبلة.
فيما شدد رئيس طاقم المفاوضات الدكتور صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس يتمسك بمبدأ الدولتين على حدود 1967، كما أسس لذلك القانون الدولي، وأن ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن التنازل الفلسطيني عن حدود 1967 عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً.
وأشار عريقات في تصريحات صحافية مكتوبة لـ " العرب اليوم" إلى أن القيادة الفلسطينية لا زالت تبذل كل جهد ممكن لإنجاح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في استئناف المفاوضات على أساس مبدأ الدولتين على حدود 1967، وتنفيذ الحكومة الإسرائيلية لالتزاماتها بوقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين وأنه من السابق لأوانه التكهن بخطوات الرئيس عباس المستقبلية في الوقت الذي يستعد فيه للقاء وزير الخارجية الأمريكي خلال الأيام المقبلة.
واستعاد الدكتور عريقات أفعال وأقوال الحكومة الإسرائيلية والتي تشمل استمرار الاستيطان وتعزيزه وهدم البيوت وتهجير السكان والإعلان عن موت خيار الدولتين وزيارة نتنياهو لمستوطنات الضفة الغربية والتي كان آخرها لمستوطنة برقان، تدخل جميعها ضمن نهج تعطيل جهود الوزير كيري، وتدمير خيار الدولتين.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، والذي ذكر فيها أن الهدف ليس تسجيل البدء في المفاوضات وتسليط الضوء والفرح بانطلاقها, وإنما مواصلة المفاوضات لحل القضايا وصولا إلى إنهاء النزاع.
أرسل تعليقك